حاوره: محسن حسن
ضيف أرابيسك لندن في هذا الحوار، هو الباحث العراقي الدكتور (حميد الهاشمي) أستاذ علم الاجتماع في الجامعة العالمية بلندن، وعضو معهد تشارتر للغويين، وعضو المعهد الملكي الأنثربولوجي لمملكة بريطانيا وأيرلندا، وهو باحث متعاون مع جامعة كوفنتري الإنجليزية، كما سبق له العمل البحثي في جامعة إيست لندن، وأيضاً في المركز الوطني للبحوث الاجتماعية بالعاصمة البريطانية، كما عمل أيضاً خلال الفترة من 1994 وحتى 1998 كأحد أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب، جامعة 7 أبريل الليبية، وعلى مدار ست سنوات عمل أستاذاً باحثاً بجامعة أوروبا الهولندية خلال الفترة من 2001 وحتى 2007، من لغاته الأساسية التي يجيدها تحدثاً وكتابة، العربية والهولندية والإنجليزية، وهو إلى جانب تخصصه العلمي والأكاديمي، له باع طويل في تحليل القضايا السياسية والاستراتيجية والاقتصادية أيضاً، ومن خلال مؤلفاته العديدة، يتبين مدى اهتمامه الخاص بقضايا العالم العربي، وخاصة قضايا النزاع والهجرة والأقليات، كما يتبين من إسهاماته البحثية ومشاركاته العلمية الموسعة في المؤتمرات العربية والدولية، حرصه الشديد على كشف غموض الالتباسات المتعلقة بمحددات الهوية الوطنية، وإلى جانبها المحاور الماسة بتحديات الاندماج الاجتماعي وبناء الوعي الفكري وموضع المرأة من النسيج الاجتماعي، ومن أهم مؤلفاته: العرب وهولندا، العراقيون في هولندا، الوردي ودراسة المجتمعين العراقي والعربي، الأرمن العراقيون، ومؤلفات أخرى.. أرابيسك لندن وجهت أسئلتها إلى الدكتور الهاشمي، حول واقعنا الإقليمي والدولي المعاصر، فكان هذا الحوار.
* بداية دكتور، ومن منطلق رؤيتك الخاصة: كيف تؤثر التوترات بين الغرب وروسيا على الشرق الأوسط، خصوصاً من زاوية الطاقة وتحالفات القوى؟
ــــ يمكن النظر إلى آثار هذا الصراع من جانبين، الأول اقتصادي، حيث تستفيد بلدان الشرق الأوسط المنتجة للطاقة والمحاصيل الغذائية من تعطيل أو حظر تلك المنتوجات في بلدى الصراع، وبالتالي ارتفاع أسعارها. والثاني سياسي، كونها(أي منطقة الشرق الأوسط) محط استقطابات وطلب ود من قبل أطراف النزاع وحلفائهم. لأن من وسائل حسم الحرب أيضا تحشيد الحلفاء، أو تحييدهم على أقل تقدير كي لا ينحازوا للطرف الآخر. وفي الواقع، فإن البلدان العربية وإن لم تكن مع أوكرانيا، فهي على الطرف الأقرب إلى حلفائها الغربيين. وبإيجاز، لا يؤثر الصراع بين روسيا وأوكرانيا سلباً في الشرق الأوسط إلى الدرجة الملموسة، لا اقتصادياً ولا حتى سياسياً.
* برأيك، هل نعيش فعلاً تحولات في النظام الإقليمي للشرق الأوسط نحو ترتيبات أمن جماعي، أم أن الأمر لا يزال في إطاره النظري؟ وكيف تقيّمون موقف العراق الرسمي من هذه التحولات؟
ــــــ الصراع العربي-الاسرائيلي دخل بالفعل مرحلة جديدة. حيث انحل الإجماع العربي، وتهافتت نظرية(تحرير فلسطين) بعد أن تحولت إلى(مقاومة) من قبل أطراف محدودة، حتى أن البعض يشكك بنواياها، وبتنا أمام واقع يدعو إلى سلام وتطبيع، في مشهد شكل جبهتين متقابلتين. و قد فرضت تداعيات النزاع ــــ منذ أكتوبر 2023 و إلى الآن ــــــ واقعاً جديداً، هو في حقيقته إن لم يفرض الخيار الثاني، فإنه يُضعف الخيار الأول وهو المقاومة. و لا أظن أن أحداً الآن يتوقع العودة إلى ما قبل الضربات التي تلقاها حزب الله في لبنان، أو ساعة سقوط نظام بشار الأسد. أما موقف العراق(الحكومي) فهو متوازن حتى الآن، سيما تجاه التغيير في سوريا، حيث لم يحصل أي تدخل رسمي، والموقف اتسم بالحذر ثم التطبيع التدريجي مع النظام الجديد في سوريا رغم بعض التحفظات الصادرة عن بعض الجهات الداخلية لأسباب تتعلق بموقف القيادة السورية الراهنة أثناء فترات ماضية من التوتر الطائفي. وعموماً، الواقعية ستفرض نفسها، وسيكون هناك تقبل تدريجي حتى من قبل الرافضين، مع استمرار التحفظ سيما لدى حلفاء إيران في العراق. ذلك التحفظ الذي بانت مؤشراته في رفضهم حضور الشرع للقمة العربية التي انعقدت ببغداد قبل حوالي أسبوع، في حين أن حسن النوايا موجود لدى العديد من العراقيين بمن فيهم أطراف في الحكومة العراقية بل حتى شخص رئيسها(محمد شياع السوداني) الذي استجاب للقاء الشرع بدمشق.
* على ذكر سوريا، كيف تقرأون مستقبل المشهد السوري في ظل الانفتاح العربي المتوقع على دمشق من جهة، وإمكانية رفع العقوبات الغربية من جهة أخرى؟
ــــــــ الحكومة السورية المؤقتة تحت ضغط كبير وأمام تحد أكبر. حيث يتعلق الأمر بمغادرة مرحلة المعارضة إلى السلطة، ومرحلة تمثيل الطائفة إلى تمثيل الوطن، ومرحلة المثالية إلى الواقعية. فضلاً عن ذلك، فإن سوريا تواجه أزمات مُركّبة من نواحي إعادة بناء الثقة بين مكوناته، والاستقرار الأمني، وإعادة الإعمار، وإعادة المهجرين إلى مناطقهم، وتعويض الضحايا، وإعادة تأهيلهم نفسياً واجتماعياً، وإعادة تأهيل الاقتصاد السوري، وبناء الثقة مع دول الجوار وغير ذلك. فالبلد إذن يدخل مرحلة انتقالية، وهذه المرحلة الانتقالية يتوقع أن تطول لبضع سنوات نتيجة للإرث الكبير للنظام السابق، وما خلفته الحرب الأهلية. لحسن الحظ أن الحكومة الجديدة حظيت بدعم عدد من البلدان العربية التي يمكنها المساهمة في تخفيف تلك الأزمات، وهذا ما يبعث الأمل في أن تتعافى بمدة أقل من المتوقع.
* برأيك ماذا سيكون عليه أثر الوجود الإيراني في سوريا مستقبلا؟ وهل سيلعب ذلك الأثر دورا ما في طبيعة الاستقرار الإقليمي لعلاقات دمشق مع الدول العربية؟
ـــــــــ نتيجة للتباعد الإيديولوجي بين النظامين في ايران وسوريا، وإرث الدور الإيراني في سوريا خلال مرحلة نظام آل الأسد، وخصوصاً الدور الإيراني خلال الحرب الأهلية السورية، فإن أي احتمال لإعادة العلاقات بين البلدين في المنظور القريب غير وارد. ناهيك عن أن الواقع الإقليمي سوف لن يسمح لإيران بالتمدد ثانية إلى لبنان خصوصاً عبر سورياً.
اقرأ أيضاً: مبادرة طبية سعودية لإنقاذ الأرواح في سوريا
* هل ترى تحولا ما في استراتيجية إيران الإقليمية بعد التطورات الحادثة في العراق واليمن وسوريا؟
ــــــ من المؤكد أن ما حصل لحلفاء إيران في غزة وجنوب لبنان وسوريا، وضعها في واقع جديد مفروض عليها وليس خياراً. فليس لإيران الآن إلا اتباع استراتيجيات جديدة أكثر حذراً من ذي قبل، على الأقل الحفاظ على من تبقى من أذرعها في اليمن والعراق. في ذات الوقت فإن إيران في مساع لتسوية نزاعها مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال انتهاز براغماتية الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي يقدم المكاسب الاقتصادية على غيرها كما يبدو.
* إذن، ما مستقبل الوجود الأميركي في العراق بعد زيارة ترامب الأخيرة للمنطقة من وجهة نظرك؟ وماذا عن التوجه الإيراني المتوقع في هذا السياق؟
ـــــ على الرغم من عدم تعريج ترامب على العراق في زيارته الأخيرة إلى المنطقة، إلا أن ذلك لا يعني ضعف العلاقات بين البلدين؛ ففي بغداد توجد أكبر سفارة للولايات المتحدة الأمريكية، وأميركا لديها اتفاقية عسكرية مع العراق، وتواجد عسكري وإن كان أقل بكثير مما هو موجود في بعض دول المنطقة. علاوة على ذلك، فإن العراق يبيع لأميركا البترول بأسعار مخفضة بناء على الاتفاقات الثنائية. في الوقت عينه، فإن أميركا لا تنظر إلى العراق باعتباره(طرفاً واحداً)؛ فلديها حلفاء من كل أطياف الكتل السياسية الممثلة في البرلمان والحكومة بمن فيهم الشيعة. وعليه فهي لا ترتاب من وجود علاقات متينة لبعض تلك الأطياف مع إيران. كذلك فإن إيران اعتادت على التعامل مع واقع العلاقات العراقية الأمريكية، بل حتى الوجود الأمريكي خلال فترة الاحتلال.
اقرأ أيضاً: هل تنجح الرياض في تقريب وجهات النظر الأمريكية والإيرانية؟
* هل تعتقدون باستمرار فاعلية العقوبات الغربية على إيران؟ أم أن طهران باتت تتكيّف معها؟
ــــــ لاشك أن لتلك العقوبات تأثيراً كبيراً على واقع الاقتصاد الإيراني؛ فقد هبطت العملة المحلية إلى مستويات قياسيةـ وبان التضخم وضعفت القدرة الشرائية للمواطن الإيراني، وهذا ما تظهره التقارير ويعكسه الواقع. من جانب آخر، فقد تم التضييق ومحاصرة البرنامج النووي الإيراني بناءً على تلك العقوبات. ومع ذلك ورغم قسوة العقوبات وتأثيرها على الجانب الإنساني فيما يتعلق بمد إيران ببعض الاحتياجات الإنسانية مثل الأدوية والتكنولوجيا التي يحتاجها المواطن، فإن طهران أظهرت قدرة على التكيف معها جزئياً. فالعقوبات لم تحقق أهدافها السياسية المعلنة بالكامل، سيما سلوك النظام الإيراني في قضايا أخرى غير الملف النووي كالتدخل في شؤون بعض دول الإقليم، أو موقفها من إسرائيل خصوصاً.
* الصراع في أوكرانيا من وجهة نظرك، ساهم في تقوية أم في إضعاف موقف إيران الإقليمي والدولي؟
ـــــــ ربما يكون للحرب في أوكرانيا دور في انشغال أوروبا بشأن داخلي أكثر من غيره. كذلك فإن تحالف إيران مع روسيا، يكسب الأولى (إيران) ثقلاً أكبر في الإقليم والعالم. فهي كسبت حليفاً قوياً مثل روسيا، كذلك اختبرت وسوقت بعض أسلحتها المهمة مثل المسيرات، وهو ما يرفع من شأنها في سوق السلاح والتكنولوجيا عموماً.
* كيف تقرأون التقارب الروسي-الإيراني في ضوء الضغوط الغربية على الطرفين؟
ـــــــ بالتأكيد هو نوع من التخادم، فتحالف روسيا مع نظام بشار الأسد مثلاً كان بمثابة تحالف مع إيران، وهكذا فإن إيران اتخذت موقفاً مساندا لروسيا في نزاعها مع الغرب عموماً، وهو تحصيل حاصل باعتبار(عدو عدوي، صديقي). إذن هو التقاء مصالح، ووقوف في خندق واحد إلى حد كبير.
* ما تقييمك للتوازنات الجديدة في العلاقات السعودية-الإيرانية بعد اتفاق العلا، وما أثر هذه التوازنات على أمن الخليج؟
ـــــ يبدو واضحاً أن الإدارة السياسية السعودية( ذات التوجه الجديد) تبدو أكثر مرونة وواقعية من الإدارة الكلاسيكية التي اعتدناها في المملكة من تبني نهج واحد واضح من المواقف. ولكن النهج الحديث بات أكثر واقعية وأقل(مثالية). بمعنى أنه ابتعد عن الميكانيزم الإيديولوجي، وباتت تحركه ميكانيزمات الاقتصاد، والاستراتيجيات بعيدة المدى، والتصالح مع المحيط الإقليمي، وذلك وفق مبدأ (في السياسة لايوجد عدو دائم ولا صديق دائم). ووفقاً لذلك، فهي يمكن أن تلعب دوراً توفيقياً الآن أكثر مما يتوقع منها أن تصطف فقط إلى طرف ما دون الآخر، طبعاً باعتبار هذا النهج البراغماتي الجديد في السياسة.
* برأيك إلى أي مدى نجحت السعودية في إعادة تشكيل موقعها الإقليمي عبر التحول الاقتصادي ورؤية 2030؟
ــــــ السياسة المتوازنة غالباً ما تضع أصحابها في مواقع مقبولة، فالسياسة الحكيمة هي التي تقلل الأعداء. لذلك فإن المملكة بالفعل توجهت إلى الاهتمام بشأنها الداخلي أكثر، بتطبيق استراتيجية تنموية على أمد أبعد (رؤية 2030) منذ سنوات. الفكرة أن تلك السياسة المتوازنة تعمل على تمتين مبدأ آخر وهو (كلما كنت مكتفياً مادياً، كنت مستغنياً عن الآخر، مستقلاً، ثم قوياً). وكلما كنت قوياً مهاباً، أصبح لك دور مؤثر في محيطك. وهكذا!!
* بأية عين تنظر إلى العلاقات السعودية-السورية مؤخرًا، وهل يمكن الحديث عن تحالف سياسي شامل بين البلدين؟
ــــــ وفق نظرة تحليلية، لا شك في أن انتهاء مرحلة النزاع الداخلي في سوريا، سوف يزيل الصداع والقلق الذي كان يسببه لكل الأطراف في المنطقة. خاصة لدى الدول والأنظمة التي لم تكن راضية عن سياسات نظام الأسد وتحالفاته التي لم تكن تبعث الرضى في نفوس تلك الدول والأنظمة. في حين أن وجود نظام جديد وحليف يعتبر مكسباً كبيراً للنظام الدولي عموماً ولدول الإقليم المنضوية فيه. في حين أن سوريا الجديدة تعتبر الكاسب الأكبر من هذه العلاقة بحكم الدعم الكبير الذي ستتلقاه على مختلف الأصعدة بما فيه الدعم السياسي، ذلك الذي بانت أولى ثماره في لقاء ترامب بالشرع، وقراره ببحث رفع العقوبات عن سوريا.
* بالنظر إلى العلاقات البريطانية الخليجية، إلى أي حد أثرت انعكاسات تغير القيادة السياسية في بريطانيا على تلك العلاقات، خاصة مع المملكة العربية السعودية؟
ــــــ لا توجد مؤشرات على أي نوع من التأثر في العلاقات بين بريطانيا ودول الخليج بما فيها السعودية بعد استلام حزب العمال للسلطة. بل لا توجد أسباب لذلك، فالعلاقات الاقتصادية والأمنية لا تزال قائمة، وحاجة كل الأطراف لها لا زالت قائمة، خصوصاً بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فهي تحتاج إلى مصادر إضافية للطاقة، وإلى حلفاء لها في المنطقة من الناحية الأمنية.
اقرأ أيضاً: بوريس جونسون: السعودية سبقت بريطانيا!
* هل هذا يفسر الحضور الاقتصادي والسياسي البريطاني في الخليج في ظل التراجع الأوروبي العام؟
ـــــ نعم بكل تأكيد؛ فبريطانيا ترتبط بعلاقات تاريخية وثيقة مع المملكة العربية السعودية وبلدان الخليج، وهي علاقات تمتد بجذورها إلى المرحلة الكولنيالية لما يقارب القرنين من الزمن. وعلى عكس بعض القوى الأوروبية الأخرى التي قد تركز بشكل أكبر على مناطق أخرى، تولي بريطانيا أهمية خاصة لمنطقة الخليج نظراً لأهميتها الجيوسياسية والاقتصادية. فضلاً عن ذلك، هناك علاقات اقتصادية، وتعاون عسكري واستراتيجي بين الطرفين. كذلك هناك رغبة دائمة لدى دول الخليج بإرسال طلبتها وبعثاتها التعليمية إلى جامعات ومؤسسات علمية بريطانيا، وهو ما يندرج تحت(اقتصاد المعرفة) الذي تعول عليه بريطانيا كثيراً في إنعاش اقتصادها ومكانتها التقليدية في العالم.
* سؤالي قبل الأخير: ما دور الصين في مستقبل المعادلات السياسية والاقتصادية الجديدة في المنطقة، وهل ستمثل بديلاً حقيقياً للغرب؟
ـــــــ الصين بدأت تفرض نفسها كقوة اقتصادية وسياسية عظمى منذ سنوات. ودورها يتعاظم باستمرار وباتت تكسب ثقة البلدان التي تستثمر بها. أبسط مثال هو ما حصل في الحرب القصيرة التي نشبت قبل أسابيع قليلة بين الهند وباكستان، فقد ظهر تفوق باكستان العسكري نتيجة توظيفها للأسلحة والتكنولوجيا الصينية. علاوة على ذلك، فإن الصين سلاحها الاستثمارات وتصدير صناعاتها، وهي لا تشتري المواقف السياسية أو تفرضها على حلفائها كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً. لذلك ستكون بالفعل بديلاً للقوى الكبرى في المنطقة في القريب العاجل.
* في الختام.. كيف ترى مستقبل العلاقة بين إيران وبريطانيا في ظل الملف النووي وحقوق الإنسان والتوترات في المنطقة؟
ـــــــــ مبدئياً، هناك ثلاثة افتراضات يمكن أن تحصل. الأول هو انفراجة في ظل المرونة التي تبديها إيران في بعض الظروف الصعبة مثل التفاهمات التي حصلت مع الغرب قبل سنوات سيما التسوية بشأن ملفها النووي. كذلك في بعض الشؤون الداخلية مثل التساهل في موضوع الحجاب الذي تمثل بإلغاء(دوريات شرطة الآداب) قبل حوالي شهرين، وهو ما يعني قدرة الحكومة الإيرانية على (الانحناء للعاصفة) كما يقال. أما الافتراض الثاني، فهو استمرار الحال على ماهو عليه إلى حين، في ظل استمرار التهديد الأمريكي الإيراني، واستمرارها بالتحدي (أفعال وردود أفعال). أما الفرض الثالث، فهو تصعيد أكبر وربما تدهور، وما يشجع على ذلك انكسار ايران من خلال خسارة حلفائها في الحرب ضد إسرائيل، والتدهور الاقتصادي في إيران، و استمرار قيام إسرائيل بالضغط على حلفائها لإبداء المزيد من الشراسة تجاه ايران. فقد ينجم عن ذلك الوصول إلى حافة الانهيار التي أقل ما تعنيه ضربات متبادلة من قبل إسرائيل وحلفائها تستهدف المفاعلات النووية والمصالح العسكرية والاقتصادية الإيرانية. بالمقابل، فإن إيران ستستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة بما فيها دول الخليج. وبالرغم من ذلك كله، نرجح الافتراض الثاني المتمثل في استمرار الحال على ماهو عليه إلى مرحلة أبعد.
اقرأ أيضاً: الصين والسعودية: تكامل ما بين «الحزام والطريق» و«رؤية 2030»