خراف النخيل هو ببساطة جني محصول التمر من على أكتاف شجر النخيل، وهي مهنة تمتد إلى ماضي المملكة السحيق، بدأت من منطقة الإحساء لتتوارثها الأجيال، ومازال كثيرون يحتفظون بأدوات ممارسة المهنة التقليدية على الرغم من توفر التجهيزات الحديثة.
بينما يقصد جاني المحصول مزرعة النخيل مع خيوط الفجر الأولى قبل أن يشتد الحر، بصحبة المخرف وهو عبارة عن جعبة مصنوعة من سعف النخيل وتشبه تلك المصنوعة من الجلود أو القصب، ويكون عادة بحجم يتناسب مع حامله.
وفي الوقت الذي يصل فيه إلى قمة شجرة النخيل ويملئ مخرفه بالمحصول، يدليه بحبل نحو الأسفل، يطلق عليه اسم “مريرة”.
أما “الكر” فهو الأداة الثالثة وتكون عادة مصنوعة من حبال الليف وتساعد العامل في اعتلاء شجر النخل منزوع الأغصان، ومن جانب آخر هناك نخلات قصار بالإمكان جني محصولها من الأرض دون الحاجة للتسلق.
الجميل في المهنة التقليدية أنها متعددة المواسم، فتختلف مواسم جني كل محصول منها بحسب النوع والغرض، فهناك المقفزي والخلاص والروثانة والجويخ وأم قميعة والتي تخرف بلحاً.
من جانب آخر تبقى أنواع الصفري والسري والخضري على الأشجار دون أن تخرف لحين تحولها إلى تمر وبعضها تبقى ثماره على الشجر كالنخل البرحي الذي يستخدم في عملية الإلقاح، أما الخرف فيكون على ثلاث مراحل تتبع لمهارة العامل وقدراته الجسدية إضافة للتحكم والتوزان.
اقرأ أيضاً: وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية تطرح 5 مشاريع استثمارية لتعزيز الأمن الغذائي في منطقة الباحة
فبينما يكتفي البعض بجني البشاير وهي ما تقع عليه عيناه من محصول، يعمل الخراف المحترف على تفقد عذوق النخلة من السنة إلى الخافية ثمّ العاقوب، وهي ببساطة أجزاء من النخلة تحمل المحصول، وعلى العامل أن يتمتع بحساسية عالية حتى لا يصيب هذه الأجزاء بالأذى ما يؤدي إلى انخفاض جودة الثمرة.
وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن العملية تتم على مراحل فبعض النخيل يسمح بالحصاد اليومي وبعضها يسمح بجني محصوله كل ثلاثة أيام، الأمر الذي يشعرك أنك تدخل حرماً مقدساً ولابد من احترام قوانيه.
وتحظى شجرة النخيل باحترام كبير في أوساط ملاك المزارع والمواطنين ويقال في المحصول أنه يحمل اسم الله الأعظم فهو مبارك ولا يتعرض للأذى، ومن المتعارف عليه في هذه الأيام أن عدد العمالة المحلية المشتغلة في المهنة انخفض إلى أدنى مستوياته وحلت محلها العمالة الأجنبية ويخشى أصحاب المزارع أن تتأثر جودة محاصيلهم جراء ذلك.
اقرأ أيضاً: حديقة الملك فهد في الدمام وجهتك المثالية للاستجمام