أعلنت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية عن فرصة استثنائية تهدف إلى تعزيز تطوير الكوادر التعليمية والإدارية في البلاد، إذ فتحت باب التقديم للابتعاث الخارجي لدراسة الماجستير في اللغة الصينية.
بدأ التقديم منذ أمس الأحد من خلال نظام «فارس»، على أن يُغلق باب التقديم للوظائف التعليمية في 28 نوفمبر الجاري، وللوظائف الإدارية في 26 ديسمبر المقبل، ويستهدف برنامج الابتعاث شاغلي الوظائف التعليمية للحصول على الماجستير في تدريس اللغة الصينية، بينما سيكون متاحاً لتخصصات محددة لشاغلي الوظائف الإدارية، ويعكس التزام المملكة برؤية 2030 التي تؤكد على أهمية تأهيل الكوادر البشرية في التخصصات الحيوية، لتلبية احتياجات سوق العمل.
حددت الوزارة بعض الشروط والضوابط التي يجب أن يستوفيها المرشحون، أهمها ألا يتجاوز عمر المرشح 40 عاماً عند بدء الدراسة، وأن تكون درجة التقدير في تقويم الأداء الوظيفي لا تقل عن ممتاز في السنتين الأخيرتين، وألا يكون المرشح قد أخلّ بواجباته الوظيفية أو تعرض لعقوبة تأديبية نتيجة تقصير في أدائه خلال العامين السابقين للتقدم، إضافةً إلى عدم كونه محالاً إلى التحقيق، أو مكفوف اليد، أو طرفاً في قضية قائمة أو منظورة.
ويعد نظام فارس، الذي سيتم التقديم على برنامج الابتعاث من خلاله، جزءاً من مشروع أنظمة إدارة الموارد الإدارية والمالية في وزارة التعليم، يهدف إلى تحسين كفاءة الخدمات المقدمة لمنسوبي الوزارة، ومن بين الخدمات المتاحة للمعلمين العاملين داخل المملكة، التعرف على تفاصيل رواتبهم، وتقديم طلبات الإجازة، تمديد الإجازات أو قطعها، إضافةً إلى تقديم طلبات التقاعد.
وتعد اللغة الصينية إحدى أكثر اللغات انتشاراً وأهمية على مستوى العالم، بفضل الدور المهم الذي تلعبه الصين في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة، ويفتح إتقان اللغة الصينية أبواب الفرص للدراسة والبحث في الجامعات والمعاهد الصينية، التي تسعى لتوسيع آفاق التعليم العالي والبحث العلمي، كما أن المجتمع الصيني يتميز بتنوعه الثقافي الغني، وتعلُّم هذه اللغة يُمكِّن الأفراد من فهم واكتشاف هذا التنوع، والتعرف على تقاليدهم وفنونهم.
ونظراً لأهمية اللغة الصينية، اتجهت السعودية نحو إدخالها في النظام التعليمي بسرعة، ففي عام 2019، قرر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إدراج لغة المندرين في المناهج التعليمية للمدارس الحكومية، وفي عام 2020، بدأت وزارة التعليم السعودية بتعليم اللغة الصينية في ثماني مدارس خاصة، ليصل العدد في عام 2021 إلى أكثر من 700 مدرسة قد أدرجت اللغة الصينية في برامجها الدراسية.
اقرأ أيضاً: اللغة الصينية في المدارس المتوسطة السعودية
وهذا العام، قررت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية البدء في تدريس اللغة الصينية، لتصبح بذلك اللغة الثالثة المعتمدة في المناهج التعليمية إلى جانب اللغتين العربية والإنجليزية.
وقد بدأ 175 معلماً ومعلمة للغة الصينية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة مسيرتهم التعليمية في المملكة منذ منتصف أغسطس الماضي، ممثلين الدفعة الأولى من معلمي اللغة الصينية الذين سيتواجدون في السعودية، وذلك في إطار اتفاقية تعزيز التعاون بين المملكة والصين في مجال تعليم اللغة الصينية، التي وُقٍِّعت العام الماضي، وقد أكمل المعلمون التدريبات اللازمة في جامعة تيانجين نورمال، ومن المتوقع أن ترسل الصين نحو 800 معلم للغة الصينية إلى السعودية على دفعات متعددة.
وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز تعليم اللغة الصينية بين طلابها، بهدف تمكين المواطن السعودي من الاستفادة بطريقة أفضل من الاقتصاد الصيني المتنامي، وبناء جسر تواصل ثقافي ولغوي بين الشعبين السعودي والصيني، ما يسهم في تحقيق شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين.
اقرأ أيضاً: مأكولات محظورة في المقاصف المدرسية السعودية، فما هي؟
وكان الدكتور حمد آل الشيخ، وزير التعليم السعودي، قد أفاد بأن الدول المتقدمة تعتمد في نظمها التعليمية على تدريس لغتين أو أكثر إلى جانب لغتها الأم، مؤكداً أن الوقت قد حان لإدراج اللغة الصينية في المناهج الدراسية، لتكون المملكة مواكبة للتوجهات العالمية، ولتفتح أمام طلابها آفاقاً جديدة من المعرفة والفرص.
جدير بالذكر أن جامعات المملكة العربية السعودية رائدة في مجال تعليم اللغة الصينية، إذ تُقدّم أربع جامعات بارزة برامج متخصصة في هذا المجال: جامعة الملك سعود، جامعة الملك عبد العزيز، جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وجامعة جدة.
وفي عام 2022، شهدت هذه الجامعات إقبالاً كبيراً، وبلغ عدد الطلاب المسجلين في برامج تعليم اللغة الصينية حوالي 871 طالباً وطالبة، إضافة إلى تخرج نحو 207 طلاب من هذه البرامج، كما اعتمدت جامعة جدة اللغة الصينية كلغة رسمية على موقعها الإلكتروني، إلى جانب اللغتين العربية والإنجليزية.
اقرأ أيضاً: مدارس الدمج في الرياض: خطوة نحو تعليم شامل للجميع