دوري روشن السعودي، بمجرد انتشار خبر لاعب من الدوريات الخمس الكبرى إلى هذا الدوري يظن الجمهور المتابع لكرة القدم أن اللاعب هذا قد قرر الرحيل عن الدوريات الأوروبية للابتعاد عن الضغوطات وبدأ مرحلة جديدة من حياته من جني المال ولعب كرة القدم بدون أي تحديات تذكر، إلا أن واقع الدوري السعودي يقول عكس هذا الشيء تماماً، التنافس الكبير التي يشهد دوري روشن بين الأندية، والملاعب الملتهبة موسمياً، ستبدد هذه الفكرة التي اعتقد الجمهور الأوروبي والعربي بوجودها، الدوري السعودي، أو دوري روشن بمسماه الجديد، هو واحد من أصعب الدوريات حول العالم، وبدون أدنى شك هو الدوري الأفضل والأعلى منافسة بين أقرانه من الدوريات الآسيوية.
تحاول الأندية العربية وخاصةً الأندية السعودية خلق الأجواء المناسبة لاحتراف اللاعبين الأوروبيين والعالميين في منافساتها، بتجهيز الملاعب والمرافق العامة لاستضافة البطولات الكبرى وصنع صورة أفضل عن استعداد هذه الأندية لاستضافة هذه الأجواء العالمية من المنافسة ولعب كرة القدم، لذلك، تضخ الأندية السعودية الكثير من مالها لإقناع اللاعبين الأوروبيين واللاعبين اللاتينيين المميزين بالإضافة لمواهب القارة السمراء، للإنضمام إلى دوريها وتأمين أبرز التغطيات الإعلامية لهذه الأنشطة الرياضية وبمقدمتها كرة القدم، لكن قد يظن البعض أن وصول هؤلاء إلى هذا الدوري، لإختتام باقي مسيرتهم بصورة جيدة وجني المزيد من المال، خاصةً أن الأندية السعودية تقدم عقوداً بمبالغ مالية ضخمة جداً، غير قادرة أي أندية أخرى على تقديمها.
لكن كل هذه الإمتيازات تتبدد عندما يختبر اللاعبون الأوروبيون جدية المنافسة في بطولات الرياضة السعودية، ولا تقتصر المنافسة فقط على الدوري السعودي لكرة القدم، بل بمشاركة الأندية السعودية بالبطولات الآسيوية كدوري أبطال آسيا وبطولة كأس العالم للأندية التي تعني تحديات أكبر ومسوتويات فنية أعلى أيضاً، صندوق الاستثمار كان يهدف لتطوير المملكة بدون أدنى شك، ولكن في الوقت ذاته وضع خطة لرفع قوة المنافسة في الدوري السعودي وتحويله إلى منافسة عالمية على غرار الدوريات الأوروبية الكبرى. وبالفعل، تم تحسين الملاعب والمرافق وغرف خلع الملابس واستقطاب حكام النخبة من مختلف دول العالم، بجانب الحضور الجماهيري الضخم من الأساس، حتى أصبح الوضع مشابهاً لما يحدث بالملاعب الأوروبية، وبالتالي أصبح دوري روشن مسابقة عالمية تشهد مباريات مليئة بالندية والحماس ومعدلات الركض المرتفعة، وهو ما جعل المنافسة صعبة على بعض النجوم الذين كانوا يعتقدون أن اللعب في السعودية سيكون سهلاً.
اقرأ أيضاً: السعودية تستضيف نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال 2024 لاستقطاب المشاريع الرائدة
بعض النجوم كان يظن أن الإبتعاد عن الأجواء الأوروبية سيجعل الأمر أكثر سهولة وخفة، لكن التطلب الكبير الذي يحتاجه الدوري السعودي، غير هذه النظرة عند الكثير من اللاعبين الأوروبيين الذين وصلوا إلى الدوري السعودي حديثاً، علينا أن لا ننسى أن أبرز لاعبي الأندية الكبرى هم من وصل، الكسندر ميتروفيتش لاعب فولهام سابقاً، كريم بنزيما أسطورة ريال مدريد، نغولو كانتي نجم تشيلسي السابق، روبن نيفيز نجم الوولفرهامبتون وقائدهم، بالإضافة لصانع الألعاب المميز سافيتش لاعب الهلال، جواو كانسيلو مع الهلال نيمار جونيور أيضاً، بالإضافة لنجوم انضموا لأهلي جدة السعودي من ضمنهم روبيرتو فيرمينو، فرانك كيسيه، وإيفان توني حديثاً أيضاً الذي انضم من فريق برينتفورد الإنجليزي، وعلينا أن لا ننسى الإنضمام الأبرز الذي فتح باب انضمام كل هؤلاء اللاعبين وهو إنتقال الأسطورة كريستيانو رونالدو من فريق مانشستر يونايتد وانضم معه الكرواتي بروزوفيتش، أليكس تيليس، والعديد العديد من اللاعبين الذين حققوا إنجازات مرموقة في الدوريات الأوروبية مع أندية كبيرة مثل برشلونة، ريال مدريد، مانشستر يونايتد، إنتر ميلان، إيسي ميلان وغيرها من الأندية الأوروبية العريقة.
لم تستطع كل هذه الأسماء الإنسجام في أجواء الدوري السعودي لكرة القدم، رغم كل هذه المغريات الكبيرة من رواتب عالية وامتيازات وجوائز ومكافئات أيضاً، أولهم الدولي الإنجليزي جوردان هيندرسون الذي لم يتأقلم ولا بأي شكل من الأشكال مع فريقه الجديد الشباب، الذي إنتقل اليه من فريق ليفربول الإنجليزي، وذكرت تفاصيل إعلامية أن اللاعب يفكر بالعودة إلى الدوري الإنجليزي من بوابة واحد من الأندية الإنجليزية، لكن حتى هذه اللحظة لم يحسم قراره بأي نادي سيلعب وفي أي توقيت، ومن غير المستبعد أن يلحق به عدة لاعبين انضموا إلى الدوري السعودي قادمين من نفس الدوري، وهو البريميرليغ، بإختلاف أسباب عدم إندماج هؤلاء اللاعبين في السعودية.
اقرأ أيضاً: فريق فالكونز السعودي يحقق أول ألقاب بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية في السعودية 2024