وسط أجواء متوترة تعصف بالمنطقة، ارتأت دول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية أن تقف موقفاً محايداً من التصعيد الجاري ما بين إيران والكيان الإسرائيلي، في محاولة منها لإبعاد الخطر عن أراضيها، وكان لهذا الحياد تعبيراته السياسية التي سنتناولها في هذا المقال.
أفادت السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت بأنها ترفض السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية في أي هجوم عسكري يستهدف إيران، مشدّدة على التزامها بالحياد في النزاع القائم بين طهران والكيان الإسرائيلي.
وكُشف عن ذلك بعد سلسلة اجتماعات عُقدت في الدوحة، إذ تناول وزراء من دول الخليج وإيران في قمة الدول الآسيوية التي نظمتها قطر، قضايا تتعلق بخفض التوترات الإقليمية، ووفقاً لرويترز، فإن قادة الخليج بذلوا جهوداً لطمأنة إيران بشأن حيادهم في الصراع، بهدف تجنب أي تصعيد إضافي، لا سيما في ظل الأحداث الأخيرة.
اقرأ أيضاً: إيران تطمح لتحقيق أعلى مستويات التفاهم مع السعودية
وسيطرت الدعوات الملحة لخفض التوتر على المناقشات المشار إليها، إذ أبدى المجتمعون قلقهم من أن استمرار الصراع قد يهدّد المنشآت النفطية الحيوية، وعلى الرغم من أن إيران لم توجه تهديداً مباشراً لمنشآت النفط في الخليج، إلّا أنها أشارت إلى أن تدخل «داعمي إسرائيل» قد يؤدي إلى ردّ انتقامي يستهدف مصالحهم في المنطقة.
وفي كلمته خلال الفعالية في الدوحة، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن أي هجوم مباشر أو عمل إرهابي أو تجاوز للخطوط الحمراء الإيرانية سيقابل بردّ قوي من القوات المسلحة الإيرانية.
من جانبه، وفي حديثه حول الأمر، قال المعلق السعودي علي شهابي: «دول الخليج تعتقد أن احتمال استهداف إيران لمنشآتها النفطية غير وارد، لكن الإيرانيين يلمحون إلى ذلك عبر مصادر غير رسمية»، وأضاف: «الرسالة التي ترسلها دول مجلس التعاون الخليجي العربية إلى إيران هي: رجاءً قوموا بالتهدئة».
هذا ووجه مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وعُمان وقطر والكويت، رسالة موحدة إلى إيران تدعوها إلى خفض التصعيد.
اقرأ أيضاً: اختتام الملتقى 23 لجمعية التاريخ والآثار بمجلس التعاون الخليجي
ويأتي ذلك بعد أن قامت إيران بالردّ على الاستهدافات التي طالت قادة من حركتي «حماس» و«حزب الله» بالإضافة إلى العمليات العسكرية في غزة ولبنان، إذ وجهت إيران حوالي 250 صاروخ فرط صوتي مستهدفة عدة نقاط ومنشآت للكيان الإسرائيلي.
وفي بيان لها إثر الردّ، أكدت إيران أن الهجوم قد انتهى ما لم تحدث استفزازات إضافية، بينما تعهدت إسرائيل في وقت لاحق برد عنيف بعد محادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وبالمقابل، وحسبما أفاد موقع أكسيوس (Axios) الأميركي، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين؛ فإن الكيان قد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران كجزء من رده المحتمل.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، كانت قد تعرّضت لهجوم استهدف مصفاة بقيق في العام 2019، وتسبب الهجوم في تعطيل أكثر من 5% من إمدادات النفط العالمية.
اقرأ أيضاً: الرئيس الإيراني يدعو ولي العهد السعودي لزيارة طهران