حاورها: محسن حسن
تكتسب شغفها الفني والإبداعي في مجال التصميم الداخلي، من قناعتها الراسخة وإيمانها العميق بقدراتها ومواهبها وحرصها الشديد على متعة استيعاب الثقافات الإنسانية والفنية والحضارية، وترى في تحديات التجربة العملية، مفتاحاً لآفاق الإنجاز والابتكار الرحبة والثرية..لا توقفها محدودية الموارد عن إصرارها الدائم على تحقيق طموحاتها وطموحات عملائها الجمالية والمعيارية فيما تقوم به من تصاميم مبدعة وجامعة لعناصر الأصالة والحداثة في آن واحد؛ ولذا، فهي مغرمة بتأمل التقليدي القديم، بغية الخروج منه بالنموذج الحديث المبتكر، وفق رؤية فنية نافذة، تؤمن بجدوى تواصل الثقافات والحضارات والأزمنة، وتتخذ من الجمع بين الأصالة والمعاصرة، ركيزة لتعزيز وتطوير مجتمعها الحاضن في المملكة العربية السعودية، وتطمح مستقبلاً إلى توظيف خلاق للتكنولوجيا في مجال التصميم والديكور المنزلي.. إنها المصممة الداخلية اللبنانية المقيمة في السعودية (ديالا الغمراوي) والتي حاورتها (أرابيسك لندن) في عالمها الفني والإبداعي وفي تطلعاتها الدائمة إلى أن تكون جزءاً فنياً وهندسياً أصيلاً في خطط واستراتيجيات النهوض بمستوى التصميم العربي والإسلامي وبحضوره المميز في المنتديات الإقليمية والدولية.
* بداية وبعد سنوات الخبرة في عالم التصميم ما الثابت والمتحول في قناعات ديالا الغمراوي المهنية والإبداعية؟
ــ على مدار سنوات الخبرة والعمل، هناك ثوابت وقناعات دائمة، منها مثلاً الإيمان بأهمية التصميم وبأنه يؤثر في جودة الحياة وأسلوبها وعالمها وكذلك في نفسية الإنسان، وكل مساحة فنية هي تجربة فريدة تعكس شخصية مستخدمها، وتعكس أسلوب حياته، كما أنها تعد فرصة لتطوير هذا الأسلوب. أما الأشياء المتحولة والمتغيرة فهي تتمثل في تفتيشي الدائم عن الإلهامات المختلفة ضمن ثقافات العالم وضمن أوجه التكنولوجيا الحديثة، وهو ما يتطلب أن أكون على اطلاع دائم بكل جديد على مستوى التقنيات والمواد المستخدمة في التصميم. وبالمجمل يعد كل مشروع بالنسبة لي فرصة لفتح آفاق فنية وإبداعية جديدة سواء بالنسبة لي أو بالنسبة للعملاء في كل مكان، وبصفة عامة، يظل التكيف مع معطيات الفن والإبداع المختلفة هو ركيزة حاضرة في كل تصاميمي.
* عن أية تحديات يمكن أن نتحدث في مشوار إثبات الذات والجدارة الفنية والهندسية الخاصة؟ وما التحدي الأكبر في هذا المشوار؟
ــ مجالنا في التصميم مليء دوماً بالتحديات في شتى مراحله، وخاصة بعدما شهده هذا المجال من دخول مؤثرات وأدوات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يحتم على أي فنان ومصمم أن يتابع هذه المستجدات التقنية وأن يواكبها ويتعلمها، طبعاً هذا بالإضافة إلى تحديات المنافسة في سوق العمل، وتحديات الحياة الشخصية والأسرية الخاصة بصعوبات الوفاء بمتطلبات الإبداع من جهة ومتطلبات الحياة الخاصة من جهة أخرى، ويبقى التحدي الأكبر هو المحافظة على الاستمرارية وعلى مواكبة التطور الحادث في مجال التصميم وكذلك على استيعاب المكتسبات الفنية وتوظيفها إبداعياً في مجمل التصاميم الجديدة حالاً ومستقبلاً.
* ما أهم المعايير الحسية والمعنوية التي تحرصين عليها في أعمالك وتصاميمك؟ وهل يشكل التراث الإنساني مصدر إلهام لديك؟
ــ أنا أؤمن بأن جودة العمل الفني وجودة التصاميم لابد وأن تعكس تفاصيل جاذبة ومتجانسة وداعمة لفكرة التصميم وهدفه وبيئته، لذلك فأنا حريصة دوماً على عنصر الجودة والاحترافية، فعندما يعكس التصميم قوة وجاذبية في التفاصيل، يكون ذلك دليلاً على الجدة والابتكار. وأما على مستوى التواصل الإنساني والعاطفي فأنا دوما ما أكون حريصة على مثل هذا التواصل، ولابد أن يشعر العميل بأن التصميم يلبي طموحاته وميوله وراحته، على أنني من أنصار البساطة والأناقة في التصميم لأنهما من أهم القيم، والمثل الفرنسي يقول(La simplicite fait la beaute) أي البساطة تصنع الجمل، لذا فكل شيء بسيط وأنيق يكون هو مفتاح أي نجاح، أما التراث الإنساني فهو بالنسبة لي مصدر إلهام كبير، خاصة مع ما يحمله بين طياته من قصص وتفاصيل وأفكار تساعد على الابتكار وعلى دمج العناصر الفنية والإبداعية القديمة والجديدة معاً للخروج بمنتج وتصميم إنساني وفني معاصر وأصيل في نفس الوقت.
اقرأ أيضاً: عهود الشهيل إنجازات مُلهمة في الإعلام والسياسة
* بين جذور لبنانية ومعايشة سعودية بأية عين تنظرين إلى هاتين الحاضنتين لبنان والمملكة؟
ــ هذا سؤال عزيز كثيراً لدى، فلبنان هي بلدي الأم، والسعودية هي بلدي الثاني، وهنا أشعر بالكثير من الانتماء والأمن والأمان، ودوما أتطلع لذلك اليوم الذي تنعم فيه لبنان بالاستقرار وبالعودة إلى الرخاء والازدهار، وحياتي عموماً في المملكة تسير بوتيرة ممتازة في ظل ثورة حيوية ديناميكية متميزة بالأصالة والحداثة، تتيح مجالات كثيرة للإبداع والانفتاح، خاصة مع طموحات ولي العهد السعودي الأمير (محمد بن سلمان) حفظه الله، والتي تجمع بين الأصالة والتراث من جهة، والابتكار والحداثة والتكنولوجيا من جهة ثانية، وهو ما يساعدني على بذل المزيد من الجهد من أجل مواكبة كل جديد في مجال عملي وتخصصي، وبالطبع لا تفارقني مخيلتي اللبنانية ورؤيتي الجمالية التي اكتسبتها من لبنان وربوع لبنان عند القيام بأي تصميم إبداعي جديد، وهذا المزج الهوياتي الراقي، يمنح الكثير من التميز لأعمالي، ويكون سبباً في استحضار روح الإبداع العربية فوق الأراضي السعودية، وبهاتين البيئتين الحاضنتين أستطيع دائماً الخروج بأعمال جامعة بين عناصر الأصالة وعناصر الحداثة والابتكار أيضاً.
* ماذا تمثل النهضة الاقتصادية والحضارية الراهنة في المملكة العربية السعودية بالنسبة لمجال عملك وإبداعك؟
ــ مثلما ذكرت منذ قليل، النهضة الاقتصادية والحضارية في المملكة تساعد كثيراً على إيجاد الكثير من فرص الابتكار والإبداع، وهذه التطورات التي حدثت وتحدث بفضل رؤية 2030، تعزز بيئات العمل أمام العديد من الصناعات المهنية والإبداعية وخاصة في مجال الاستثمارات الفنية والتكنولوجية والتي تمثل جزءاً كبيراً من مظاهر هذه النهضة السعودية النامية. وعلى المستوى الشخصي تمنحني هذه النهضة فرصاً كبيرة لتطوير الأساليب الإبداعية وتعزيز الثقافة والفن عبر التصميم، ولا أبالغ إذا قلت إن ما تشهده المملكة من تحديث وتطوير، أصبح يساعد حقيقة على تحقيق مشاريع فنية على أرض الواقع كانت في القديم من قبيل الخيالات والأحلام، وذلك نظراً لما صارت عليه البيئة السعودية الحاضنة من امتلاك لعوامل الجذب للثقافات والخبرات الإقليمية والعالمية، وجميعها عوامل إيجابية وخاصة بالنسبة لنا كمصممين ومصممات؛ فالمملكة الآن منصة قوية لنا لتحقيق ذواتنا الفنية والمهارية والإبداعية وفق أعلى معايير الجودة واستحضار الجمال.
* إلى أي حد أنت راضية عن مكانة المرأة وفرص عملها في المملكة؟
ــ فرص العمل بالمملكة العربية السعودية متنوعة وشاملة، ومنصفة لجميع الرجال والنساء، وخاصة بالنسبة لمجالات عمل المرأة، وهي مجالات واسعة وتحظى بقدر كبير من تقدير واحترام المجتمع، فالمجتمع السعودي يحترم عمل المرأة ويحترم أفكارها ويحترم آراءها كما يحترم تصاميمها، وكمصممة أجدني قادرة في المملكة على الحصول على فرص عمل غير محدودة، وهو ما يساعدني على ممارسة أعمالي الفنية والإبداعية والابتكارية بطريقة محترفة للغاية، حيث أعثر على كافة وسائل الدعم سواء على مستوى التكنولوجيا أو على مستوى العثور على الأدوات والوسائل المختلفة، وأقولها بصراحة إننا بتعاون الأيدي العاملة اللبنانية والسعودية، أصبحنا نستطيع القيام بأعمال وتصاميم مبتكرة واحترافية للغاية.
* بين الثراء والفخامة من جهة، وفقر الإمكانات من جهة أخرى، كيف توازنين عند إخراج أعمالك الإبداعية والهندسية؟
ــ الإبداع الحقيقي يظهر دائماً في التعامل الفني الراقي مع الموارد المتاحة، مهما كانت هذه الموارد محدودة، ورغم أن هذا يعد من قبيل التحديات المتكررة عند البدء في أي مشروع يخص العملاء من ذوي الموارد المحدودة، إلا أننا دوماً ما نقبل التحدي مع حرصنا على عدم فقدان أي من عناصرنا الفنية والإبداعية في التصميم، وغالباً ما تكون لدينا البدائل التي تمكننا من إرضاء عملائنا فنياً وإبداعياً وجمالياً، ومادياً أيضاً. وبكل الأحوال كل تحدٍ يواجهنا من هذا النوع يمنحنا فرصة كبيرة للتعلم وزيادة الخبرات واكتشاف وسائل ومواد بديلة ومساعدة على التكيف مع الظروف المختلفة، وهو ما يعزز من مهاراتنا الفنية بطريقة فريدة وعملية، وأنا أؤمن بأن الأفكار القوية والإنجازات الكبيرة دوما ما تظهر عندما نستطيع التغلب على العقبات، وعموما يؤدي التوازن بين الــ high budgetوالــ low budget إلى الإبداع والفن وتفجر القدرات والمواهب.
* برأيك ما نوعية المشاريع والتصاميم الجديدة التي يجب أن يتم العمل عليها حالاً ومستقبلاً في المملكة العربية السعودية خاصة في مجال عملك وتخصصك؟
ــ هناك الكثير من المشاريع والتصاميم التي يمكن أن تحدث فرقاً جمالياً وبيئياً كبيراً في المملكة العربية السعودية، وخاصة في مجال التصميم الداخلي، فمن وجهة نظري، هناك فرصة مواتية جداً لتعزيز الاستدامة Sustainability في مجال التصميم والبناء، وذلك من خلال تطبيق فكرة التصميم الأخضر Green design حتى نستطيع الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة، وبذلك نستطيع خلق وابتكار مشاريع تدعم رؤية المملكة في دعم التنمية المستدامة، فعلى سبيل المثال يمكن التركيز على تصاميم المباني الذكية، واستخدام مواد محلية، ومواد قليلة أو معدومة الانبعاثات السامة، واستخدام الدهانات الأورجانك، والأقمشة معادة التدوير، إلى غير ذلك من المواد والأساليب المعززة للاستدامة البيئية، كما يمكن أيضاً التركيز على المشاريع التي تدعم تطور المجتمعات المحلية من خلال الدمج بين الفنون التقليدية والتكنولوجيا، وهو ما سيساعد على خلق بيئة ثقافية غنية، تعزز الهوية الوطنية، ويمكن على سبيل المثال القيام بعمل تصاميم جديدة للأماكن العامة والحدائق وأماكن الاحتفاليات الثقافية والفنية، فهنا إذا استطعنا القيام بهذا الدمج، يمكننا الحصول على أثر إيجابي كبير في المظهر العام للبيئة السعودية. وإجمالاً أؤكد على أهمية وضرورة مراكز الأبحاث المتخصصة لتحقيق هدف السبق في هذا الإطار.
* هل تحرصين على توسيع نطاق علاقاتك بالمصممات العربيات والعالميات؟ وإلى أي مدرسة فنية في التصميم تميلين أكثر إقليمياً ودولياً؟
ــ بالتأكيد أحرص على توسيع نطاق علاقاتي بمجمل المصممين والمصممات في العالم العربي وفي عموم الدول والبلدان، لأنني أؤمن بأن التواصل وتبادل الأفكار مع المواهب والمحترفين يساعد على تكوين رؤية فنية وإبداعية تجاه مجمل الفنون والثقافات والحضارات المختلفة، وهو ما يصقل الخبرات والذاكرة البصرية والمعلومات الثقافية العامة وكذلك التجربة الإبداعية، كما يساعد على تطوير وتعزيز المهارات الخاصة بكل الأحوال، وبفضل هذه العلاقات استطعت حقيقة اكتساب الكثير من الخبرات عبر مصممين عالميين ومصممات عالميات، وهي العلاقات التي فتحت لي الكثير من مجالات الإبداع والتميز والقدرة على التطوير والتحديث لعموم تصاميمي، ولذلك فأنا حريصة على التواجد في أغلب المعارض والفعاليات العالمية في مجال تخصصي، والتي بدورها تمنح الفرصة لبناء المزيد من العلاقات الإبداعية والمهارية مع المصممين والمصممات من ذوي وذوات الخبرة والموهبة والاحتراف، إلى جانب ما تتيحه من فرص واعدة للاطلاع على الجديد في مجال التصميم، ما يساعد أكثر على بلورة وتطوير الكثير من الأفكار وفق رؤتي الإبداعية الخاصة. وأما بخصوص ميولي فأنا أميل دوماً إلى المدرسة الفنية المعاصرة والمودرن، والتي تجمع بين الحداثة والتراث في التصميم، فأنا من هواة إبراز التصاميم التقليدية في صورة جديدة وحديثة مع دمج هذه التصاميم مع الــ new Technology أو الــ modern Technology.
* من وجهة نظر إبداعية كيف يمكن لبلد ما أن يعتمد على رؤية بصرية حضارية وجاذبة في بنيته التحتية والمعمارية؟
ــ باستطاعة أي بلد أن يصنع لنفسه رؤية حضارية وبصرية جذابة، مع بنية تحتية معمارية، ولكن لا بد من وجود عدة خطوات استراتيجية، أولاً وأهم شيء أن يرتكز هذا البلد في رؤيته تلك، على دمج العناصر الثقافية والتاريخية المحلية وإبرازها من خلال المباني والتصاميم المختلفة ضمن عموم البنية التحتية؛ لأن هذا الإجراء يقوم بتعزيز الهوية الوطنية لدى السكان المحليين، أيضاً بإمكاننا توظيف التكنولوجيا في هذا الإطار لتصميم مرافق حيوية عاكسة للابتكار والحداثة بهذا البلد، مع عدم نسيان التوسع في الغطاء النباتي الأخضر جنباً إلى جنب مع تعزيز الإنارات والإضاءات المناسبة بطرق مبتكرة جاذبة للأنظار وباثة للشعور الإيجابي بالبهجة والجمال.
* وماذا عن السعودية في هذا السياق؟
ــ السعودية تسير في هذا الاتجاه وفق رؤية 2030 ورؤية ولي العهد الذي كان حريصاً منذ إطلاق الرؤية عام 2016 على تحديث المدن تحديثاً مرتكزاً إلى الثقافة والتراث والتكنولوجيا، وهناك مشاريع عديدة في هذا السياق كمشروع نيوم ومعه باقي المشاريع العملاقة الأخرى، على البحر الأحمر وغيره، وجميعها مشاريع حضارية تأخذ بعين الاعتبار إيجاد بيئة جذابة تعتمد أعلى مستويات الجذب الجمالي والتقني مع عدم إغفال إبراز هوية وثقافة المكان، والسعودية بصفة عامة تتقدم بثقة في هذا السياق، وهو ما جذب الكثير من المستثمرين والزوار، ولا تزال هذه الثقة تزداد رسوخاً وقوة، ما يتأكد معه أن القادم أفضل، وأنا بكل فخر أشكر الله كثيراً لأنني أشعر بأني جزء من هذا التطور وبأني أملك من الحكايا عن المملكة بيتي وحاضنتي الغالية، ما أعتز بروايته لأبنائي وأحفادي في قادم الأيام والسنوات، فهذا البلد أنا جزء منه وأحبه بكل تفاصيله.
* كيف نخرج بمجال التصميم من نطاق التقليدية إلى نطاق آخر استشفائي لمشكلات وأمراض مجتمعاتنا العربية من وجهة نظرك كمصممة ومبدعة؟
ــ مجال التصميم بشكل عام والتصميم الداخلي بشكل خاص يسمح بطريقة أو بأخرى بالوصول إلى طريقة استشفائية لمشكلات وأمراض مجتمعنا العربي، ومن وجهة نظر شخصية أقول إن بإمكاننا إيجاد حلول لإفادة المجتمع المحلي من خلال التصاميم المختلفة والمبتكرة؛ فمن خلال بحث ودراسة التحديات المجتمعية نستطيع الخروج بتصاميم مستدامة مفيدة لجميع فئات المجتمع بمن فيهم على سبيل المثال لا الحصر، فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وفق ما يعزز لديهم الشعور بالانتماء والتعاطي الإيجابي مع أفراد المجتمع، ومن جهة أخرى، بإمكاننا تعزيز التحام مجتمعاتنا من خلال دمج الفنون والثقافات عبر التصاميم الحاملة للعوامل الهوياتية المشتركة بين تلك المجتمعات. وإجمالاً يلعب التصميم دوراً كبيراً في تعزيز ونشر الوعي، ولو نظرنا للمسار الرياضي بالسعودية مثلاً فسنجد أن تصاميمه تساعد على تحفيز الفئات المجتمعية نحو الاهتمام بالصحة العقلية والبدنية وبممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة، وهكذا تساعد مثل هذه التصاميم على علاج مشكلات كثيرة تعاني منها مجتمعاتنا. وفي هذا السياق، نحتاج عموماً إلى التعاون بين مختلف التخصصات بداية من الأطباء النفسيين وانتهاءً بالفنانين والمبدعين في مختلف المجالات، ومثل هذا التعاون كفيل بخلق مشاريع وتصاميم مبتكرة تجمع بين الفن والعلاج. فقط نحتاج إلى استراتيجية ليظهر الدور الإيجابي للتصميم في مثل هكذا قضايا مجتمعية وإنسانية.
* ما طبيعة الأفكار والمشاريع التي تخططين لها مستقبلاً لتحقيق طفرة ونقلة نوعية في مجال عملك؟
ــ مستقبلاً أطمح إلى تقديم مشاريع وتصاميم إبداعية تترك بصمة مؤثرة في هذا المجال إنسانياً وتاريخياً وحضارياً، وخاصة في قلب المجتمع السعودي، ضمن سياق المشاريع التعاونية والفعاليات وورش العمل التي يجتمع عبرها مصممو الديكور المختلفون من حيث الانتماءات والثقافات والبيئات مع الفنانين المحليين، ما يتيح الخروج بحلقات ابتكار وتصاميم تعكس الثقافة والتراث في هذا البلد، وهو ما يعزز التعاون الإبداعي والمهاري، وبالطبع أطمح كذلك إلى دمج التكنولوجيا أكثر في أعمالي وتصاميمي، وخاصة ما يُعرف بالواقع الافتراضي المعزز Augmented Virtual reality وهو ما يساعد على تقديم تجربة أكثر واقعية للعملاء قبل تنفيذ أية تصاميم يريدونها، وذلك من خلال وضعهم في إطار من معايشة التصميم المستهدف خلال ثواني معدودة.. أتمنى عموماً أن أحظى بشرف تحقيق هذه الطموحات وغيرها حتى أستطيع أن أكون جزءاً من منظومة الإبداع والعطاء في المملكة العربية السعودية.
* ختاماً، ما الحلم الذي لم يتحقق بعد في حياة ديالا الغمراوي وتتمنى تحقيقه في قادم الأيام؟
ــــ هناك أحلام كثيرة أتمنى تحقيقها، على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد العملي، فعلى الصعيد العملي أتمنى أن أترك بصمة مميزة يتذكرني الناس فيها بالخير، ويكون لي تأثير إيجابي كبير عليهم، وخاصة في مجال المؤثرات النفسية والاجتماعية والثقافية محلياً ودولياً، ومن خلال خطوة وراء خطوة أتمنى أن أحظى بشرف إحداث هذا التأثير في محيطي المحلي والإقليمي والعالمي، وخاصة على مستوى تحقيق هدفي الأسمى وهو إظهار الوجه الحضاري للمنطقة العربية والإسلامية في أعين شعوب العالم أجمع من خلال أعمالي وتصاميمي التي أقدمها، والتي أريد أن أقول للجميع من خلالها (إن الله جميل يحب الجمال) وإننا في بلادنا ومجتمعاتنا قادرون على إبراز أوجه الجمال المختلفة، وعلى تقديم ما يخدم الإنسانية جمعاء ويخدم مجتمعاتنا كذلك، ويعبر عن عمق ثقافاتنا وتاريخنا العربي والإسلامي.
اقرأ أيضاً: نجود صالح المليك شخصية بارزة ساهمت في تعزيز دور المرأة السعودية في ريادة الأعمال