تعزيزاً للعلاقات الدولية، يزور رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكس السعودية، ملتقياً ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مدينة العلا التاريخية، كما يتضمن جدول الزيارة جولة في موقع الحجر الأثري برفقة وزير التجارة السعودي دماجد القصبي، بالإضافة إلى الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، والرئيس التنفيذي المكلف للهيئة الملكية المحافظة العلا عبير العقل، وعدد من المسؤولين من الجانب السعودي والهيليني.
وذكرت وزارة الخارجية السعودية في منشور على منصة “إكس”، أن ولي العهد ورئيس الوزراء اليوناني ” يستعرضان أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، و يبحثان سبل تطوير التعاون في مختلف المجالات، جرى تبادل وجهات النظر بشأن المستجدات التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها”، حسب المصدر نفسه.
جاءت زيارة رئيس الوزراء اليوناني بهدف حضور أعمال الاجتماع الأول لمجلس الشراكة الاستراتيجي بين السعودية واليونان، وسيتم التركيز بهذا الاجتماع على توطيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وبحث فرص الاستثمار، وزيادة التبادل التجاري، مع الإشارة إلى تعزيز السياحة وتسهيلها بين الشعبين.
كما يركز الاجتماع المنعقد على أهمية الحوار الدبلوماسي في حل القضايا العالقة، والإيمان بالوسائل السياسية المبنية على مواثيق الأمم المتحدة في حل النزاعات والصراعات في الشرق الأوسط.
وفي جولة على العلاقات بين أثينا والرياض، وقع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في فبراير (شباط) 2017، مع الرئيس اليوناني بروكوبيوس بافلوبولوس، مذكرات تفاهم للتعاون في مجال الأقمار الاصطناعية وتطبيقاتها، ومشروع علمي وتقني.
وشهد عام 2021 نقطة تحول في تاريخ علاقات البلدين عبر الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى حيث اجتمع ولي العهد في أبريل (نيسان) مع وزير الخارجية اليوناني نيكولاوس ديندياس، في جدة، واستعرضا أوجه التعاون المشترك في مختلف المجالات، والسبل الكفيلة بدعمه وتطويره.
فيما كانت المبادرة اليونانية سباقة لتعزيز التعاون عندما زار الرئيس اليوناني عام 2020 المملكة العربية السعودية والتقى بولي العهد محمد بن سلمان وبحث خلال زيارته سبل التعاون بين البلدين، ليقوم بدوره ولي العهد محمد بن سلمان بزيارة أثينا عام 2022 والذي انبثق عن زيارته تشكيل مجلس الشراكة الاستراتيجي الذي تقوم عليه الآن زيارة رئيس الوزراء اليوناني.
بلا شك أن هناك قواسم مشاركة جمعت السعودية واليونان على طريق واحد، فيعد البلدان أن الاستقرار والازدهار في سلم أولوياتهما، عدا عن اتفاقهم على وجوب مكافحة الإرهاب وأعمال العنف في كافة مناطق النزاعات.
وعلى هذا فإن التعاون على الصعيدين الامني والعسكري له حيز كبير في اللقاءات الجارية بين رئيس الوزراء اليوناني وولي العهد السعودي، لتعزيز علاقات متعددة الأبعاد ضمن إطار اتفاقية التعاون الثنائي العسكري لضمان الأمن والاستقرار في البلدين عبر منظومة دفاع قوية قادرة على تأمين الدولتين.
ومن جانب آخر يمكن الحديث عن تبادل تجاري يصل إلى نحو 3،713 مليار دولار في العام 2023 بين السعودية واليونان، فيما يؤكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين بما يتناسب مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 وخطة التعافي الوطنية والقدرة على الصمود اليونانية (2.0 Greece)، كما يدعمان فرص التكامل الاستثماري بينهما.
بينما وصلت صادرات السعودية إلى اليونان في عام 2023 بقيمة 998 مليون دولار، منها 762 مليون دولار صادرات نفطية و 236 مليون صادرات غير نفطية، في حين وصلت واردات السعودية من اليونان إلى 2.715 مليار دولار.
كما جدد الجانبان عزمهما على تشجيع الشراكات الاستثمارية بين القطاع الخاص في البلدين وتعزيز العمل والتنسيق المشترك عبر تقديم التسهيلات، وإيجاد الحلول لأي تحديات قد تواجه القطاع الخاص بما يعزز التبادل الاستثماري والتجاري بين البلدين.
كما حاز جانب الطاقة على اهتمام البلدين، إذ أكدت السعودية واليونان على أهمية التعاون الاستراتيجي بينهما في مجال الطاقة، من ضمنها توليد الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة وإنشاء خط الربط الكهربائي، وتصدير الكهرباء المنتجة باستخدام الطاقة المتجددة إلى اليونان وإلى أوروبا عبر الجمهورية الهيلينية، بالإضافة إلى التعاون بين البلدين في مجال الهيدروجين النظيف، بما في ذلك الهيدروجين منخفض الكربون والهيدروجين الأخضر ونقله إلى أوروبا.
وفي تفاصيل الزيارة السياحية لرئيس الوزراء اليوناني إلى منطقة العلا، زار منطقة “الحجر” التاريخية في العلا، أول موقع سعودي على قائمة “اليونسكو” للتراث العالمي، كما زار قصري “الفريد”، و”البنت”، وجبل “أثلب” ، الذي يُشكّل مسرحاً مفتوحاً بين طبيعة و تضاريس المنطقة ومكوناتها، وتضمنت مواقع وشواهد تاريخية قديمة تزخر بها العلا، وتمثل مقصداً للسياح من مختلف الدول.
اقرأ أيضاً: العلاقات الخارجية في المنظور السياسي حول رؤية السعودية 2030 .. مسارات انفتاح وتصفير عداوات!!