تتخذ رعاية الأيتام في السعودية منحى مؤسسياً يستند على قواعد عالمية تهدف إلى تمكين الأيتام وأمهاتهم في إطار اجتماعي داعم، بما يساعدهم على النهوض بمسؤولياتهم ومواجهة الحياة بالشكل الأمثل والتكيف مع صعوباتها.
رعاية الأيتام في السعودية وبرنامج خاص
ومن بين الجهود التي تبذلها المملكة في هذا الإطار تجدر الإشارة إلى برنامج قناديل المخصص لأمهات الأيتام والذي يتم تنفيذه بالتعاون ما بين المجلس الفرعي التخصصي لجمعيات الأيتام بالمملكة وجمعيات الأيتام المنتشرة في شتى أنحاء المملكة.
وينشط برنامج قناديل في رعاية الأيتام في السعودية لناحية الأخذ بيد أم اليتيم، عبر تدريبها على أساسيات التنشئة الصحيحة لأبنائها، وتعريفها بمسؤولياتها التربوية والاحتياجات النفسية والإيمانية لأبنائها الأيتام.
من جانب آخر يهتم برنامج قناديل بتزويد أم اليتيم بمهارات الحياة، والمفاهيم التربوية الرئيسة التي تمكنها من تأدية رسالتها مع أبنائها على أكمل وجه.
أيضاً تحصل أم اليتيم على الرعاية النفسية اللازمة سواء كانت وقائية أم علاجية عبر البرنامج، ومن جملة ما يتم مناقشته مع أم اليتيم المشاعر التي قد تمر بها والأفكار غير الإيجابية الناجمة عن الصدمات التي تتعرض لها وترتبط بوضعها النفسي والاجتماعي، وتأهيلها حتى تكون قادرة على العناية بالصحة النفسية والجسدية لأبنائها كونهم يعيشون حالة استثنائية تتطلب اهتماماً ووعياً خاصاً.
اقرأ أيضاً: ترسيخ التكافل الاجتماعي وأنسنة المدن في السعودية
وفي سياق متصل استطاعت جمعية رؤوم لرعاية الأيتام والتي تتخذ من محافظة رفحاء مقراً لها أن تتصدر جمعيات رعاية الأيتام في السعودية في تنفيذها لبرنامج قناديل المشار إليه، وكان الإعلان عن حصول رؤوم على المركز الأول جرى خلال ملتقى تنمية وتمكين أيتام المملكة الأخير، وكان من تنظيم جمعية تراؤف بالتعاون مع المجلس الفرعي التخصصي لجمعيات الأيتام بالمملكة.
وفي السياق يعتبر الهدف الرئيس للملتقى الارتقاء بالجهود المبذولة في قطاع الأيتام لزيادة الأثر الاجتماعي المتحقق من نشاط هذا القطاع، كذلك إحداث تطوير فاعل في المنتجات التنموية المبتكرة، عبر نقل فضاءات تنفيذ برامج تمكين الأيتام نحو مستوى احترافي، يدعم تبادل الخبرات ويسهم في تحسين استثمار الموارد البشرية والمالية واللوجستية التي يتم توظيفها في خدمة القطاع والعاملين فيه والمستفيدين منه.
ونظراً لكون برنامج قناديل يعنى بالدرجة الأولى بالتأهيل والتدريب لأمهات الأيتام حتى يتمكن من مجموعة من الخصائص الوجدانية والمعرفية وأخرى تتصل بالمهارات العامة، التي ستعين الأمهات في حياتهن الشخصية والاجتماعية والعملية.
اقرأ أيضاً: جيل زد ميزة المجتمع السعودي أم مشكلته؟
وفي ذات السياق تتلقى الأمهات المشاركات في برنامج قناديل عشر حقائب تدريبية، تدور عناوينها حول الإيمان والصبر والسكينة ومهارات الحياة، بالإضافة إلى المهن والاقتصاد الأسري والمسؤولية والتربية والتحلي بالإيجابية والصحة، وتقدم عادة عن طريق البرنامج بالتعاون مع نخبة من الأساتذة والمختصين.
وبالعودة إلى ملتقى تنمية وتمكين أيتام المملكة الأخير، جدير بالذكر أنه انعقد على مدار ثلاثة أيام، وشارك فيه أكثر من 100 جهة و420 عاملاً وعاملة في قطاع الأيتام، وحظي برعاية الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل محافظ حفر الباطن.
وكان الهدف الرئيس من الملتقى الاستثمار الأمثل للموارد وإحداث أثر على الصعيدين الإقليمي والدولي، والخروج بحلول ابتكارية في تزويد المستفيدين من خدمات ومنتجات قطاع الأيتام بطريقة تدعم الاستدامة وتسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة حياة الأيتام.
وتوزعت محاور الملتقى على 13 جزئية ضمن أربعة مجالات تتصل بالقيم والقيادة والمهنة والعلم، وصولاً إلى خلق يتيم قادر على المنافسة العالمية، وفي السياق شهد الملتقى 12 ورشة عمل لتمكين العاملين في القطاع ضمن المجالات الأربعة المعلن عنها.
كما أن الملتقى منح الحاضرين والمشاركين فرصة للتشبيك والتواصل، والاطلاع على المنتجات الرائدة في القطاع عبر 20 معرضاً، الأمر الذي زاد من اندماج العاملين في القطاع مع رسالتهم ومنحهم الدافع لتحقيق أهدافهم.
وفي الختام تجدر الإشارة إلى أن ملتقى تنمية وتمكين أيتام المملكة يصب في صلب رعاية الأيتام في السعودية نظراً لكونه يحظى بمشاركة واسعة من المؤسسات الحكومية المعنية، فعلى سبيل المثال لا الحصر شاركت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في الملتقى إلى جانب وزارة التعليم ومؤسسة مسك، ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، وغيرها من الجهات الرسمية والأهلية والمنظمات الدولية.
اقرأ أيضاً: جمعية الوفاء الخيرية السعودية: 40 عاماً من العطاء في خدمة المجتمع