رعاية المملكة لضيوف الرحمن تتجلى في كل زاوية، ابتداء من بذل جهود عظيمة لتحقيق أقصى درجات الراحة والرفاهية لحجاج بيت الله، مروراً بتحسين البنى التحتية وتوسيع شبكة الطرق، وصولاً إلى استخدام أفضل التقنيات وأحدثها وأكثرها تطوراً لتقديم الخدمات الشاملة للحجاج.
في كل موسم حج ترتقي المملكة في رحلة تحديث مستمرة، وتصعد بمستوى الضيافة إلى آفاق جديدة، والاعتماد على الابتكارات الحديثة هو جزء من الاستراتيجيات التي تضعها المملكة لرعاية الضيوف. بفضل تلك التقنيات تثري المملكة تجربة الحجاج في أداء المناسك والزيارة المقدسة.
الاستراتيجيات المقدمة لرعاية المملكة لضيوف الرحمن
في نقلة نوعية تعكس توجه السعودية لدمج الابتكار والتقنية وتقديمهم لخدمة الحجاج، أعلن وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي المهندس صالح بن ناصر الجاسر، عن توسيع كبير في استخدام الطرق المطاطية والمبردة خلال موسم الحج للعام الحالي 1446 للهجرة، بالإضافة إلى توظيف الطائرات المسيرة “الدرون” لمتابعة تنقلات الحجاج وحركتهم ومراقبتها، هذا ما يوفر انسيابية الحركة ضمن المشاعر المقدسة.
ومن أبرز الاستراتيجيات المقدمة لراحة الحجاج:
الذكاء الاصطناعي وسلامة الطرق وتنظيم الحشود وإدارتها
أوضح وزير النقل اعتماد المملكة على التقنيات الحديثة كعمليات المسح الفني للطرق ومتابعة حركة الحجاج بشكل ميداني، عبر طائرات الدرون.
كما تساعد هذه التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على إدارة الحشود وتنظيمهم أفواجاً مع ضمان أفضل معايير الكفاءة وتقديم أعلى درجات السلامة.
وضمن إطار إغناء هذه الجهود، أعلنت المملكة عن تدشين “المركز العام للنقل” لمتابعة ومراقبة تكامل الخطط اللوجستية في موسم الحج الحالي، وتقييم الأداء الميداني لحظة بلحظة ومراقبته، بما يضمن الاستجابة الفورية لأي حدث طارئ.
وأضاف الجاسر إلى أن منافذ المملكة البرية قد تم تجهيزها بمنظومة حديثة من أعمال الصيانة ووسائل السلامة، في إطار خطة استباقية لتأمين تنقل الحجاج بسلاسة وأمان.
اقرأ أيضاً: مؤتمر الحج 2025: تنافسية بين مقدمي الخدمات لضيوف الرحمن
توسيع الطرق المرنة بالإضافة إلى تقنيات التبريد
كما أشار الجاسر في كلمته أمام المؤتمر الصحفي الحكومي الذي عقد في العاصمة الرياض، أن الوزارة رفعت نسبة التوسعة في الطرق المطاطية المرنة بنحو 30% لتيسير حركة الحجاج وجعلها أكثر سلاسة.
كما وسعت نطاق تطبيق تجربة “الطرق المبردة” التي أثبتت فعاليتها في تقليل درجة حرارة الأرض بما يصل إلى 12 درجة مئوية، هذا ما يخفف من مشقة وعبء التنقل في درجات الحرارة المرتفعة، كما أكد أن السعودية تولي اهتمام كبير لتطوير البنية التحتية داخل المشاعر، لضمان راحة وسلامة الحجيج.
وتطرق في كلمته لقطار المشاعر، الذي ينقل نحو ثلاث آلاف حاج في الرحلة الواحدة، بينما يقدم قطار الحرمين خدماته عبر أكثر من مليوني مقعد، بزيادة تبلغ 400 ألف مقعد عن العام الماضي، ما يجعله أحد أسرع عشرة قطارات في العالم.
اقرأ أيضاً: تعليمات جديدة للوافدين إلى المملكة قبيل موسم الحج 2025
تجهيز وسعة الحوافل لخدمة ضيوف الرحمان
أكد الوزير أن منظومة النقل في موسم الحج للعام الحالي، وفرت أكثر من 25 ألف حافلة مخصصة لنقل الحجاج، إلى جانب تهيئة نحو 7 آلاف رحلة جوية من خلال 62 شركة طيران من مختلف أنحاء العالم، مع توقع وصول قرابة 5 آلاف حاج عبر الموانئ البحرية للبلاد.
ونوه لوجود أكثر من 45 ألف من الكوادر الوطنية التي تعمل في مجال النقل والخدمات اللوجستية، والتي تم تدريبها وتسخيرها لخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل تجربتهم وتيسيرها منذ لحظة الوصول وحتى مغادرتهم.
وفي تعقيب لوزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري خلال المؤتمر ذكر: “أن المملكة أطلقت أكثر من 10 آلاف نقطة “واي فاي” مجانية ضمن المشاعر، ما يعكس جهودها ومساعيها لبناء بنية تحتية رقمية متينة تُبقي الحجاج على تواصل دائم مع أهلهم، ويثري تجربة الحج الذكية التي تتبناها المملكة ضمن رؤية 2030.
الضوابط الجديدة لموسم الحج 2025
وفي تصريح لوزارة السياحة السعودية، قد شددت على جميع مرافق الضيافة في مكة المكرمة بمنع تسكين القادمين غير الحاصلين على تصريح حج، أو تصريح دخول للعمل أو السكن في المدينة خلال موسم الحج، وذلك ابتداءً من 29 أبريل الجاري وحتى نهاية موسم الحج.
وذكرت الوزارة في بيان: “يأتي القرار بالتزامن مع ما أعلنته وزارة الداخلية من ترتيبات وإجراءات تهدف إلى المحافظة على سلامة حجاج بيت الله الحرام، وتمكينهم من أداء فريضة الحج بأمن ويسر وطمأنينة، بعدم السماح بدخول مدينة مكة المكرمة أو البقاء فيها للقادمين من حاملي التأشيرات بجميع أنواعها، باستثناء القادمين بتأشيرة حج، وذلك ابتداءً من يوم الثلاثاء 29 أبريل 2025″، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية.
ختاماً، تبذل المملكة جهود جبارة لرعاية ضيوف الرحمن، في كل موسم تثبت السعودية مساعيها في إراحة الحجاج وتوفير أعلى شروط السلامة والأمان لهم، فاستمرار هذه الجهود ما هو إلا تجسيد لالتزام المملكة الدائم برعاية الأماكن المقدسة وخدمة حجاجها وتحسين تجربتهم.
اقرأ أيضاً: ما هي الإجراءات السعودية المتعلّقة بموسم الحج 2025؟