في عصر تتسارع فيه وتيرة الابتكار والتطور التكنولوجي، يأتي معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 ليشهد تجربة فريدة من نوعها، إذ يتجوّل «روبوت سعودي» بين أروقة المعرض، ليرحب بالزوار ويقدم لهم المساعدة بلغات متعددة، باستخدام 102 برنامج ذكاء اصطناعي، من أجل تسهيل التجربة وتوجيههم نحو الفعاليات الثقافية وأماكن دور النشر المنتشرة في المعرض عبر أكثر من 800 جناح.
ومن خلال توظيف حلول وأدوات الذكاء الاصطناعي في المعرض، تؤكد هيئة الأدب والنشر والترجمة التزامها بالاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة لتطوير تجربة الزوار وتعزيز كفاءة الفعاليات الثقافية التي تستضيفها المملكة، يأتي ذلك في إطار جهود الهيئة لإبراز مكانة المعرض كحدث ثقافي بارز يواكب التطورات الحديثة في مجال ال تقنية وصناعة النشر والمعرفة على مستوى العالم.
وفي هذا السياق، أوضح المهندس محمود بن عجلان، مبرمج الروبوت، أن هذا الابتكار يمثل صناعة وطنية مميزة، إذ يقوم الروبوت على فكرة تفاعلية تهدف إلى استقبال الزائرين والرد على استفساراتهم حول مواقع دور النشر والإصدارات الفكرية المتنوعة، ليساهم بإثراء التجربة الثقافية للضيوف من خلال تقديم معلومات صوتية تتناول أفكار الكتاب المطلوب وموضوعاته.
اقرأ أيضاً: مؤتمر الحوسبة عالية الأداء والذكاء الاصطناعي مفتاح التطور
وأكد بن عجلان أيضاً أن الروبوت يتمتع بقدرة مدهشة على التحدث بـ 96 لغة، ما يتيح له التفاعل مع عدد كبير من الناس بمهارة عالية، كذلك، يفهم الروبوت اللهجات المحلية، بما في ذلك اللهجات السعودية والمغربية والمصرية والبحرينية، كما أنه مزوّد بشاشة تعرض المطبوعات والمنتجات مع مقاطع فيديو توضيحية لها، وهو مصمم ليكون قادراً على استطلاع آراء الزوار حول المعرض واكتشاف ميولهم الثقافية، إضافة إلى ذلك، يمكنه تقديم عبارات ترحيبية باسم المعرض أو دور النشر.
من جانبه، أشار المهندس السعيد الديب، مدير إدارة التطوير بالمصنع السعودي، إلى أن الروبوتات الذكية باتت تستخدم في المعارض الدولية والعالمية، الأمر الذي يعكس تطوراً تقنياً واعداً يوفر تجربة فريدة من نوعها، مفيداً بأن بعض دور النشر المشاركة في الدورة الحالية من المعرض تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبرمجة الروبوتات التفاعلية، ما يسهم في تحسين قدراتها وزيادة كفاءتها، وتأتي هذه البرامج معتمدة ومطورة من شركات عالمية.
وأضاف الديب أن الشركات العارضة في المعارض العالمية تعوّل بشكل كبير على هذه الروبوتات لاستقطاب الزائرين، موضحاً أن الروبوت لديه القدرة على إجراء استبيانات لتحديد أعداد الزوار لكل دار نشر أو المعرض بشكل عام، وتصنيفهم حسب النوع والعمر والجنسية.
اقرأ أيضاً: باستخدام الروبوت الجراحي: استئصال ورم من رئة سبعيني بالسعودية
وتستمر فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 في جامعة الملك سعود حتى الخامس من أكتوبر المقبل، تحت شعار «الرياض تقرأ»، ويقدم المعرض برنامجاً ثقافياً غنياً يتضمن أكثر من 200 فعالية تتناسب مع الأعمار كافة، وتشمل مجموعة متنوعة من الندوات والجلسات الحوارية، والمحاضرات والأمسيات الشعرية، وورش العمل التي يقودها نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين من السعودية والمنطقة والعالم.
وفي أجواء تحتفي بالثقافة والمعرفة، يقدم المعرض مناطق مخصصة للقراءة موزعة في أرجاء المعرض، لتكون ملاذاً لمحبي الكتب، وتهدف هذه المناطق إلى ترسيخ القراءة كركيزة أساسية في حياة الأفراد وتعزيز دورها في بناء مجتمع متعلم ومثقف قادر على مواكبة التطورات المعرفية العالمية، كما تشجع على اللقاءات بين الكتاب والمثقفين من أنحاء العالم، وقد صممت كل منطقة بأسلوب يعكس الانسجام الثقافي ومدى عمقه، مع تهيئة المساحات لتناسب مختلف الأعمار والفئات.
تمنح هذه المناطق فرصة للاستمتاع بأجواء هادئة وسط الزخم الثقافي المتنوع، فهي ليست مجرد مساحات للهدوء فحسب، بل هي دعوة للتأمل والتفاعل العميق مع الكلمة المكتوبة، في بيئات تجمع بين الأصالة والحداثة.
ويعد معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 من أبرز الفعاليات الثقافية في السعودية، إذ يشهد حضوراً لافتاً من دور النشر العالمية والمؤلفين البارزين، إنه منصة حيوية لتبادل الأفكار والمعلومات، تجمع بين محبي القراءة والكتابة.
يشار إلى أن هيئة الأدب والنشر والترجمة، هي الجهة المسؤولة عن إدارة وتنظيم قطاعات الأدب والنشر والترجمة في المملكة العربية السعودية، وقد تأسست في عام 2020م، بهدف خلق بيئة داعمة لريادة الأدب السعودي، ومساهمة في إثراء إبداع الأدباء وجودة المنتجات الثقافية وتجربة المتلقين، كما تهدف الهيئة إلى دعم صناعة النشر في السعودية لتعزيز جاذبيتها الاستثمارية وتنافسيتها على المستوى العالمي، وتطوير نشاط الترجمة وفق معايير تعزز التبادل الثقافي الدولي وإثراء المحتوى المعرفي العربي.
اقرأ أيضاً: قمة عالمية مرتقبة لحماية الطفل في الفضاء السيبراني