حلت دراسة بحثية أجراها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، حول زراعة الكبد باستخدام الروبوت ضمن 10 أوراق بحثية الأعلى تأثيراً لعام 2024، وذلك بحسب تصنيف الجمعية الأمريكية لزراعة الأعضاء.
الدراسة التي حملت عنوان “نتائج زراعة الكبد من متبرع حي باستخدام الروبوت مقارنة بالجراحة التقليدية”، اعتمدت على تحليل نتائج مجموعة عمليات أجراها المستشفى التخصصي عام 2023 لزراعة الكبد من متبرعين أحياء باستخدام الروبوت بشكل كامل، لجهة الحفاظ على معدلات أمان عالية ومضاعفات أقل، وإحداث خفض كبير في فقدان الدم أثناء الجراحة، وتقليل مدة الإقامة بالمستشفى، وتحسين النتائج الجمالية مقارنة بالجراحة التقليدية.
وتتميز زراعة الكبد باستخدام الروبوت بالكامل بإحداث شقوق أصغر في جسم المريض، وتقليص المدة التي يحتاجها للشفاء، على عكس زراعة الكبد التقليدية أو النهج الهجين الذي يتضمن إحداث شق بجسد المريض يصل طوله إلى 15 سم، وهو من شأنه إحداث مضاعفات قد تصيب 50% من الحالات، وتستلزم مدة إقامة أطول في المستشفى.
وتم نشر الدراسة في مجلة Transplantation، الرائدة عالمياً في زراعة الأعضاء، بإرث تاريخي يمتد لأكثر من 58 عاماً، ومعدل استشهاد علمي سنوي يصل لـ25 ألفًا.
ويعمل المشفى على افتتاح مركز تدريبي متخصص في جراحة زراعة الأعضاء الروبوتية، يستطيع من خلاله تبادل المعرفة مع باقي المؤسسات الطبية فيما يخص زراعة الأعضاء طفيفة التوغل.
اقرأ أيضاً: أول عملية زراعة كبد روبوتية بالكامل في العالم
مستشفى الملك فيصل التخصصي أكد أن هذا زراعة الكبد باستخدام الروبوت يمثل نقلة نوعية في استخدام الروبوتات في الجراحات عالية الخطورة ويعزز من ريادة المستشفى في الأوساط الطبية العالمية، ويعكس التزام المستشفى باستخدام تقنيات جديدة لزيادة أمان وسرعة وفعالية الرعاية الصحية المقدمة للمرضى في مختلف بلدان العالم.
المستشفى الذي اعتمد كلياً منذ عام 2018 على الجراحة الروبوتية في استئصال الكبد جزئيًّا من المتبرعين الأحيا، تفرد عالمياً بإجراء عملية زراعة كبد كاملة بالروبوت في مرحلتي الاستئصال والزراعة، بعد أن كان يجريها باعتماد نهج يجمع بين الجراحتين التقليدية والروبوتية.
وفي عام 2024 أجرى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أول عملية زراعة الكبد باستخدام الروبوت بالكامل من متبرع حي باستخدام الفص الأيسر، لمريض ستيني سعودي يعاني من الكبد الدهني غير الكحولي وسرطان الخلايا الكبدية، لتتالى بعدها هذه العمليات حتى وصلت حتى الآن إلى 31 عملية ترسّخ قدراته التقنية والجراحية في هذا المجال.
ولفترات طويلة اقتصرت عمليات زراعة الكبد باستخدام الروبوت على استخدام الفص الأيمن فقط، وذلك بعد أن حالت القيود التشريحية والموانع الطبية من إمكانية استخدام الفص الأيسر، وهو ما يزيد من أهمية استخدام الروبوت الفص الأيسر في الزراعة، لجهة علاج الحالات المعقدة.
كما أجرى المستشفى العام الماضي أول عملية زراعة قلب كاملة بالروبوت في العالم، لمريض لم يتجاوز السادس عشر من عمره، يعاني فشل القلب من الدرجة الرابعة، تضمنت تحضيرات امتدت لأسابيع بدأت بالتخطيط النظري المفصل، وابتكار منهجية جراحية للوصول إلى القلب، وإتمام عملية الاستئصال وزراعة القلب للمريض بدون شق القفص الصدري، وتطبيقها افتراضياً لسبع مرات متتالية خلال ثلاثة أيام للتثبت من نجاح المنهجية المبتكرة.
اقرأ أيضاً: 15مقعداً متاحاً للأطباء السعوديين في مستشفيات الشاريتيه الألمانية
وتم تصنيف مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث كلأول في الشرق الأوسط وأفريقيا والـ 20 عالميًا، للسنة الثانية على التوالي، ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم، والعلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، كما تم إدراجه ضمن قائمة أفضل المستشفيات الذكية في العالم لعام 2025 من قبل مجلة نيوزويك.
ويعود استخدام الروبوت في العمليات الجراحية في الممكلة العربية السعودية لعام2003، عندما بدأ قسم الجراحة في مستشفى الملك خالد الجامعي باستخدام تقنية الجراحة عن بعد عبر الاستعانة بالإنسان الآلي لمعالجة المرضى الذين يحتاجون لجراحات متنوعة، حيث تم حينها إجراء عمليتين لاستئصال المرارة في وحدة الجراحة العامة وعمليتين في وحدة جراحة القلب.
وفي عام 2018 أطلقت وزارة الصحة أول صيدلية ذكية تعمل على جهاز الروبوت، وذلك في مستشفى الملك فهد التخصصي في تبوك، والتي تتميز بالقدرة على صرف 1500 عبوة دواء ، و240 وصفة طبية بالساعة بواسطة الروبوت، وتخزين أكثر من 20 ألف عبوة دواء من مختلف الأحجام، ولديها 6 منافذ لصرف الأدوية، أحدها مخصص لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.