تحمل زينة رمضان في السعودية طابعًا خاصًا يجمع بين التقاليد العريقة واللمسات العائلية الدافئة، ومع اقتراب الشهر الكريم، تتحول البيوت إلى لوحات فنية مضيئة تعكس البهجة والروحانية، حيث تتسابق العائلات في تزيين منازلها لإضفاء أجواء احتفالية تليق بهذه المناسبة المباركة.
تبدأ الأسواق السعودية قبل رمضان بأسابيع، بعرض مجموعة واسعة من الزينة التي تشمل الفوانيس، الأهلّة، النجوم، والأضواء المتلألئة.
وتعج الأسواق الشعبية مثل سوق البلد في جدة أو الديرة في الرياض بالمتسوقين الذين يبحثون عن أجمل القطع التقليدية، بينما توفر المتاجر الكبرى والمنصات الإلكترونية خيارات حديثة تجمع بين الأناقة والابتكار.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت زينة رمضان في السعودية أكثر تنوعًا، حيث تُضاف إليها لمسات مستوحاة من الثقافات المختلفة، مثل الزخارف الهندية والمصرية، مما يضفي مزيدًا من التنوع على الاحتفالات.
وتلعب العائلات دورًا محوريًا في إحياء هذا التقليد، حيث يجتمع الأطفال مع آبائهم وأجدادهم للمشاركة في تعليق الأضواء والفوانيس، مما يخلق لحظات دافئة تعزز الروابط الأسرية.
وتقول أم محمد، وهي ربة منزل من الرياض، إنها تحرص دائماً على إشراك أطفالها في التزيين كل عام، حيث تعتبره وسيلة رائعة لتعريفهم بأجواء رمضان وغرس القيم الإسلامية فيهم.
تضيف: “نبدأ بتزيين المنزل قبل أيام من رمضان، ونحرص على تعليق الأهلّة والفوانيس في زوايا المنزل، فهذه التفاصيل الصغيرة تعطي إحساسًا جميلًا بقدوم الشهر الكريم”.
اقرأ أيضاً: رمضان في جازان تقاليد تنبض بالحياة
العود والبخور
إلى جانب الزينة، لا يكتمل رمضان في السعودية دون الروائح العطرة التي تضفي لمسة روحانية على الأجواء، وتنتشر روائح العود والبخور في كل منزل تقريبًا، حيث تعتبر جزءًا من الاستعدادات لاستقبال الشهر الكريم.
وتقول أم خالد، وهي من سكان جدة، إنها تفضل استخدام العود الطبيعي بعد كل صلاة تراويح، مما يعزز الشعور بالسكينة والراحة.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت زينة رمضان في السعودية أكثر إبداعاً وتنوعاً، لتشمل عناصر جديدة ومبتكرة مثل اللافتات المكتوبة بعبارات التهنئة، الطاولات المزينة بزخارف رمضانية، وحتى الأكواب والصحون ذات التصاميم المستوحاة من روح الشهر.
كما أن بعض العائلات تعتمد أسلوبًا خاصًا في التزيين، مثل تخصيص زاوية رمضانية تحتوي على مصاحف وسبحات ومجسمات فنية تعكس روح العبادة والتأمل.
وتختلف العادات بين العائلات عندما يتعلق الأمر بالميزانيات المخصصة للزينة، فبينما يفضل البعض إعادة استخدام الزخارف من الأعوام السابقة مع إضافة بعض اللمسات الجديدة عليها، يميل آخرون إلى شراء تصاميم جديدة كل عام.
ومن اللافت أن الكثير من المتاجر تقدم خيارات تناسب جميع الفئات، مما يجعل زينة رمضان في السعودية متاحة للجميع، بغض النظر عن الإمكانيات المالية.
لا تقتصر الزينة على المنازل فقط، بل تمتد إلى الشوارع والمجمعات التجارية التي تتزين بالأضواء والأعلام الرمضانية، مما يضفي أجواء احتفالية تشعر الجميع بروعة الشهر الكريم.
وفي بعض الأحياء السكنية تنظم مسابقات لأجمل زينة، حيث يتعاون الجيران في تزيين مداخل المباني والحدائق، مما يعزز روح الجماعة والمودة بين السكان.
وفي النهاية، تمثل زينة رمضان في السعودية أكثر من مجرد ديكور؛ فهي جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمع السعودي وتقاليده، وتعبير صادق عن الفرحة بقدوم الشهر الكريم.
وسواء كانت بسيطة أو فاخرة، تظل هذه الزينة وسيلة رائعة لنشر البهجة وتعزيز الأجواء الروحانية التي تجعل من رمضان شهرًا مميزًا في كل بيت سعودي.
اقرأ أيضاً: عادات وتقاليد شهر رمضان في المملكة العربية السعودية