تواصل المملكة العربية السعودية تحقيق نجاحات صحية سعودية تُعيد تعريف الرعاية في الشرق الأوسط، ومؤخراً، سجّلت سبعة مستشفيات سعودية تقدماً ملحوظاً في الترتيب العالمي لأفضل 250 مستشفى لعام 2025، وفقاً لتصنيف “براند فاينانس”، من بينها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الذي حصل على المرتبة 15 عالمياً، متقدماً خمس مراتب عن العامين الماضيين.
وتصدّر مستشفى جون هوبكنز الأمريكي قائمة أفضل 250 مستشفى عالمياً، وهيمنت الولايات المتحدة على 10 مراكز من القائمة، كما حققت مستشفيات جامعة أكسفورد قفزة ملحوظة، حيث احتلت المركز الثاني، لتصبح المؤسسة الصحية الأولى خارج الأراضي الأمريكية، وضمت القائمة أيضاً العديد من المستشفيات الأوروبية.
التصنيف المستند إلى آراء آلاف الممارسين الصحيين من أكثر من 30 دولة، ضم كذلك سبعة مستشفيات سعودية، واحتل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الصدارة، تلاه مدينة الملك فهد الطبية، ثم مستشفى الملك خالد الجامعي، كما شملت القائمة مدينة الملك سعود الطبية، ومدينة الملك عبدالله الطبية، والشؤون الصحية للحرس الوطني، وأخيراً مستشفى الملك فهد الجامعي.
ويعزى هذا التألق البارز للمستشفيات السعودية في التصنيفات العالمية إلى الجهود الرائدة لمبادرات برنامج تحول القطاع الصحي، بإشراف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ويجسد الدعم اللامحدود الذي توليه القيادة الرشيدة للقطاع الصحي، ويعكس جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، والتفوق الطبي الاستثنائي الذي تحقق في شتى المجالات، ما يضع المملكة على خريطة الرعاية الصحية العالمية كمصدر للإلهام في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً: أول عملية زراعة كبد روبوتية بالكامل في العالم
برنامج تحول القطاع الصحي
برنامج تحول القطاع الصحي هو أحد المبادرات الرائدة ضمن رؤية المملكة 2030، والذي يهدف إلى تعزيز الصحة العامة بجميع مكوناتها، يسعى البرنامج لتسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية وتحسين جودتها من خلال تطوير المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، إضافة إلى تعزيز خدمات الطوارئ والرعاية الإسعافية.
الوقاية، الصحة العامة، الابتكار، والاستدامة، هذه هي الأربع أولويات التي يتصدرها برنامج تحول القطاع الصحي في مسيرته نحو تحقيق أهدافه الطموحة، إذ يسعى إلى توسيع نطاق خدمات الصحة الإلكترونية وتقديم الحلول الرقمية المتقدمة، كما يعمل على تحويل نظام الرعاية الصحية في المملكة ليصبح شاملاً ومتكاملاً، وملتزماً بأعلى المعايير الدولية في تقديم الخدمات.
ويعزز البرنامج الصحة العامة والوقاية من الأمراض، للإسهام في خلق حياة صحية متكاملة، مع تسهيل الوصول إلى خدمات صحية عالية الجودة في جميع الأماكن، كما يساهم في توسيع مفهوم الرعاية الصحية ليشمل جميع جوانب صحة السكان، ويركز أيضاً على السلامة المرورية من منظور الصحة، ما يعزز جهود تحسين السلامة على الطرق عبر أحدث تقنيات الضبط والهندسة.
اقرأ أيضاً: رسمياً: جدة أول مدينة مليونية صحية بالشرق الأوسط
يمكّن البرنامج كذلك القطاع الخاص من المشاركة الفعالة في عملية التحول، دعماً لجهود المملكة في تحقيق أهدافها الصحية، وضمان حصول المواطنين والمقيمين والزوار على رعاية صحية متميزة.
إضافة إلى ذلك، يهدف البرنامج إلى تحقيق حياة صحية أفضل للمستفيدين من خلال نموذج رعاية صحية حديث يسهم في تحسين صحتهم والوقاية من الأمراض المزمنة، ومع الارتفاع الحالي في متوسط العمر المتوقع من 74 إلى 75 سنة، يسعى البرنامج لرفع هذا المتوسط إلى 80 سنة، تماشياً مع رؤية المملكة 2030 ومعايير الدول المتقدمة.
كما يركز على تحسين الرعاية الصحية في المملكة من خلال وضع معايير وطنية للجودة وتطبيق حوكمة فعّالة لمراقبة تقديم الخدمات الصحية، سواء في القطاع العام أو الخاص، وهذا سيساهم في رفع كفاءة مقدمي الرعاية الصحية واستدامة تكاليف النظام الصحي، ما يؤدي إلى انخفاض معدل نمو النفقات العامة في هذا القطاع.
ويطمح برنامج تحول القطاع الصحي إلى ضمان قوة ومرونة نظام الرعاية الصحية لمواجهة التحديات مثل تفشي الأمراض والكوارث الطبيعية، وتحقيق اكتفاء ذاتي بنسبة 70% من المستلزمات الضرورية، فضلاً عن تمكين المستفيدين من الحصول على رعاية صحية في مستشفيات سعودية ذات جودة عالية تلبي احتياجاتهم، مع معالجة قضايا ازدواجية الأهلية واحتواء تكاليف الرعاية، عبر تطوير الخدمات الصحية بناءً على أفضل الممارسات والتجارب الناجحة.
اقرأ أيضاً: أول مستشفى رقمي في المملكة العربية السعودية