تمكنت المصورة السعودية سوزان باعقيل أن تفرض حضورها العربي والدولي على نطاق واسع، بفضل اجتهادها بالدرجة الأولى، وتوفر أسباب الدعم والنجاح أمامها، فما كان منها إلا أن أخذت بها، لتكون المصورة العربية المحترفة وأول امرأة سعودية تفتح استديو في المملكة.
بلغ رصيد باعقيل من الجوائز العربية والدولية 180، ودارت أغلب موضوعات فنها حول الإنسان والتراث الأصيل، لتكون سفيرة المملكة إلى العالم بنقل العادات والتقاليد وأنماط الحياة في المملكة نحو بعد تعريفي جديد، أكسبها القلوب والعقول.
من بين الأحداث المميزة التي ترويها الفنانة السعودية، ما حدث معها في إيطاليا، عندما كرمها الرئيس الإيطالي “جورجو نابوليتانو” ومنها لقب “فليري ديلاري بوبليكا” أي الفارس، فجاء إليها أحد الحاضرين وعبر لها عن مدى إعجابه بالعرب وبفنها، وقال لها أنتم العرب علمتمونا الرياضيات والطب والهندسة، وأنت اليوم تستحقين الشكر على الرسالة التي تنقلينها من خلال فنك، من خلال اللباس والثقافة، فما كان من سوزان باعقيل إلا أن طلبت منه أن يعيد هذا الكلام أمام وسائل الإعلام لشدة ما أصابها بالسعادة والفرح، فأرادت أن تتشارك اللحظة مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص، فكانت ردة فعل الرجل أن ركع أمام المصور السعودية وقبل يدها.
ومن الجدير بالذكر أن المصورة السعودية تتحدّث أربع لغات بطلاقة، وهي العربية والإنكليزية والإيطالية والأريتيرية، إلى جانب اللغة الخامسة وهي لغة العالم كما تحب أن تسميها، لغة الصورة، وترى باعقيل أنها واحدة من النساء السعوديات المحظوظات باحترافها لمهنة التصوير كونها كانت مهنة ذكورية بحتة في المملكة، ولكن دعم والدها وزوجها الراحل مكنها من بلوغ مراحل متقدمة في المهنة، ففي ببداياتها درست التصوير الاحترافي في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً في جامعة فلوريدا، ثم عادت إلى السعودية لتفتتح استديو خاص، وأول مركز نسائي للتدريب على التصوير الاحترافي.
تنتشر أعمال المصورة السعودية باعقيل في العديد من دول العالم إلى جانب مشاركاتها في المعارض الدولية، مثل متحف “فيكتور ألبيرت” (VAM) في لندن، إلى جانب بيوت الفن في كندا وإيطاليا، كما حازت على التقدير العربي والغربي وعرضت أعمالها في دار المزادات البريطاني الشهير “كريستز أوف لندن” (Christie’s)، وكرمها رئيس الجمهورية الإيطالية بمنحها لقب فارس، وتقليدها النجمة الذهبية عن التضامنية، وكان بمثابة أول تكريم من حكومة أجنبية لفنانة عربية، وتقول سوزان باعقيل أن جائزتها الأولى والتي حصلت عليها من الأمم المتحدة عن مسابقة التصوير الفوتوغرافي، كانت انطلاقتها الحقيقية نحو عدد كبير من التكريمات والجوائز.
اقرأ أيضاً: من هي الشيف السعودية رنا البرهومي.. وكيف بدأت رحلتها في عالم الطهي؟
من جانب آخر يرى كل من يكرم باعقيل، أنها شخصية فريدة استطاعت أن تبني بفنها جسوراً من الإنسانية، فكانت موضوعاتها التراثية تقع في قلوب الناس موقع الاستحسان، وتترك الأثر العميق في نفوسهم، وكان هذا بمثابة الهدف الأكبر لها خلال مسيرته الفنية الحافلة والغنية.
وفي الختام تجدر الإشارة إلى أن المصورة السعودية الأولى، تسعى من خلال ما تقدمه لتكون حاملة لرسائل السلام والأمان والجمال، ولا توفر أي جهد في خدمة هذا الهدف، المحاط بسلسة من الجهود الإبداعية التي تملؤها المحبة، لتحول العقبات إلى حلول، والتحديات إلى صياغة طريقة خالصة بنسق ابتكاري ينسجم مع أصالة المرأة السعودية.
اقرأ أيضاً: جورجينا ردوريغز تطلق عطرها في الرياض بحضور المشاهير