العمارية عامرة هي الشعار الذي تفتح سوق الدار أبوابها عبره، العنوان العريض واحدة من قرى الدرعية في منطقة الرياض، لكن التفاصيل تفتح الباب أمام 250 أسرة سعودية منتجة وحرفية لعرض منتجاتها أمام المشترين، أثناء فعالية سوق الدار السنوية، والتي تمتد لهذا العام في الفترة مابين 26 و29 سبتمبر الجاري.
النسخة الحالية من الفعالية هي الخامسة، ويتولى تنظيمها بنك التنمية الاجتماعية، الذي يهدف من خلال الفعالية إلى تقديم الدعم اللازم للأسر المنتجة، العاملة في المهن والحرف التراثية التي تعكس روح المملكة.
ويوفر السوق لهذه الأسر منافذ بيع تزيد من فرصهم الربحية وتعرّف الزوار بمنتجاتهم المميزة، وتتزامن إقامة سوق الدار مع الاحتفال باليوم الوطني السعودي الموافق لـ 23 سبتمبر، والذي بات يعتبر واحداً من المواسم السعودية، لاجتماع كل الفعاليات الترفيهية والثقافية والاقتصادية على إحيائه، بطرق تتناسب مع القطاع الذي تنشط فيه المؤسسة أو الشركة أو الجهة.
وتتميز سوق الدار بمناطقها المتنوعة، والتي تتخذ كل واحدة منها موضوعة تتخصص بها، فعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك منطقة “جال” ومنطقة “تجسيد” ومنطقة “الملفى” ومنطقة “إرث” ومنطقة “الطار” ومنطقة “براحة الفن” ومنطقة “الملاس” وهي تسميات مشتقة من البيئة المحلية واللهجة السعودية، فالملاس عبارة عن ملعقة كبيرة لغرف الأرز والطعام وعادة ما تحتوي على ثقوب، ومنطقة الملاس في سوق الدار تتخصص بالطعام، ومن يقصدها سيتمتع بنكهة الأطباق الشعبية السعودية، التي اجتمع من كافة مناطقها تحت سقف منطقة الملاس.
اقرأ أيضاً: أشهر 9 مراكز للتسوق في المملكة العربية السعودية.. لا تفوت فرصة التعرف عليها
وتتفرد منطقة “جال” بالإبداع وتعتبر هذه المنطقة قلب الحدث النابض، إذ تندرج من خلالها مجموعة من المناطق الإبداعية ضمن الفعالية الرئيسة، لتقديم منتجات الأسر، وهو الغرض الأساسي من فتح أبواب السوق، ومن أبرز مناطق جال منطقة “تجسيد” التي تؤدي دور المعرض الأساسي لإبداعات الأسر المنتجة وأصحاب المهن الحرفية، فتعمل بوصفها المنصة الرئيسة في السوق، إلى جانب توفير عدد من المحلات التجارية، لعرض منتجات الصناعة اليدوية للأسر السعودية التي تمتهن هذه الحرفة.
ومن المناطق الأخرى والمندرجة تحت عنوان الترفيه، منطقة “الملفى” وهي مكان لجلسات الصفاء والترفيه، إذ يستمتع من يقصد منطقة الملفى بالعروض التراثية الفنية إلى جانب شرب القهوة العربية، التي تمنح الجلسة بعداً لا ينسى، ويسمح بتعديل المزاج والذوبان في حلاوة التراث السعودي الأصيل، وللتعليم التراثي منطقة خاصة، تتخذ لنفسها اسم “إرث” وفي هذه المنطقة ورش عمل تقدم تعريفاً تفصيلياً بالحرف اليدوية السعودية، وتنقل تفاصيلها وتقاليدها لمتبعي الورشات، في إضاءة شافية على أسرار هذه الحرف التي تأخذ بالألباب.
وأيضا تتشارك منطقة “الطار” مع منطقة الملفى الاهتمام لناحية تقديمها عروض الغناء والفلكلور السعودي، في حين تتفرد منطقة “براحة الفن” باستعراض المنتج المحلي عن فئة الفنون البصرية والإبداع السعودي، لتمنح أصحاب المهن اليدوية فرصة إخراج إبداعهم أمام حشد من الجمهور المهتم والمشتاق للغوص في تفاصيل التراث السعودي الإبداعي.
ومن الجدير بالذكر أن المشاركة في الفعالية تستلزم التسجيل المسبق، وقد خصص بنك التنمية الاجتماعية، رابطاً للتسجيل عبر موقعه الإلكتروني، يتيح للراغبين بزيارة الفعالية التسجيل والحضور يوم 26 من سبتمبر الجاري والتمتع برحلة غامرة في قلب التراث الأصيل المصمم بعناية والمنتج بأيدٍ وعقول سعودية خاصة استلهمت روح الماضي وتنقله بأدوات الحاضر.
ومن المتوقع أن يقصد الفعالية التي تمتد على مدار أربعة أيام، وتتزامن مع اليوم الوطني السعودي حوالي 1500 زائر يومياً، وفق ما ذكرته مصادر إعلامية، أي حوالي 6 آلاف زائر، ويفتح السوق أبوابه خلال هذه الأيام عند الساعة السادسة مساءاً وحتى 12 صباحاً، أي حوالي 6 ساعات يومياً، سيعيش خلالها الزوار تجربة غنية، يتشاركون فيها مع 250 أسرة سعودية شغفها الإبداعي وحسها المهني والتراثي، والاستماع إلى نجاحهم الملهمة، وكيف حولو شغفهم إلى مهنة.
وفي الختام تجدر الإشارة إلى أن بنك التنمية الاجتماعية خصص محافظ تمويلية للأسر المنتجة، تبدأ بمبلغ 2 مليون ريال وتصل إلى 20 مليون ريال سعودي، وبلغ عدد المستفيدين منها 188 أسرة، ويتم تقديم الطلب عن طريق الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر، دون أين يترتب عليها أية رسوم، وتتم الاستجابة للطلب في غضون 24 ساعة، وتأتي هذ الخطة التمويلية في إطار الاستجابة للهدف الاستراتيجي، بدعم منظومة التمويل الأصغر، ويكون السداد على مدار ستة أعوام.
اقرأ أيضاً: نستله تبني أول مصنع لها في السعودية