تستقر نسبة (7%) من جراحات التجميل حول العالم في المملكة العربية السعودية، بقيمة مالية تتجاوز الخمسة مليارات دولار أمريكي، والتي تبلغ بالعملة المحلية حوالي عشرين مليار ريال سعودي، وذلك بحسب إحصاءات العام 2023، بالتوازي يتجاوز حجم سوق التجميل في العالم الـ 70 مليار دولار، ليكون سوق جراحات التجميل في السعودية أحد أصحاب الحصة الكبرى فيه.
وتشير الإحصاءات الأخيرة والتي تعود إلى العام 2023، أنه سوق مرتفع من الأسواق المتواجدة على الأرض السعودية، وتشغل المملكة المرتبة الثانية بحجم سوق جراحات التجميل على صعيد العالم العربي، والمرتبة التاسعة والعشرين على الصعيد الدولي.
وفي السياق يقول المختصون إنّ حجم السوق الدولية ينمو بتسارع، ومن المتوقع أن يصل في العام 2032 إلى مائة وأربعين مليار دولار أمريكي، ومن الطبيعي أن تزداد نسبة المملكة في السوق الدولية.
ومن الجدير بالذكر أنّ السعودية وفي إطار رؤية المملكة 2030، قد تسمح بدخول سوق جراحات التجميل ضمن الخطة الوطنية للسياحة العلاجية، لتحقيق مستهدفاتها المستقبلية، وذلك بالنظر إلى كثافة الطلب على سوق جراحات التجميل سواءاً على مستوى المواطنين السعوديين، أم على مستوى الأجانب المقيمين والوافدين أو الزوار.
لكن من المتوقع أن تأخذ الخطة الوطنية للسياحة العلاجية بعين الاعتبار، أنّ العلاجات والجراحات وكذلك الإجراءات التجميلية، قد لا تناسب كثيرين، بسبب ما تنطوي عليه من خطورة ومضاعفات.
اقرأ أيضاً: باقات التجميل والسياحة متعة محفوفة بالمغامرة
وفي سياق متصل، يتجاوز حجم الاستثمار المحلي في الجراحات التجميلية العلاجية، كحالات الترميم والتحسين، الملياري ريال سعودي، وهو ما يعادل الخمسمائة وأربعة وثلاثين مليون دولار، وجميع هذه المبالغ يتم إنفاقها على المستوى المحلي.
وفي سياق منفصل، سجلت المملكة المرتبة الأولى على صعيد منطقة الشرق الأوسط بعدد عيادات التجميل، وكذلك حجم الأموال التي تنفق عليها، والكادر السعودي المتخصص والذي يتجاوز الـ300 طبيب وأخصائي تجميل.
وفي جولة سريعة على أسباب توجه أفراد المجتمع السعودي نحو الجراحات والإجراءات التجميلية، يعتبر مؤثروا وسائل التواصل الاجتماعي السبب الرئيس، إذ يسعى الجميع للظهور بمظهر يشبه النجوم وهو ما يمنحهم إياه سوق جراحات التجميل ومن الأسباب أيضاً تيسير أساليب الدفع، من خلال إتاحة الدفع الآجل أو الدفع بالقسط.
اقرأ أيضاً: أفضل مراكز وعيادات التجميل في السعودية للعام 2024
ومن بين الإجراءات التجميلية الأكثر رواجاً، حقن الفيلر والبوتوكس في مناطق الجبهة والأصداغ وأسفل العينين، يليها تنظيف البشرة وإزالة الشعر بتقنية اللليزر، ومن الجراحات التجميلية الرائجة تجميل الفك بطريقة تكساس.
من جانب آخر تحتل الجراحات الترميمية أولوية في طب التجميل بالسعودية، من خلال إجراء عمليات ترميم من يعانون من شقة الأرنب، على سبيل المثال لا الحصر، فهناك أيضاً أصحاب الإصابات جراء الحوادث، ومن ولدوا بعيوب خلقية، أو من يعانون من الشد بعد عمليات شد الجلد وشفط الدهون.
وفي السياق تبلغ تكلفة الجراحة التجميلية الواحدة في المملكة العربية السعودية حوالي 15 ألف ريال سعودي، وقد تصل في بعض الحالات إلى 55 ألف ريال، ويقابله بالدولار حوالي 4 آلاف وصولاَ إلى 15 ألفاً.
أمّا الأوقات التي يزدهر فيها سوق جراحات التجميل في المملكة، هي فترات العطل والأعياد والمناسبات، ويقدر عمر هذا السوق بحوالي 15 عاماً لاغير، بوصفه سوقاً للتحسين لا للترميم.
وفي سياق منفصل نجد أنّ هوس بعض السيدات وحتى الرجال بالجراحات التجميلية، قد يقودهم لإدمان إجرائها، بسبب معاناتهم من متلازمة الجسد المشوه، وفيها لا يتقبل المصابون بها أجسادهم، ويلجؤون للتغيير المستمر، ما يمكن أن يجعلهم فريسة للأطباء الانتهازيين، ومن أمثلة هؤلاء سيندي جاكسون، التي اشتهرت بإجراءات عمليات التجميل لكامل مناطق جسدها، لأنها لا تحب أن يعرف أحد أنها في الستين، وكانت العمليات التي أجرتها السبب في شهرتها، والتي تجاوز عددها الـ55 عملية.
وعلى الصعيد الدولي تعتبر أبرز الجراحات الرائجة شفط الدهون وتكبير الصدر عند النساء، وحقن الجفون عند الرجال، ويرى تيار النسويات في انتشار جراحات التجميل حول العالم، استغلالاً لحاجة المرأة إلى الشعور بالأمان.
من جانب آخر ارتفعت نسبة الإجراءات التجميلية المنتشرة حول العالم مؤخراً، دون التدخل الجراحي إلى حوال (53%)، وتزدهر في السعودية ويبلغ متوسط إيراداتها اليومي حوالي 30 ألف ريال أي حوالي 8 آلاف دولار، وومن أكثر الدول التي يزدهر فيها السوق، تركيا وكولومبيا والمكسيك.