في عالم تتسارع فيه خطوات التغيير ويصبح الابتكار وقود المستقبل، تظهر المبادرات الخيرية كجسر يربط بين الإمكانات والطموحات، ففي قلب هذا المشهد، يأتي الإعلان عن شراكة فريدة تجمع بين مؤسستين تحملان شغفاً مشتركاً لصنع الأثر: مؤسسة «مسك» ومؤسسة «بيل وميليندا غيتس»، فهذه الشراكة ليست مجرد تعاون تقليدي، بل هي دعوة مفتوحة للشباب ليكونوا جزءاً من قصة التغيير، ليمدوا أيديهم إلى مجتمعهم والعالم، ويشكلوا بجهودهم خارطة جديدة من الأمل.
وفي أروقة منتدى «مسك» العالمي، حيث تلتقي العقول الملهمة والرؤى المتجددة، كان لبيل غيتس حديث يحمل الكثير من الإلهام، ليس فقط عن الابتكار أو العمل الخيري، بل عن روح الشباب السعودي التي تُعيد تعريف مفهوم النجاح.. فماذا قال؟ إليكم التفاصيل!
أعلن بيل غيتس مؤخراً عن تعاون استراتيجي جديد يجمع بين مؤسسة «مسك» ومؤسسة «بيل وميليندا» غيتس، بهدف دعم الشباب وتعزيز مساهمتهم في القطاع غير الربحي داخل المملكة والمنطقة، ويأتي هذا التعاون ضمن إطار المساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وجاء الإعلان خلال مشاركته في فعاليات منتدى «مسك» العالمي، حيث أكد غيتس أهمية الشراكات العالمية لإطلاق مبادرات مشتركة تعزز من تأثير المؤسستين في مجالات عملهما المختلفة، وأشار إلى أن هذا التعاون يشمل برنامجاً يركز على دعم الشباب وتطوير أدوارهم في القطاع غير الربحي، حيث سيتم تخصيص جوائز تصل قيمتها الإجمالية إلى تسعة ملايين ريال سعودي تُوزع على مدى ثلاث سنوات، مع تخصيص مليون ريال لكل فئة.
اقرأ أيضاً: انطلاق منتدى مسك العالمي 2024 بمشاركة متحدثين عالميين
وتحدث بيل غيتس عن القدرات المتميزة للشباب السعودي قائلاً: «رؤية الشباب السعودي المختلفة أثمرت عن إنجازات استثنائية. اليوم، نشهد رواد الأعمال الشباب في المملكة يقودون الابتكار في مجالات مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، مما يسهم في بناء مستقبل أفضل وأكثر صحة».
وأضاف: «هذا الجيل يتمتع بإرث غني من الابتكار يمكن البناء عليه لتحقيق إنجازات أكبر. أعتقد أن المستقبل يحمل فرصاً هائلة، والعمل الخيري يمكن أن يكون تجربة مُرضية للغاية، سواء من خلال البحوث أو المبادرات الميدانية أو تطوير برامج جديدة. الخيارات متعددة، وكل مسار منها يحمل إمكانية لإحداث تغيير إيجابي».
هذا وأكد غيتس على ضرورة التركيز على دعم الفئات الأكثر حاجة، سواء داخل المملكة أو على المستوى العالمي، وعلق قائلاً: «هناك بلدان، بما في ذلك في أفريقيا، تحتاج إلى الدعم للحصول على احتياجات أساسية نعتبرها في حياتنا اليومية أمراً عادياً. عندما أصبحت أباً لأول مرة، شاركت في جهود صحية ساعدت في تقليص انتشار العديد من الأمراض إلى النصف. اليوم، كجد، أطمح إلى أن نعيد تحقيق إنجازات مشابهة بمشاركتكم ودعمكم».
وفي سياق الحديث عن العمل الخيري، شدّد بيل غيتس على أهمية اكتشاف التحديات المجتمعية والعمل على مواجهتها بفعالية، قائلاً: «الجميل في العمل الخيري هو إمكانية تسخير مهاراتك وشغفك لخدمة الآخرين، التحديات الكبرى غالباً ما تكون غير ظاهرة، ولكن الاقتراب منها والعمل على حلها يمنح فرصة لإحداث أثر ملموس على المجتمع».
اقرأ أيضاً: ترسيخ التكافل الاجتماعي وأنسنة المدن في السعودية
كما أكد غيتس على ضرورة اعتبار الفشل جزءاً من عملية الابتكار، موضحاً أن «الفشل يُعد خطوة أساسية نحو تحقيق النجاح. الابتكار يتطلب تجربة ومحاولة، وإذا لم تنجح في البداية، يمكنك دوماً المحاولة من جديد. التعلم من الفشل هو ما يدفعنا إلى التقدم».
واختتم غيتس حديثه قائلاً: «الشراكة بين مؤسسة مسك ومؤسسة بيل وميليندا غيتس تمثل فرصة استثنائية لتعزيز دور الشباب في صناعة تغيير إيجابي، نحن متحمسون لرؤية ثمار هذه الشراكة وما يمكن أن تحققه من نتائج مبشرة».
يشار إلى أن بيل غيتس، هو رجل أعمال أمريكي ومؤسس مشارك لشركة مايكروسوفت عام 1975، لعب دوراً محوريّاً في ثورة الحواسيب الشخصية، وُلد عام 1955، وبرز بذكائه وابتكاره منذ صغره، إذ قاد مايكروسوفت لتصبح أكبر شركة برمجيات عالمياً، ومع نجاحه الكبير، قرر التفرغ للعمل الخيري عبر «مؤسسة بيل ومليندا غيتس»، التي تركز على مكافحة الأمراض والفقر وتحسين التعليم عالمياً.