كشفت “نيوم” عن إبرام شراكات استراتيجية مع ثلاثة من أبرز الأسماء العالمية في مجال الهندسة والتصميم، وهم مكتب “ديلوغان مايسل للخدمات المعمارية DMAA” وشركة “جينسلر” الأمريكية، وشركة “موت ماكدونالد” البريطانية، وذلك لتطوير المرحلة الأولى من مدينة “ذا لاين”، وهي المدينة الطموحة التي تهدف إلى إعادة تعريف مفهوم المدن الحضرية.
سيعمل مكتب “ديلوغان مايسل للخدمات المعمارية” وشركتا “جينسلر” و”مُوت ماكدونالد” بالتعاون مع فرق التصميم والتطوير وتسليم المشروع في “ذا لاين”، لتقديم استشارات متعلقة بالتخطيط وتنفيذ التصميم الحضري، وتصميم البنى التحتية للمرحلة الأولى من مدينة “ذا لاين”.
ويعتزم الشركاء تسخير خبراتهم العالمية الواسعة لتسليم تفاصيل تصميم المرحلة الأولى من المدينة، التي تعد أحد أكثر المشاريع الهندسية تعقيداً وطموحاً على مستوى العالم.
حول هذه الشراكة، قال كبير مسؤولي التطوير في “ذا لاين”، دينيس هيكي: “بينما تتواصل عمليات إنشاء وتطوير المشروع، عقدنا هذه الشراكات مع جهات عالمية رائدة تجمع بين خبرات التصميم وهندسة المدن لإنجاز المرحلة الأولى من المدينة بما يتماشى مع رؤية نيوم وطموحاتها العالمية، ومن خلال هذا التعاون، سنوضح كيف يمكن للابتكار أن يغير المفاهيم الحالية لتصميم وبناء المدن على نحو غير مسبوق”.
وسيقوم مكتب “ديلوغان مايسل” النمساوي، بدور رئيسي في تصميم البنية الحضرية للمرحلة الأولى من المدينة.
ويشتهر المكتب بابتكاراته المعمارية التي تتحدى الأساليب التقليدية وتلبي الاحتياجات الاجتماعية والثقافية، ومن أبرز أعماله متحف بورشه في شتوتغارت ومتحف الأفلام EYE في أمستردام، ومن خلال هذا التعاون، يسعى المكتب إلى تطبيق تصميم يعتمد على “الانعدام الجاذبي”، مما يعني توزيع مكونات المدينة بشكل رأسي، ويتيح للسكان الانتقال عبر طبقاتها المختلفة بحرية وسلاسة.
أما شركة “جينسلر”، التي تعد واحدة من كبرى شركات التصميم في العالم، فستتولى مهمة الإشراف على عمليات تخطيط المدينة وإدارة استخدامها الحضري.
كما ستقدم خدمات متعلقة بالحوكمة والسياسات التنظيمية، وهي مسؤولة عن تصميم الأصول والمرافق الحيوية للبنية التحتية، مثل مراكز النقل والمرافق العامة.
وتهدف “جينسلر” إلى توحيد الإبداع والبحث لحل المشكلات المعقدة، مما يجعلها شريكاً رئيسياً في تحقيق التوجهات الحضرية المعاصرة في “ذا لاين”.
فيما تلتزم شركة “موت ماكدونالد” البريطانية بدورها بتطوير البنى التحتية الأساسية للمشروع وضمان كفاءة تشغيل المدينة واستدامتها.
وتوفر الشركة خبرتها العريقة في إدارة المشاريع الضخمة لضمان تشغيل المدينة بكفاءة، واستغلال التكنولوجيا لتعزيز الاستدامة وتحقيق التوازن بين التطور الحضري وحماية البيئة.
ذا لاين.. رمز مدن المستقبل
وصُممت مدينة “ذا لاين” لتكون بيئة حضرية متكاملة، تجمع بين الحياة المدنية والطبيعة، إذ تخلو من الشوارع والسيارات، مما يخلق تجربة عيش غير مسبوقة على الصعيد العالمي.
ومن المقرر أن يبدأ التخطيط المفصل للمدينة وتصميم أحيائها في أوائل عام 2025، مما يضيف مزيداً من الزخم إلى هذا المشروع الضخم.
وأصبحت “ذا لاين” رمزاً عالمياً لمدن المستقبل، حيث لا تتعلق الرؤية فقط بالتطور العمراني، بل بتطوير نموذج بيئي اجتماعي مستدام، يشكل مرجعاً للمدن المستقبلية حول العالم.
وتضع “ذا لاين” في قلب تصميمها رؤية للمدينة المنسجمة مع الطبيعة، حيث يكسو واجهتيها الخارجية أسطح زجاجية عاكسة تُضفي مظهراً فريداً، وتندمج مع التضاريس الطبيعية، بينما توفر المساحات الداخلية تجربة تفاعلية مدهشة للسكان، ويتنقل السكان داخل المدينة بحرية في جميع الاتجاهات عبر مساحات عامة ومرافق ترتبط بشكل مباشر بالاحتياجات اليومية، من أماكن العمل إلى المدارس والمنازل والحدائق، دون الحاجة إلى استخدام وسائل النقل التقليدية.
وتبلغ مساحة المدينة التي تقع في قلب مشاريع التطوير في نيوم، نحو 34 كيلومتراً مربعاً، وتمتد على طول 170 كيلومتراً بارتفاع 500 متر، حيث ستكون قادرة على استيعاب نحو تسعة ملايين نسمة، وهو ما يعد إنجازاً هندسياً لم يسبق له مثيل.
وعن المشروع، قال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس إدارة “نيوم”، في بيان سابق، إن “ذا لاين” تمثل رؤية جديدة لمستقبل المدن، مضيفاً عند إطلاقنا “ذا لاين”، وعدنا بإعادة تعريف مفهوم التنمية الحضرية، وها نحن اليوم نضع خطوات ثابتة نحو تحقيق هذه الرؤية.
كذلك، تم تصميم المدينة بالكامل لتعمل بطاقة متجددة بنسبة 100%، ما يضع الصحة والرفاهية البشرية في طليعة الأولويات.
وتعد مدينة “نيوم” أكبر مشروع ضمن خطة ولي العهد السعودي، لتنويع اقتصاد البلاد، وتصل استثمارات المرحلة الأولى من المدينة، الواقعة على البحر الأحمر، إلى 1.2 تريليون ريال سعودي (327 مليار دولار).
اقرأ أيضاً: “استدامة” و “توبيان” يوقعان اتفاقية لتطوير البيوت المحمية في السعودية