في عالم مليء بالتحديات الصحية الصعبة، والتي تتزايد يوماً بعد يوم، يحلّق اسم المملكة العربية السعودية عالياً، كإحدى الدول التي تسعى دوماً وبلا كلل لتحقيق رفاهية مواطنيها، والنتائج تتحدث عن نفسها، فقد أصدرت «هيئة الإحصاء» السعودية نشرة إحصاءات الحالة الصحية لعام 2024، والتي تكشف عن نتائج مثيرة تعكس صحة السعوديين البالغين.
تشير هذه الإحصاءات إلى أن نسبة البالغين الذين قيَّموا حالتهم الصحية بـ«جيد وأعلى» بلغت 97.4%، وكانت النسبة أعلى بين الذكور مقارنة بالإناث، وأظهرت نتائج النشرة أيضاً أن حوالي 18.95% من البالغين يعانون من أحد الأمراض المزمنة، ومن بين هذه الأمراض، سجل السكري أعلى نسبة حيث بلغت 9.1%، تلاه ارتفاع ضغط الدم بنسبة 7.9%، أما الارتفاع في نسبة الكوليسترول فبلغت نسبته 3.6%، في حين بلغت نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين 1.5%، وأخيراً، كانت نسبة الإصابة بأمراض السرطان 0.6%.
وفيما يتعلق بالأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، لفتت الإحصاءات إلى أن 9.4% منهم يعانون من أحد الأمراض المزمنة، وكان الربو في مقدمة هذه الأمراض، إذ تصل نسبته إلى 4.1%. تليه الحساسية بنسبة 2.0%، ثم الأمراض الجلدية التي تبلغ نسبتها 1.6%، كما يسجل فرط الحركة 0.8%، والتوحُّد 0.6%، والسكري 0.5%. أما نسبة الأطفال الذين يعانون من أمراض السرطان، فهي 0.3%.
اقرأ أيضاً: مؤتمر ومعرض سعودي ديرم 2025 (Saudi Derm)
وبالنسبة للحالات النفسية، بينت الإحصاءات أن نسبة البالغين الذين يعانون من اكتئاب شديد بلغت 1.8%، وكانت هذه النسبة أعلى بين الإناث، حيث وصلت إلى 2.5%، بينما سجلت بين الذكور 1.4%، وفيما يتعلق بالقلق الشديد، كانت النسبة الإجمالية 0.2%، مع ارتفاعها لدى الإناث إلى 0.4%، بينما ظلت نسبة الذكور عند 0.2%.
ولفتت هيئة الإحصاء إلى أن تقديرات حالة صحة السعوديين تستند إلى البيانات التي يقدمها المشاركون بأنفسهم، مشيرة إلى أن هذه التقديرات قد تكون أقل دقة من النسب الفعلية، حيث أن التشخيص الدقيق لأي حالة صحية يتطلب إجراء فحوصات وإجراءات طبية متخصصة، وأكدت أن هذه النتائج تعد «تقديرية» وليست بديلاً عن التقييم الطبي المتخصص.
اقرأ أيضاً: سكان السعودية مشمولون بتغطية الرعاية الصحية في 2024
وفي سياق متصل بالصحة في المملكة، أظهرت دراسة حديثة من المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية مؤخراً، أن معدل الوعي بالصحة النفسية في السعودية بلغ 93.0%، وهو رقم مثير للاهتمام، لكنه لا يزال أقل من دول مثل أستراليا وسلوفينيا، حيث سجلت الأولى 127.38% والثانية 114.09، ومع ذلك، يعد هذا الرقم أفضل من فرنسا التي حققت 90.52%.
وعند التعمق في تفاصيل الدراسة، نجد أن السعوديين يظهرون اعترافاً بالصحة النفسية بنسبة 55.3%، ما يشير إلى أن هناك مجالاً كبيراً لتحسين الفهم العام حول هذا الموضوع، في المقابل، يظهر الموقف تجاه الأشخاص ذوي المشكلات النفسية درجة عالية من التعاطف، حيث بلغت النسبة 77.4%، وهذا يعني حدوث تغيرات إيجابية مثيرة في الثقافة الاجتماعية.
بالنسبة لمعدل الوصمة النفسية، تظهر البيانات أن السعودية سجلت نسباً مرتفعة نوعاً ما في العوامل الثلاثة للمقياس، فقد بلغت نسبة الصورة النمطية السلبية 43.2%، بينما كانت مخرجات العلاج النفسي 54.4%، ونسبة التعافي من الاضطرابات النفسية 53.33%. وهذا يتناقض مع دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، التي سجلت نسباً أقل فيما يتعلق بالوصمة النفسية.
اقرأ أيضاً: رسمياً: جدة أول مدينة مليونية صحية بالشرق الأوسط
ويلعب المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية دوراً حيوياً في رفع مستوى الوعي حول الأمراض النفسية، فهو يتبنى في استراتيجياته السابقة والجديدة للفترة 2025-2030، مجموعة من المبادرات والمشاريع التي تعكس اختصاصاته المنصوص عليها في قرار تأسيسه، وتشمل هذه المبادرات التوعية والتثقيف حول مفاهيم الصحة النفسية من خلال تنظيم فعاليات ومشاركات متعددة، إضافة إلى توقيع اتفاقيات مع الجهات المعنية، بهدف إيصال أهمية الصحة النفسية للمجتمع السعودي.
يقدم المركز كذلك محاضرات ودورات تدريبية وبرامج علمية نوعية، وملتقيات تهدف إلى تعزيز مستوى الوعي والمهنية لدى العاملين في مجال الصحة النفسية والممارسين الصحيين.
ويؤكد المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية على أهمية تركيز إستراتيجيته على توحيد المجتمع لدعم قضايا الصحة النفسية وتمكين الفئات المستهدفة من تطوير مهاراتها بما يعزز المفهوم الشامل للصحة النفسية، كما يهدف إلى تقديم برامج للتوعية والتثقيف الصحي، والمساهمة في تحسين جودة الخدمات النفسية، وتطوير برامج وقائية فعّالة في هذا المجال، من أجل تحسين صحة السعوديين النفسية، والتي تؤثر بكل تأكيد على صحتهم الجسدية.
اقرأ أيضاً: 20 ألف مصاب بالفشل الكلوي في السعودية