حاوره: محسن حسن
طاقة شابة وخلاقة، تؤمن بقدراتها على العطاء والإنجاز، وتفتش لنفسها عن موطيء قدم ثابتة في عالم التقنية وفضاء التكنولوجيا. في مصر والسعودية، تعانقت آمالها وطموحاتها، بين واقع الشباب وتحدياته من جهة، وذكريات الطفولة والصبا من جهة أخرى، إنه (عمر أشرف) خبير التقنية المثابر، الذي انتقلت به رحلة التحدي، من هندسة البترول، إلى هندسة اختبار البرمجيات، فأصبح خبيراً بالتقييم التقني، قادراً على فرز الغث والثمين من ملايين التطبيقات الضارة والنافعة، مدركاً لما يجب أن تكون عليه أسس التحول الرقمي، في عالم الشركات اللوجيستية الكبرى، والاستراتيجيات الإلكترونية العميقة، وفي الخلفية من كل ذلك، لا يزال يراوده حلم التحليق الحر بطائرة مدنية، في أجواء عربية، بعيداً عن احتكار واشنطن أو جوهانسبرج، حتى أنه تمنى لو تبنت القيادة السعودية، فكرة إنشاء أكاديمية محلية لتعليم الطيران المدني للشباب الطامح إلى الريادة والتميز.. أرابيسك لندن، حاورت التقني الشاب في أهمية تخصصه ضمن سياق التعاون المصري السعودي في مجال التحديث الشبكي والأمن السيبراني.
* بداية.. ما الذي تمثله لك المملكة العربية السعودية كبلد تربيت ونشأت على أرضه؟
ـــ المملكة العربية السعودية بالنسبة لي وضعها مختلف تماماً من حيث المكان والمكانة، فقد تربيت في ربوعها ولعبت في دروبها واحتضنتني بيئتها وأجواؤها العفية الشامخة، طفلاً صغيراً حتى العاشرة من عمري، ورغم قصر هذه المدة، والتي استمرت من 1996 وحتى 2006، إلا أنها تركت في نفسي أثراً بالغاً من الحنين لهذه الأرض ولهؤلاء الناس الذين عشت وتربيت في كنفهم على مدار تلك السنوات التي أتذكرها جيداً، وأتذكر تفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة، ولا تغيب أبداً عن مخيلتي، بل إنها تعدد سبباً متجدداً من أسباب التعلق والشغف الذي لا يفارقني تجاه هذا البلد الذي يمثل بيتي ووطني الثاني، وكثيراً ما أتطلع إلى العودة إلى هناك لاسترجاع ذكريات الطفولة، كما أنني أتابع بكل إعجاب ما تشهده المملكة من نقلة حضارية واعدة في كل المجالات، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة كي أساهم يوماً ما في دعم هذه النقلة الحضارية.
* ما سر التحول من نطاق تخصصك في هندسة البترول إلى نطاق آخر مختلف تماماً وهو مجال اختبار البرمجيات (Software Testing)؟
ــــ عندما تخصصت في هندسة البترول، كان ذلك انطلاقاً من مسار التعليم الجامعي في مصر، وقد كنت شغوفاً وقتها بالعمل في هذا المجال الحيوي، والذي كان في بداياته محفزاً على الابتكار والإبداع، وكان مجزياً أيضاً من ناحية العائد والمردود المادي، ولكنه شيئاً فشيئاً خفت بريقه، وضعفت محفزاته وأصبح طارداً للمواهب والكفاءات، وذلك بفعل عوامل ومتغيرات كثيرة منها كثرة الخريجين وتراجع مستوى تأهيلهم، إلى جانب ضعف المردود المالي قياساً بحجم الصعوبات والمخاطر المحيطة ببيئات العمل، بالتزامن مع دخول عصر التقنيات الرقمية والبرمجية، وظهور آفاق مهنية وإلكترونية جديدة ومشجعة على الاكتشاف وإثبات الجدارة، وجميع هذه العوامل، دفعتني حقيقة إلى وقفة للتأمل وتصحيح الأوضاع وفق طموحاتي الخاصة والشخصية، وبعد أن اجتزت فترة من تجريب الأعمال المساعدة سواء في شركات الاتصالات أو في مجال هندسة السلامة المهنية Safety engineer قررت عمل Career Shift أو تغيير مسار وظيفي ومهني، فكان أن اخترت مجال الــ software testing أو اختبار البرمجيات.
* متى يبدأ دورك في مجال اختبار البرمجيات والتطبيقات وفي أي مرحلة يظهر هذا الدور؟
ــــ يبدأ دوري ومرحلتي في هذا المجال بعد وضع الكود البرمجي من جهة مطور البرامج أو التطبيقات (Software Developer) أياً كانت هذه التطبيقات، فبمجرد أن يقوم هو بالانتهاء من أي جزء من البناء البرمجي لابد من إجراء اختبار Testing على ما قام به حتى يتم البدء في المرحلة التالية، وهو ما أقوم به، إما بطريقة يدوية سهلة (manual) أو بطرق أخرى أكثر احترافية وصعوبة مثل الــ automation Testing الذي يتطلب خبرات دقيقة بلغات البرمجة لتغذيته بالأكواد المتتابعة من أجل إتمام عمليات الاختبار المختصة بالجزء المراد اختباره، هذا بالإضافة إلى طرق أخرى لا يتسع المجال لذكرها بالتفصيل هنا. أما بخصوص أهمية مجال اختبار البرمجيات، فهي نابعة من ارتباط هذا المجال بتقييم جودة البرامج المستهدفة بالاختبار أو ما يمكن تسميته بـالــ(Quality Control) وهدفه الخروج بالمنتج البرمجي في أحسن صورة من حيث الوظائف والأداء.
* من وجهة نظرك باعتبارك طاقة شبابية مصرية ــ سعودية واعدة.. كيف يمكن توظيف العلاقات الإيجابية بين القاهرة والرياض في تبادل الخبرات التقنية والتكنولوجية؟
ــــ بالفعل نحن على الطريق نحو تفعيل علاقات ثنائية فائقة المستوى في المجال التقني والتكنولوجي بين البلدين، وقد شهدت مصر خلال السنوات القليلة الماضية انفتاحاً كبيراً من قبل الشركات السعودية العاملة في مجال الـــ Software، وهذه بداية جيدة على كل حال من أجل تطوير الخبرات المتبادلة بين الكوادر الشابة السعودية والكوادر المصرية، وإن كنت أرى أن هذه الشركات العاملة في السوق المصرية تتطلب محفزات تمويلية أكثر من أجل استقطاب المزيد من المواهب الشابة المصرية، بحيث تقل الفوارق الشاسعة في الرواتب والأجور بين الشركات السعودية العاملة في مصر ونظيرتها المستقرة في المملكة، طبعاً من وجهة نظر الكوادر التقنية المصرية الشابة، فلو استطاعت المملكة تقليص هذه الفوارق من خلال إقرار لائحة مالية للأجور قريبة المستوى من اللوائح المالية المطبقة داخل الشركات المحلية في المملكة، فسوف يفضي ذلك إلى استنفار المواهب والكفاءات والخبرات الرفيعة المتبادلة لدى الجانبين بكل تأكيد. ومن جهة أخرى أرى أن أسواق الـــ Software المصرية تحتمل المزيد من الشركات السعودية، لذا على المملكة أن تستغل ذلك بشكل إيجابي وخلَّاق.
* من وجهة نظرك كمتخصص تقني: ما الذي تحتاجه الشركات العاملة في مجال التطبيقات البرمجية لكي تحقق أهدافها في تأهيل وتدريب الكوادر الشابة لمواجهة تحديات التنمية والتطوير المستقبلية؟
ـــ نحن دائماً في الشركات التقنية أو الشركات العاملة على رفع الكفاءة التقنية، نكون في حاجة ماسة إلى صرامة تنظيمية في تطبيق سيستم العمل، ليس على مستوى الإدارة والتشغيل فقط، وإنما أيضاً على مستوى النمط التقني والبرمجي المستخدم من تطبيقات وبرامج مرتبطة بهذه الإدارة وهذا التشغيل، وحين نتكلم عن مجال اختبار البرمجيات (Software Testing)، فنحن نتحدث عن مجال غاية في الحساسية والدقة والخطورة في آن واحد؛ لأن هذا المجال معني بالدرجة الأولى بتحديد مدى كفاءة البرامج والتطبيقات المزمع استخدامها في أيٍ من الشركات أو القطاعات الحيوية في الدولة والمجتمع، ومعرفة مدى كفاءتها ودرجة أدائها وطبيعة مناسبتها أو عدم مناسبتها للمجال الذي أُحضرت من أجله، وفي ظل تمدد وانتشار المبرمجين وتنوع كفاءاتهم ومستوياتهم التقنية ونواياهم الخاصة، يظهر مدى أهمية هذا المجال في اختبار ملايين البرامج والتطبيقات، وفي المقدمة منها ما يتم ترشيحه للاستخدام في مجالات استراتيجية وأنشطة حساسة وسرية، ومن ثم، فلابد للشركات العاملة في مجال التقنيات عموماً، وفي مجال اختبار البرمجيات خصوصاً، أن تتيح لموظفيها درجة عالية من السخاء المادي والتركيز الذهني والسلاسة والقوة التقنية الدافعة للإنجاز والإبداع والقدرة على إفراز كوادر قادرة على دعم التحول الرقمي والتكنولوجي.
* برأيك ما أهم مجال يجب أن يركز عليه الشباب السعودي والمصري والعربي خلال المرحلة القادمة؟ ولماذا؟
ــــ بالطبع كفلسفة مجتمعية لا يجب إهمال الاهتمام بأي مجال من المجالات، والفيصل دوماً في هذا الإطار هو الميول الخاصة بالشخص نفسه وبمدى شغفه بما يحب أن يتعلمه ويتقنه، ولكن إذا كنا نتحدث عن أولويات المرحلة الحالية والمستقبلية، لدى الشباب عموماً في السعودية ومصر والعالم العربي، فسيبقى المجال التكنولوجي بكل أطيافه هو الأولى بالاهتمام والإقبال على التعلم واكتساب الخبرات، وذلك لأن التكنولوجيا تسربت إلى عموم الأنشطة البشرية والإنسانية العامة والخاصة على السواء، وفي مجتمعاتنا النامية نحن في أمس الحاجة إلى إزالة الأمية التقنية والتكنولوجية حتى لا نبقى في مؤخرة المجتمعات المتقدمة، وفي الحقيقة تظل قماشة التكنولوجيا المعاصرة والحديثة فضفاضة وواسعة وتتيح خيارات كثيرة للشباب الطموح والمتطلع إلى التميز والتخصص التقني؛ فهناك المجال الذي تحدثنا عنه وهناك مجال التطوير البرمجي Software development، ومجال الــ data science الخاص بدراسة البيانات وهناك مجال الــDevOps الذي يجمع بين تخصصين هما الـتشغيل(Operation) والتطوير(Development)، والكثير الكثير من مجالات التكنولوجيا القادمة من حيث الشيوع والانتشار، والجديرة أيضاً بأولوية الدراسة والتخصص.
اقرأ أيضاً: شهد الجفري رائدة أعمال وملهمة.. نقلت الموضة في السعودية إلى عوالم أخرى بالاعتماد على التكنولوجيا
* من خلال ملاحظاتك الخاصة لمجال تخصصك القديم في هندسة البترول، أولاً: لماذا تراجع إقبال الشباب المصري على العمل في هذه الشركات؟ وثانياً: هل ترى أن الأمر مختلف بالنسبة للشباب السعودي؟
ــــــ بخلاف ما تطرقت إليه في ردي على السؤال الثاني، هناك أسباب كثيرة أدت إلى هذا التراجع، منها تراجع الاهتمام بهذا المجال بين الشباب قياساً بما كان عليه المجال قبل عقدين ونصف العقد من الآن، وهناك أيضاً تذبذب أسعار برميل النفط وقلة الإنتاج، وهو ما أجبر شركات نفطية كثيرة على تسريح موظفيها ومتخصصيها أو الاقتصاص من رواتبهم وأرباحهم الإنتاجية السنوية وفق ما هو معروف باسم الـ Profit sharing system، وذلك لتقليل النفقات، وهو ما ساهم في إفقاد هذا المجال ميزاته المحفزة على الاستمرار فيه، خاصة مع كون العاملين فيه يضطرون دوماً إلى المبيت لفترات طويلة بعيداً عن أسرهم وأبنائهم، ومن جهة أخرى لابد من الاعتراف بقلة فرص العمل المتاحة في القطاعات النفطية وما يرتبط بها من شركات، وهذا في الحقيقة أثر أيضاً على اختيارات الشباب المصري لهذا التخصص (هندسة بترول) عند الترشح للجامعة؛ فأصبح خيار العمل بهذا المجال مستبعداً لدى ترشيحات الطلاب المتقدمين إلى الدراسات الجامعية. أما على مستوى الشباب السعودي فلا شك أن الأمر مختلف، فرغم تذبذب ومطبات الأسعار النفطية العالمية، إلا أن المملكة من كبريات الدول النفطية إقليمياً وعالمياً، وهو ما يمنح المجال أهمية مادية ومعنوية يقدرها الشباب السعودي جيداً، هذا بالإضافة إلى أن رؤية 2030 ألزمت شركات النفط العالمية بتشغيل نسبة من خريجي البترول هناك وذلك في إطار خطط السعودة المعتمدة منذ إطلاق الرؤية في 2016، وهو بالطبع ما يحفظ لهذا التخصص بريقه في أعين الخريجين الجدد من الشباب السعودي.
* يشهد العالم العربي وخاصة في السعودية ومنطقة الخليج اهتماماً كبيراً بالتحول الرقمي والاعتماد على التكنولوجيا .. ما رأيك في هذا الاهتمام؟ وما أهم توصياتك للشركات العاملة على تحقيق هذا التحول؟
ـــــــ نعم، هذا بالفعل ما تشهده منطقتنا في الوقت الراهن، حالة من الاهتمام الرسمي بالتحول الرقمي ولكن بالطبع تتفوق منطقة الخليج والسعودية على وجه الخصوص في هذا السياق حيث أصبحت الغالبية العظمى من الخدمات المقدمة من القطاع العام والحكومي والخاص تميل إلى الرقمية والأتمتة ودون الحاجة إلى تحركات ميدانية وجغرافية كثيرة ومضنية، وهي ظاهرة إيجابية بكل تأكيد؛ لأنها توفر الكثير من الوقت والجهد على مجمل المتعاملين، ونصيحتي في هذا الإطار هي ضرورة العمل على تجويد مستوى هذا التحول الرقمي كيفاً وكمَّاً، وتيسيره على المستخدم أيضاً؛ بمعنى أن تكون التطبيقات المستخدمة قادرة على الصمود أمام الضغوط الخدماتية المقدمة على تنوعها واتساعها؛ إذ ليس من المقبول أن نقدم خدمة رقمية ضعيفة أو صعبة الاستخدام على أي عميل.
* لك بعض التحفظات على مجال السلامة المهنية في مصر والعالم العربي.. ماذا بشأن هذه التحفظات؟ وهل ارتبطت شخصياً بهذا المجال يوماً ما؟
ـــــ من خلال احتكاكي المباشر ومتابعتي لخلفيات عمل هذا المجال من الناحية العملية والميدانية، أدركت حقيقة، مدى أهميته، لكنني بالمقابل وجدت قصوراً شديداً في دعم وتقييم وتمويل القائمين عليه أو العاملين فيه، ومن العجيب حقاً أن مجالاً حيوياً كهذا المجال يرتبط بمخاطر الأعمال والمهن والقطاعات المختلفة، ويكون ساقطاً من الاهتمام والدعم والتطوير والتمويل، ومن جهة أخرى نحن في حاجة ماسة إلى تطوير وعي المهنيين والعمال والحرفيين والموظفين العرب بأهمية الــ Safety engineer، إلى جانب الحاجة الماسة إلى إيجاد صيغ مبتكرة لإخراج دور مهندس السلامة المهنية من إطاره الممل والتقليدي الذي يترتب عليه نفور محيطه وبيئته المهنية منه.
* من خلال تجاربك العملية والمهنية وبصفتك ممثلاً لجيل الشباب.. ما الأفضل وظيفياً وتأهيلياً للشباب: الارتباط بمجال مهني ووظيفي واحد ومستمر أم التنقل بين المهن والوظائف؟
ــــ في رأيي أن الارتباط بمجال عمل واحد أفضل بكثير من التنقل بين المجالات والمهن، ولكن هذا مرهون بحالة أن يكون الشخص مدركا لميوله المهنية والوظيفية، أما في حالة عدم تحديد هذه الميول فلا بأس بالتنقل من مهن لأخرى حتى يستقر الاختيار، وساعتها يجب الاستمرار في هذا الاختيار والعمل على تطوير المهارات والقدرات الهادفة إلى الارتقاء إلى درجات وظيفية ومهنية أعلى في ذات المجال الذي تم اختياره.
* برأيك هل يحتاج الشباب المصري والسعودي إلى إجراء المزيد من تسهيلات السفر بين البلدين؟ وهل تتمنى العودة والاستقرار والعمل بالمملكة؟
ــــــ نعم بالتأكيد نحتاج كشباب مصري وسعودي إلى تعاون البلدين في إتمام مثل هذه التسهيلات، وشخصياً أتمنى أن تكون إجراءات سفري كشاب مصري إلى السعودية بنفس سهولة إجراءات سفري إلى الإمارات مثلاً؛ لذلك أعتقد أن قوانين السفر إلى المملكة في حاجة إلى المزيد من المرونة وخاصة فيما يتعلق بالفئات الشابة من ذوي المهارات والكفاءات والتخصصات الجديدة، وفي ظني أنه كلما منحت المملكة استقلالية أكبر للمسافرين فوق أراضيها كلما كان ذلك أجدى في توطين الكفاءات والمواهب وتعميق الخبرات والتجارب الواعدة. وأما أمنية العودة إلى المملكة والاستقرار بها، فهي قائمة وموجودة، ولكنها مرتبطة بشروط خاصة وشخصية ووظيفية لم تتيسر بعد.
* هل لا يزال حلم العمل بمجال الطيران المدني يراودك؟ ولماذا أردت أن تصبح طياراً من الأساس؟
ــــــ نعم بالتاكيد لا يزال الحلم يراودني؛ لأنه حلم ممتد منذ سنواتي المبكرة، ولكنني أصبحت الآن أكثر قناعة بأنه غير قابل للتحقق من الناحية العملية، خاصة بعدما تخصصت في مجال الاختبارات البرمجية، وأيضاً لتعاظم كلفة تعلم الطيران واكتساب خبراته، ومع ذلك أعترف بأنه إذا أتيحت فرصة مواتية لتحقيق الحلم فلم لا!!وقد أردت أن أصبح طياراً لحبي الشديد لأجواء الطيران وعالمه المثير والمليء بالمغامرة.
* على ذكر الطيران.. تتطور المملكة كثيراً في هذا المجال مؤخراً.. هل تتمنى أن تمتلك السعودية أكاديمية عربية لتعليم الطيران المدني للشباب؟
ــــــ إن شئت الحقيقة، هذه فكرة ممتازة للغاية، ومقترح جدير بالاهتمام، فهي دولة عربية، وسيجد هواة الطيران في العالم العربي فرصة مواتية جداً لتعلم الطيران في دولة مثل السعودية؛ فعندنا في مصر مثلاً أغلب هؤلاء الهواة يضطرون إما إلى السفر إلى جنوب أفريقيا أو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ففكرة أن يتم إنشاء أكاديمية لتعليم الطيران المدني في المملكة أو يكون لها فروع في المنطقة العربية، هي فكرة أراها جيدة للغاية كما أراها تتماشى مع خطط التطوير الاستثماري والسياحي المعتمدة في رؤية 2030 الطموحة. ولذا فأنا أتمنى بأن يتحقق هذا المشروع وأن تتبناه القيادة السعودية في أقرب وقت لأنه مربح ومثمر وحضاري.
* في الختام، ما نصيحتك لجيلك من الشباب بصفة عامة، وللعاملين بنفس مجالك التقني بصفة خاصة؟
ــــــ نصيحتي باختصار هي التركيز على المجالات المهنية الرائجة في سوق العمل من حيث كثرة الفرص المتاحة، وارتفاع المردود والمقابل المادي، أما بالنسبة للعاملين بنفس مجالي التقني، فأقول لهم انتبهوا؛ لأن المنافسة أصبحت شرسة، واقتناص الفرص يتطلب بذل المزيد من الجهد، كما يتطلب الإلمام بأحدث التفاصل التقنية أولاً بأول.
اقرأ أيضاً: المخرجة عهد كامل: فيلم سلمى وقمر بدأ كقصة شخصية