يشهد حي حراء الثقافي مجموعة فعاليات شتوية ترفيهية مجانية، بالتزامن مع عطلة منتصف العام الدراسي، والتي بدأت منذ الثاني من يناير وتستمر حتى العاشر منه، في إطار الحراك القائم في المملكة والمبني على رؤية 2030، التي تستهدف رفع جودة الحياة عند المواطنين والسكان من مختلف الجنسيات والمستويات الاجتماعية.
ويستهدف الحراك الحالي الزوار والمقيمين في منطقة مكة المكرمة، الراغبين بخوض تجربة ثقافية غنية، من خلال مجموعة من فعاليات شتوية غامرة، تبدأ من معرض الوحي ولا تنتهي عند مسرح الشتاء، فهناك أيضاً مسيرة الشعر وميدان التحديات، وفعالية القافلة التي تحي تاريخ فريق الهجانة الثقافي، إلى جانب تجربة ركوب ظهر الإبل والخيل، وجميعها فعاليات تهدف لعكس البعد الحضاري للسعودية.
من جانب آخر سيجد زوار حي حراء الثقافي مجموعة من فعاليات شتوية مرتبطة بالحياة المعاصرة، فعلى سبيل المثال هناك مجموعة من الألعاب الترفيهية، وعدد من محلات البيع التجارية، التي تضم عدداً من المنتجات الحرفية والصناعات التراثية، إلى جانب خيارات طعام متنوعة في سلسلة من المقاهي والمطاعم التي تستقر في الحي، الأمر الذي يجعل زيارة الحي خياراً مثالياً للعائلات، لا سيما الباحثين عن الترفيه والأجواء العائلية الجامعة.
اقرأ أيضاً: شتاء إثراء 2025 يجذب 57 ألف زائر خلال أسبوعين
وفي سياق منفصل يعتبر حي حراء واحداً من أماكن السياحة الدينية بامتياز، وهو مكان يقصده كل من يرغب بعيش تجربة روحية استثنائية، ويزيد على ذلك المرافق المتنوعة والجذابة التي تمتلئ بالإثارة والدهشة، فعلى سبيل المثال يقدم معرض الوحي لزواره، عرضاً تقنياً موجزاً حول قصة نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والدخول للمعرض يتم عن طريق شراء تذاكر بأسعار رمزية.
ومن المعالم في الحي الثقافي والتي تعتبر جزءاً من فعاليات شتوية أخرى متاحة خلال عطلة منتصف العام الدراسي في السعودية، متحف القرآن الكريم والذي يضم مخطوطات قديمة للقرآن الكريم، ويقدّم استعراضاً مدعوماً بالتقنيات الحديثة لأهمية القرآن، وأثره في حياة المسلمين، وهو المتحف الأول من نوعه في مكة المكرمة.
اقرأ أيضاً: متحف بيت المتبولي في السعودية: أقدم بيوت جدة العريقة
وفي ذات السياق يضم الحي مكتبة فيها كتب ومؤلفات مدعومة بالتقنيات الحديثة، والتي توثق تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، بالإضافة إلى السيرة النبوية الشريفة، وكتباً أخرى تروى صفات وشمائل الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهناك مؤلفات أيضاً تتحدث عن جبل النور وغار حراء، ولمن يرغبون في الجلوس بأحضان الطبيعة، هناك مقصورات مخصصة بانتظارهم في حديقة حراء، والتي تمنح من يقصدها المتعة والاسترخاء في آن معاً.
ومن الجدير بالذكر أنّ الإقامة في الحي متاحة للراغبين باستئجار إحدى مقصورات حراء، والتي تتميز بإطلالتها الساحرة على جبل النور وعدد من التفاصيل اللافتة التي تجعل إقامة الراغبين في غاية الأناقة والفخامة.
أمّا بالنسبة للمرافق التجارية المتوفرة، فهي تقدم عدداً من المنتجات المتاحة في جميع الأماكن، لكن البضائع في غالبيتها مستوحاة من المكان المحيط، وتدفع الزوار لاقتنائها وإغناء تجربتهم من زيارة المكان، فعلى الرغم من أنها منتجات محلية وتراثية، إلا أنها تحتفظ بطابع الفخامة.
وينسحب الأمر ذاته على المطاعم والمقاهي المتواجدة في المنطقة، إذ تقدم أشهى المأكولات من المطابخ العالمية، ولكنها تفرد لائحة مميزة للأطباق المكية والمحلية الشائعة.
ومن التجارب المميزة في حي حراء الثقافي، طريق الصعود إلى الغار، والتي تمتاز بقدسية خاصة، لأنها تقود إلى المكان الذي تلقى فيه نبي المسلمين الوحي الإلهي، ويتميز الطريق بوجود العديد من الشارات الدلالية، التي تقود الزائر على مدار الطريق الصاعد، كما أنّ أماكن الاستراحة تنتشر على طول الطريق.
ومن الجدير بالذكر أن حي حراء الثقافي هو المعلم السياحي الأول والمفضل عند زوار المسجد الحرام، ويقع على مقربة من طريق الملك فيصل الذي يربط مكة المكرمة بالطائف.
أيضاً يحظى حي حراء الثقافي بإشراف الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، إلى جانب مجموعة من الجهات المعنية مثل إمارة منطقة مكة، ووزارتي الثقافة والسياحة، وأمانة العاصمة المقدسة، والهيئة العامة للأوقاف، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن.