تشارك السعودية في فعالية للطهي بإيطاليا، مستعرضة فنون الطهي السعودية في سفينة التذوق، والتي تقدّم الأكلات التراثية السعودية المهددة بالاندثار والجهود المبذولة من قبل وزارة الثقافة السعودية، ممثلة بهيئة فنون الطهي للحفاظ عليها.
المساهمة السعودية تأتي من خلال هيئة فنون الطهي، ضمن الفعالية التي تقيمها منظمة “سلو فود” (slow food) في مدينة “تورينو” (Torino) الإيطالية، للمرة الثانية، لكن المناسبة الدولية تحمل توقيع النسخة الخامسة عشر تحت عنوان، ” سالون ديل قوستو – تيرا مادري” (Terra Madre Salone del Gusto).
يمتد زمن الفعالية بين 26 و30 من سبتمبر، أربعة أيام من المتعة المحكومة باللذة العالمية، إذ تزدحم الأطباق من شتى أنحاء العالم، لتقدم عبارة فريدة من الطعام يخاطب الاستدامة، إذ تحمل نسخة هذا العام شعار نحن الطبيعة، كنوع من الدعوة للحاضرين بإعادة التفكير بالطبيعة والبشر كجزء متكامل من النظام البيئي، لتشجيع توفير الطعام الجيد والصحي والنظيف.
وسوف تحجز السعودية مساحتها في جناحين أحدهما يحمل اسم مذاق الثقافة السعودية، والجناح الثاني يحمل اسم أطلس الغذاء الدولي، وسيشهد زوار الجناحين استعراضاً لعدد من الفعاليات والأنشطة المتعلقة بفنون الطهي.
أمّا مذاق الثقافة السعودية، فتعرض فيه منتجات التجمعات المحلية السعودية بالتعاون مع منظمة “سلو فود”، وفي هذا الجناح ركن مخصص للأطعمة الآيلة للاندثار، يتذوق فيها الزوار هذه الأطعمة والأغذية، ويتعرفون على جهود المملكة للحفاظ عليها، بينما يقدم جناح أطلس الغذاء تجربة تذوق كاملة، بإعداد عدد من الأطباق التراثية ومشاركتها مع زوار الجناح، إلى جانب عرض تعريفي توعوي حول أساليب الحفاظ على الغذاء والتراث اللامادي المتعلق بالطعام والطهي في السعودية، وهو نشاط فكري ثقافي يتصل بالمطبخ السعودي الأصيل، ويشكل تذكرة عبور إلى الفعالية الدولية.
ومن الأنشطة المنتظر أن يشارك فيها الوفد السعودي خلال الفعالية، ورش عمل وجلسات من تقديم جمعية الطهي، والتي يتم خلالها التعريف بأحدث أساليب وتقنيات إعداد الطعام في السعودية، والهدف منها إبراز ثقافة الطهي في المملكة، وتعميمها في الأوساط الدولية، وعكس صورة مشرقة عن المجتمع السعودي وعاداته الأثيرة في الطبخ، الأمر الذي يصب في إطار استراتيجية شاملة، انتهجتها هيئة الطهي السعودية منذ تأسيسها في العام 2020.
إقرأ أيضاً: ثلاث مدن سعودية على قائمة اليونسكو بسبب مخبوزاتها
ولأنّ هيئة الطهي تعمل بوصفها سفيرة المملكة العربية السعودية في الداخل والخارج لم توفر جهداً في إغناء رحلة الطعام الأصلي ودعمها، وهو ما يتجلى ملياً في الإعلان الأخير، الذي كشف عن افتتاح متجر ومقهى ومطعم إرث في المدينة المنورة، الذي يقدم تجربة تراثية سعودية غامرة لزواره.
يحرص إرث على إغناء تجربة الزائر والعامل على حدٍ سواء، فجميع العاملين في المقهى هم سعوديون، إذ تتخصص زاوية المتجر بالأسر السعودية المنتجة، التي يتاح لها رفوف تستعرض من خلالها منتجاتها السعودية الخالصة، مثل العسل والقهوة الجبلية، والأكواب المصنعة بأيادٍ سعودية، إضافة لبيع الرز والليمون الحساوي، وورد ونعناع المدينة، وغيرها من الأعشاب، إلى جانب قهوة النواة المصنوعة من نواة التمور وسكر التمر، وغيرها الكثير من المنتجات المصنعة محلياً.
أما المقهى والمطعم، فيحرص على تقديم أطباق الطعام من أنحاء المملكة كافة، بما يعكس ثقافة الطعام السعودي أمام الزائر ويمنحه تجربة طعام وتذوق لا تنسى، ومن أبرز الأطباق التي يقدمها مطعم إرث في فرع المدينة المنورة، البف المديني والرز المديني والجريش الخاص بالمنطقة الوسطى والمجروش المعروف في المنطقة الوسطى أيضاً، إلى جانب عدد من الأطباق المتنوعة مثل السلطات والأطباق الرئيسية، ويقدم مقهى إرث مروحة من خيارات الحلوى السعودية التي تبرز أهم ثقافات الأكل في مناطق المملكة، إلى جانب عدد من المشروبات والعصائر الطبيعية، وجاءت انطلاقة مقهى إرث الذي يعتبر بمثابة مول تراثي للطعام من المدينة المنورة وجدة، وقريباً سيتم افتتاح الفرع الثالث في الرياض، لكن الحكاية مع إرث لن تقفل مع هيئة فنون الطهي عند ذلك، إذ من المقرر افتتاح 13 فرعاً للمقهى التراثي في أرجاء المملكة كافة.
وتلتزم هيئة فنون الطهي منذ تأسيسها في فبراير 2020، بالعمل على النهوض بالقطاع، وجعل المملكة مصنعاً للمواهب في مجال إعداد الطعام، وأحد مصادر الدخل الرئيسة في مجتمع الأعمال السعودي، عبر تجسيد قيم الكرم والضيافة، وتحويل المملكة إلى قبلة للمذاقات الفريدة في منطقة الشرق الأوسط، وإغناء تجربة الطعام السعودي على الصعيدين المحلي والعالمي، عبر تحفيز الابتكار والإبداع.