في صراع بين الحياة والموت يقدم فيلم هوبال أحداث أعمال المخرج السينمائي عبد العزيز الشلاحي بالتعاون الثاني مع الكاتب مفرج المجفل بعد أن شكّلا ثنائي ناجح في فيلمين سابقين.
ويعرض فيلم هوبال قصة عائلة بدوية، تهجر القرية لتعيش في عزلة تامة في قلب الصحراء بسبب اعتقاد الجد “ليام” بقرب قيام الساعة بعد ظهور علامات تؤكد مزاعمه ومن ضمنها الحرب، في فترة كانت الأسر البسيطة في السعودية تتلقى بدايات الانفتاح بعد عقود من الإنغلاق، وفي مسارات هجر القرى، تتعرض هذه العزلة للاختبار عندما تصاب “ريفة”، ابنة العائلة بمرض معدٍ، مما يحتم على الجميع عدم الاقتراب منها، ما يدفع والدتها “سرا” للتفكير في تحدي قوانين الجد من أجل إنقاذ ابنتها بمساعدة الطفل عساف الذي يخشى موتها.
ويضم فيلم هوبال مجموعة من النجوم البارزين، يتصدرهم الفنان القدير إبراهيم الحساوي في دور الجد ليام، ومشعل المطيري في دور الابن شنار، إلى جانب ميلا الزهراني في دور “سرا”، وحمدي الفريدي في دور بتال كما يشاركهم البطولة مجموعة من الوجوه الشابة والأطفال من بينهم حمد فرحان في دور عساف، وأمل سامي في دور ريفة، كما يشارك في الفيلم عدد من الممثلين المميزين من بينهم مطرب فواز، عبد الرحمن عبدالله، دريعان الدريعان، ريم فهد، نورة الحميدي، راوية أحمد ورغد الحربي، وعدد من الأطفال هم أنس عاید نورسین، ویزن العطوي.
يعكس فيلم هوبال حالة النشاط السياسي في المملكة العربية السعودية خلال فترة التسعينات، وما حمله من قرارات حاسمة غيرت موقع السعودية على الخريطة العالمية السياسية، شاملاً حرب الخليج الثانية وتأثيراتها، وما شهدته المملكة من انفتاح بعد عقود من الانغلاق النسبي، وتواجد العنصر النسائي لأول مرة في محلس الشورى، وانفجار مجمع الخُبر العسكري الأمريكي في الظهران، إضافةً إلى طرد بن لادن وتجريده من جنسيته السعودية، وقرار تقسيم السعودية لمناطق إدارية.
ويستكشف هوبال كمية الخوف من المجهول التي قيدت الناس في تلك فترة، والرغبة الملحة لديهم في الحفاظ على تقاليدهم أمام موجة الانفتاح المفاجئ، وهاربين منه ليصلوا إلى درجة العزلة والابتعاد عن المجتمع، وكان الأبرز تجدد النداء عند العامة باقتراب يوم القيامة في تلك الحقبة، وأن الحرب إحدى علامتها.
وهوبال يعد الفيلم الروائي الثالث للمخرج السعودي عبد العزيز الشلاحي بعد فيلمه The Tambour of حد الطار Retribution”، الحائز على جائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي، والذي تم ترشيحه لتمثيل المملكة عن فئة أفضل فيلم روائي دولي في الدورة 94 لجوائز الأوسكار في العام 2022.
وكاتب سيناريو الفيلم، مفرج المجفل، هو أحد الفائزين بجائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم روائي في “مهرجان أفلام السعودية” في دورته الخامسة 2019، كما أنه حاصل على جائزة التمويل في مسابقة “ضوء” لدعم الأفلام، التي تنظمها هيئة الأفلام السعودية التابعة لوزارة الثقافة، وهي مبادرة أطلقتها الوزارة في سبتمبر 2019 لتطوير صناعة الأفلام في المملكة، وتمكين ودعم المواهب السعودية في مجال الإنتاج السينمائي من خلال إنشاء برنامج تمويل مستدام لتعزيز مكانة المحتوى السينمائي السعودي وإيصاله إلى شاشات السينما، ومختلف المنصات المحلية والعالمية.
هذا التعاون المستمر والذي يعد الثالث من نوع بين الشلاحي والمجفل يعكس التفاهم العميق بينهما، ويقدم للجمهور قصصاً درامية، تظهر تعقيدات النفس الإنسانية.
اقرأ أيضاً: منتدى الأفلام السعودي يجمع صنّاع الفن في الرياض
هوبال المقرر عرضه نهاية هذا العام من إنتاج استديو شاف شاف، وإنتاج مشترك مع فيلم كلينك وشبه الجزيرة للإنتاج الإعلامي (PP Group)، وإنتاج شريف المجالي، مع إنتاج تنفيذي لعبد العزيز الشلاحي ومفرج المجفل ومحمد التركي.
والفيلم مدعوم من صندوق ضوء لدعم الأفلام، وهيئة الأفلام، وبرنامج جودة الحياة، ونيوم بمشاركة شركات عديدة في القطاع الخاص، وقد تم تصوير الفيلم في صحراء بجدة في نيوم وأجزاء منه في محافظة رماح التابعة لمدينة الرياض؛ ما أضفى جمالاً بصريا على المشاهد، وأبرز قسوة البيئة الصحراوية كعنصر أساسي في سرد القصة.
وفي تفاصيل موقع التصوير المميز، دعمت نيوم مراحل إنتاج الفيلم من خلال تسخير قدرات الإنتاج الكبيرة وخبرتها الواسعة، وتوفير طواقم العمل واختيار المواقع الأفضل للتصوير وتقديم كل الخدمات اللوجستية، حيث يتيح الموقع الإستراتيجي للاستوديوهات بجدة للمنتجين فرصة التصوير في مواقع نيوم التي تتميز بطبيعتها الساحرة، بالإضافة إلى توفير أحدث الاستوديوهات الصوتية ومرافق الدعم المختلفة، التي تتكون من غرف المكياج والغرف الخضراء ومكاتب الإنتاج.
قال المخرج الشلاحي: منذ العام 2018، ونحن نبحث عن مواقع فريدة لتصوير فيلمنا، ووقع اختيارنا على نيوم وتحديداً بجدة، حيث ستشكل المناظر الطبيعية الآسرة جزءاً محورياً ومؤثراً من أحداث الفيلم، وسيستخدم مدير التصوير لدينا أحدث العدسات التصويرية والمعدات الأخرى التي ستبرز روعة هذه الوجهة الاستثنائية، وتضفي أجواء ساحرة على القائمة مشاهد الفيلم”.
وعلى مدار 18 شهراً مضت، قدمت نيوم الدعم لـ 30 إنتاجاً سينمائياً وعملاً تلفزيونياً، بما في ذلك فيلم (Desert Warrior) لروبرت ويات بطولة أنتوني ماكي والسير بن كينغسلي، وفيلم (Dunki) من إخراج راجكومار هيراني وبطولة شاروخان، والفيلم السعودي الشهير “بين الرمال” للمخرج محمد العطاوي، وبرنامج تلفزيونMillion Dollar Island الواقعي، بالإضافة إلى العرض التلفزيوني ذي الميزانية الأكبر في المنطقة (Rise of The Witches)، كما سيتم تصوير مسلسل (Exceptional) في يوليو المقبل، وسيعرض عبر 200 حلقة سنوياً.
وتأتي تسمية الفيلم هوبال نسبة إلى رقصة العرضة السعودية و«الهوبال» وهو نداء بين الإبل ومالكها، وتعد من ضمن مظاهر ترحيب كثيرة، تؤكد عمق ومتانة العلاقة والحب المتبادل بين الإنسان والإبل، بالإضافة إلى مظاهر أخرى منها ترديد الأهازيج والأشعار الترحيبية والتلويح بالعلم السعودي، والتصفيق ورمي الفترة والتلويح بها، والإشارة بأصابع اليد بالرقم واحد.
اقرأ أيضاً: الفيلم الوثائقي في السعودية نحو آفاق جديدة