كشف حساب تاريخ آل سعود أن “السيف الأجرب هو سيف الإمام تركي مؤسس السعودية الثانية، وتم توارثه حتى وصل للإمام سعود بن فيصل والذي أهداه إلى الشيخ أحمد بن خليفة الغتم آل خليفة، ثم الإمام سعود بن فيصل أهداه للشيخ أحمد بن خليفة وأشار إلى أن الإمام سعود بن فيصل أهداه للشيخ أحمد بن خليفة بسبب مناصرته له في معركة جودة عام 1870م، وبعد 140 عاماً وعندما زار الملك عبدالله البحرين في 2010م تم إرجاع السيف”.
وأضاف الحساب: أن “السيف الأجرب كان هناك لـ 140 عام وذلك من بعد معركة جودة عام 1870م وحتى عام 2010م وهو العام الذي تم فيه إرجاع السيف الأجرب إلى السعودية، والسيف حالياً عند الملك سلمان”، وعن سبب تسميته بالأجرب أوضح “تاريخ آل سعود” أن “السيف الأجرب ، سمي بالأجرب لوجود بعض الصدأ عليه، والملك عبد العزيز لم يستخدمه في مسيرته لتوحيد السعودية بل استخدم غيره من السيوف إذ كانت له أربعه سيوف وهي (رقبان) و (صويلح ) و(ثويني) و(ياقوت) وكان سيفه (رقبان) أحب السيوف له”.
وللإمام تركي بن عبدالله قصيدة طويلة باللهجة المحلية معروفة بالجزيرة العربية قالها قبل 200 عام، ذكر فيها سيفه هذا بالاعتزاز وبالدلالة على القوة، مطلعها:
طار الكرى عن موق عيني وفرى فزيت من نومي طرا لي طواري حتى قال: يوم أن كل من خويه تبرى حطيت (الأجرب) لي خوي مباري حيث وصفه بـ “الخوي”، أي الصاحب الذي كان ملازماً له في صولاته وجولاته حتى تحقق الانتصار التاريخي.
وفي تفاصيل اغتراب السيف الأجرب وعودته وانتقل السيف الأجرب من الإمام تركي بن عبدالله بعد وفاته إلى ابنه الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله، ثم إلى أبنائه من بعده حتى استقر في دولة البحرين، وبقي هناك مدة 150 عاماً، حتى سلمه الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله، في زيارة الأخير للمنامة في العام 2010م، بعد أن احتفظت به أسرة آل خليفة الحاكمة فترة زمنية طويلة، وفي العام 2015م أهدى أبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، “السيف الأجرب” بعد توليه مقاليد الحكم ملكاً للبلاد، ليظل الأجرب” رمزاً وطنياً يتوارثه حكام المملكة العربية السعودية منذ أكثر من 200 عام.
كتيبة السيف الأجرب التابعة لولي العهد محمد بن سلمان
تشكلت كتيبة “السيف الأجرب” عقب تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في السعودية في 23 يناير/ كانون الثاني 2015.
يبلغ عدد أفراد الكتيبة أكثر من خمسة آلاف عسكري من مختلف الرتب العسكرية، وتم اختيار عناصرها من قوات النخبة في الدفاع الجوي والقوات البحرية والقوات المسلحة والحرس الملكي ممن يتميز أفرادها بالتدريب الجيد وباجتياز دورات عسكرية متقدمة، منها دورات الضفادع البشرية، والصاعقة، والمظلات ومكافحة الشغب، والقناصة والمتفجرات.
وعن مهمام الكتيبة لم تذكر المصادر بشكل واضح عن طبيعة مهام هذه الكتيبة لكن من المؤكد أنها خاصة بالقضايا الحساسة والأميرية، ويذكر أن رئاسة الحرس الملكي تضم فروعاً في جميع مناطق المملكة، وعموماً تتولى بالتعاون مع قطاعات أمنية أخرى توفير الأمن والحماية للملك والشخصيات المهمة في جميع مواقع تواجدها داخل وخارج المملكة، ويرتبط قائد الحرس الملكي بالملك السعودي ارتباطا مباشرا ولا تتوفر معلومات عن عدد أفراد قواته.
غير أن المهمة الواضحة التي أوكلت لكتيبة “السيف الأجرب” كانت في 4 يناير/ كانون الثاني 2018، حيث تلقت الأوامر باعتقال 11 أميراً سعودياً تجمهروا أمام القصر الملكي في العاصمة الرياض.
وذكر المصادر أن الحراس الذين ألقوا القبض على الأمراء ينتمون لكتيبة السيف الأجرب” التابعة للحرس الملكي، وبحسب مصادر سعودية أخرى، فإن اعتقال الأمراء جاء رداً على تجمهرهم للمطالبة بإلغاء الأمر الملكي المتعلق بالكهرباء وبتعويضهم مادياً عن حكم القصاص على أحد أبناء عمومتهم، غير أن ناشطين سعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي قالوا إن التجمهر كان اعتراضاً على حملة اعتقالات لأقاربهم الأمراء وتغييب ولي العهد السابق محمد بن نايف.
ويوجد فيلم “راعي الأجرب” الذي أنتجته مبادرة “كنوز السعودية” التابعة لوزارة الإعلام، جاء ليكون لبنةً ضمن لبنات عدة تسعى من خلالها المملكة إلى تقديم سردية حديثة لتأريخ الدولة، بدءاً من تأسيس الدولة السعودية الأولى الذي تم على يد الإمام محمد بن سعود، وصولاً إلى الدولة السعودية الثانية التي حكمها الإمام تركي بن عبد الله بن محمد، وتالياً الدولة السعودية الثالثة التي وحد أراضيها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
ما ميز فيلم “راعي الأجرب” أنه تم العمل عليه من خلال كوادر وطنية سعودية، فمخرج الفيلم محمد الملا، مخرج سعودي شاب، كما أن الممثل الرئيسي فيه هو خالد صقر، وكاتبة النص وجدان الحمدان، إضافةً إلى أن المنتج وأيضاً الهيئة الاستشارية للعمل جميعهم سعوديون وهذه ميزة مهمة، لأن هنالك تفاصيل صغيرة لا يستطيع تمييزها إلا أبناء المملكة أنفسهم.
هذا الفيلم أجاد القائمون عليه في إنتاجه بشكل مختصر لم يتجاوز الـ 14 دقيقة، وهم بذلك يقدمون عملاً مكثفاً عن ماضي المملكة العربية السعودية وتاريخها الأصيل، ويُشكل هذا الفيلم بوصلة تاريخية أمام السينمائيين السعوديين ليعبروا عن تراثهم وعراقتهم عن طريق الفن.
اقرأ أيضاً: من إبراهيم الخليل إلى محمد (ص).. قصة سدانة الكعبة المشرفة