حقق مستشفى الملك فيصل التخصصي في السعودية إنجازاً غير مسبوق، إذ أجرى أول عملية زراعة قلب آلي كاملة باستخدام الروبوت في العالم، لطفل مريض لم يتجاوز سن الـ16 عاماٌ، كان يعاني من فشل القلب من الدرجة الرابعة.
وتعدّ هذه العملية التي استغرقت ثلاث ساعات، خطوة نوعية بارزة في مجال الجراحة القلبية، إذ نُفِّذت باستخدام الروبوت، متجاوزة التحديات الطبية والتعقيدات المرتبطة بمثل هذه الإجراءات.
وقد أشرف على العملية فريق طبي استثنائي بقيادة استشاري جراحة القلب ورئيس قسم جراحة القلب، الدكتور الجراح السعودي فراس خليل، بعد تحضيرات مكثفة استمرت لأسابيع، والتي بدأت بتخطيط نظري مفصل، لضمان الدقة وتقليل المخاطر المحتملة، كما ابتكر الفريق الطبي منهجية جراحية جديدة للوصول إلى القلب، ما أدى إلى تنفيذ عملية الاستئصال وزراعة القلب للمريض دون الحاجة إلى شق القفص الصدري، وللتأكد من نجاعة هذه المنهجية، قام الأطباء بمحاكاة العملية افتراضياً سبع مرات متتالية خلال ثلاثة أيام.
اقرأ أيضاً: بأكثر من 60 عملية.. السعودية رائدة في عمليات فصل التوائم السيامية
ونُفذت العملية بعد الحصول على موافقة اللجنة الطبية بالمستشفى وموافقة ذوي المريض، ويمثل نجاحها تحولاً نوعياً في ممارسات زراعة القلب، إذ تنتقل من الأسلوب التقليدي الذي يتطلب شق القفص الصدري، والذي قد يفرض على المريض فترة تعافٍ طويلة تمتد لأسابيع أو حتى أشهر، إلى استخدام تقنيات الروبوت التي تتيح إجراء العملية بأقل تدخل جراحي ممكن.
وتتضمن فوائد استخدام هذه التقنيات تقليل الألم الناتج عن الجراحة، ما يساعد في اختصار مدة التعافي ويحد من احتمالات الإصابة بالمضاعفات، ما يُحقق قفزة نوعية في تحسين جودة حياة المرضى ويسرع من استعادة صحتهم.
من جانبه، وصف الرئيس التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الدكتور ماجد الفياض، الإنجاز الذي حققه المستشفى بأنه تطور مهم في مجال زراعة القلب، لافتاً إلى أن هذا الحدث يمثل نقطة تحول تاريخية مشابهة لتلك التي شهدها العالم في ستينيات القرن الماضي عند إجراء أول عملية زراعة قلب.
كما أكد الدكتور الفياض أن نجاح هذه العملية لا يقتصر على مسيرة المستشفى التخصصي فحسب، بل يمتد ليعكس التحول الذي تشهده المملكة نحو الريادة العالمية في مجال الطب التخصصي، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يتماشى مع رؤية 2030، التي تضع الابتكار في صميم جهودها الهادفة إلى تحسين جودة الحياة.
هذا وأشار الفياض إلى أن استخدام تقنيات الروبوت في زراعة القلب، يعكس التزام المستشفى بتبني أحدث التطورات التكنولوجية، مؤكداً أن هذه العملية ليست خطوة فنية فقط، بل هي دليل على قدرة المملكة على التنافس في مجالات الطب المتقدمة، ما يعزز مكانتها كوجهة طبية رائدة على مستوى العالم.
اقرأ أيضاً: ملتقى الصحة العالمي 2024 بالرياض: استثمر في الصحة
عموماً، يحظى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بسمعة مرموقة بفضل التقدم التكنولوجي الملحوظ في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وقد أعلن المستشفى مؤخراً عن تحقيق إنجاز بارز في برنامج جراحة القلب الروبوتية، إذ وصلت معدلات سلامة المرضى إلى 98% بعد إجراء 400 عملية جراحية للقلب باستخدام الروبوت منذ انطلاق البرنامج في فبراير 2019.
ويتميز البرنامج بقدرته على إجراء عمليات للمرضى ذوي المخاطر العالية، بما في ذلك الأطفال دون سن 18 عاماً، والذين يعانون من السمنة المرضية، ويعدّ المستشفى «الوحيد» عالمياً الذي يجري عمليات القلب الروبوتية للأطفال.
جدير بالذكر، أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، قد حقق إنجازاً كبيراً بتصنيفه الأول في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، والـ 20 عالمياً، للسنة الثانية على التوالي، ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم، وفقاً لتقرير «براند فاينانس» لعام 2024، الذي يشير أيضآ إلى أن المستشفى يعد العلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، إضافة إلى ذلك، صُنِّف مستشفى الملك فيصل التخصصي في عام 2024 من بين أفضل 250 مستشفى في العالم من قبل مجلة «نيوزويك».
اقرأ أيضاً: باستخدام الروبوت الجراحي: استئصال ورم من رئة سبعيني بالسعودية