في إطار تنظيم الجهود العالمية للموارد المائية، سعت كازاخستان إلى عقد قمة ثلاثية مشتركة بينها وبين المملكة العربية السعودية وفرنسا لبحث سبل حل التحديات المائية تحت عنوان المياه الواحدة.
ويسعى هذا الحدث العالمي المدعوم من البنك الدولي إلى جعله منصة لبناء التحالفات وتقديم الالتزامات في مجال الموارد المائية، فضلاً عن تعزيز الحلول الملموسة لمشكلات المياه العالمية.
هذا وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في كلمته الافتتاحية لقمة المياه الواحدة أمس في الرياض أن العالم يواجه تحديات وأزمات متزايدة في قطاع المياه، وأشار إلى إن المملكة قدمت 6 مليارات دولار لدعم المياه في أكثر من 60 دولة.
وتابع: تنطلق قمة المياه الواحدة بالتزامن مع استضافة المملكة مؤتمر الأطراف الـ 16 لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وقال سمو الأمير تستعد المملكة لاستضافة المنتدى العالمي للمياه 2027 بالتعاون مع المجلس العالمي للمياه، كما دعى الأمير محمد بن سلمان الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للقطاع الخاص إلى الانضمام إلى المنظمة العالمية للمياه التي ستؤسسها المملكة، ونأمل أن تسهم جهود المجتمع الدولي لمعالجة تحديات المياه في تحقيق الأهداف التي نصبو إليها جميعاً.
بينما قال النائب الأول لوزير الموارد المائية والري الكازاخستاني بولات بكنياز، لإحدى الصحف السعودية المرموقة أن القمة الثلاثية للمياه الواحدة تشكّل خطوة مبدئية هامة نحو انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في عام 2026، إذ تهدف القمة الثلاثية للمياه الواحدة إلى تقاسم المياه، وتوسيع نطاق المبادرات للحفاظ على النظم البيئية للمياه العذبة، والحلول المالية المبتكرة وتقليل التأثير في الموارد المائية، باستخدام أدوات مثل تقليل البصمة المائية، وتبادل المعلومات.
وأكد بكنياز أن قمة «المياه الواحدة» التي تعقدها بلاده بالتعاون مع السعودية وفرنسا، ستكون الحدث العالمي الأكبر الذي سيسهم في تطوير التعاون الدولي في استخدام الموارد المائية وحمايتها، كما لفت إلى إلى أن التدابير الرئيسة المقترحة لمكافحة تغير المناخ تشمل 7 عناصر، منها: وضع استراتيجية للتكيف، وإشراك جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك القطاع الخاص، والمجتمع المدني، وتطبيق التقنيات الجديدة، وتشمل التدابير أيضاً الاستخدام الفعّال للمياه في الزراعة، وتطبيق أساليب الري الموفرة للمياه، والانتقال إلى المحاصيل المقاومة للجفاف، بجانب إنشاء بنية تحتية جديدة وتحديثها.
كما أكد بكنياز على أن المشاركون في قمة المياه الواحدة سيتمكنون من عرض خبراتهم وجهودهم في استخدام الموارد المائية وطرق حمايتها للمجتمع العالمي للمياه، هذا ما سيسهم في إدخال الأساليب المبتكرة لقياس المياه وتحليتها وإدارتها واستخدامها، من أجل التكيف مع دورة المياه الجديدة والحفاظ على الموارد.
فيما تشكل قمة المياه الواحدة فرصة لاستغلال الاستثمارات في البنية التحتية، وخاصة تطوير البنية التحتية الخاصة بالمياه والتعاون المشترك في هذه الاستثمارات، التي تعد أحد المجالات الرئيسة للتعاون، مشيراً إلى أن الحكومة الكازاخستانية وقعت اتفاقية مع البنك الإسلامي للتنمية في 12 نوفمبر /تشرين الثاني 2024، بشأن تخصيص قرض بقيمة 1.153 مليار دولار، وتم توقيع الاتفاقية في مؤتمر قمة المناخ العالمي «كوب 29» في باكو.
وفي حديثه عن أوجه التعاون بين بلده والسعودية، أكد بكنياز أن السعودية وكازاخستان يواجهان تحديات تغير المناخ، بما في ذلك التصحر وندرة المياه وتدهور النظام البيئي، هذا ما يجعل فرص التعاون الاستراتيجي واعدة، مع الأخذ في الاعتبار الخصائص الطبيعية والأولويات الاقتصادية لكلا البلدين، كما نوه إلى المشروعات المشتركة المتعلقة بترميم الخزانات وإدخال تكنولوجيات توفير المياه ومكافحة التصحر التي ممكن أن تصبح جزءاً مهماً من التعاون.
وأشاد بكنياز بخبرة المملكة العربية السعودية في تحلية المياه، وأشار إلى البرامج الكازاخستانية للحفاظ على النظم البيئية، مثل مشروع بحر الآرال، هاتان الخبرتان قد تخلقا بيئة لتبادل الخبرات والتقنيات، وتزيد من فرص التعاون في قمة المياه الواحدة، ولفت إلى أن المشاركة في المبادرات البيئية العالمية، مثل مكافحة تغير المناخ، من شأنها أن تعزّز الشراكات الاستراتيجية.
وفي مجمل حديثه، أشار بكنياز إلى مجهودات كازاخستان في مجال المياه، وتكييف قطاع المياه مع تغير المناخ، خصوصاً في إدارة الموارد المائية، تقليل الاستغلال البشري لقطاع المياه وتطبيق برامجها، مع الأخذ بالاعتبار التدهور المحتمل للظروف المناخية الذي يحتم اتخاذ التدابير المناسبة.
قال بكنياز حول خطة الحكومة في كازاخستان لحل مشاكل نقص المياه إن الأمر يتعلق بالبناء المستدام والفعّال والاستخدام الرشيد للموارد المائية، واستعرض إنجازات حكومته حول هذه المشكلة، إذ قال أنه في هذا العام، تم تجديد خزانات كازاخستان بطاقة تخزين قياسية بلغت 75 مليار متر مكعب، أي بزيادة قدرها 15 مليار متر مكعب عن العام الماضي، ومن هذا الحجم، شكّلت مياه الفيضانات أكثر من 12 مليار متر مكعب.
اقرأ أيضاً: معرض المياه العالمي 2024