في إطار جهودها الملموسة لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، والدفع باتجاه قيام دولة فلسطينية مستقلة، دعت السعودية قبل أيام إلى تنظيم قمة عربية إسلامية مشتركة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، وذلك بالتوازي مع عملها الدؤوب والمستمر والضاغط باتجاه الإسراع والذهاب إلى تطبيق فعلي لحل الدولتين عبر التحالف الدولي الذي أطلقته قبل أشهر، والذي استضافت اجتماعه الأول على أراضيها قبل حوالي أسبوع..
واستناداً إلى هذا، بدأت المملكة بإرسال الدعوات لحضور القمة، فمن هي الدول التي تلقّت الدعوات حتى الآن؟ وما المأمول من القمة العربية المقبلة؟ أسئلةٌ يجيب عليها هذا المقال…
تلقى رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، دعوة رسمية من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لحضور القمة العربية الإسلامية، والتي من المقرر أن تناقش القمة مستجدات الأوضاع في غزة ولبنان، إلى جانب استمرار العدوان الإسرائيلي.
وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن السفير السعودي لدى بغداد، عبد العزيز الشمري، قدم الدعوة إلى السوداني خلال لقائهما، مشيراً إلى أن اللقاء شهد تباحثًا بشأن العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية، مع التشديد على ضرورة تنسيق المواقف لمواجهة التحديات الحالية بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
وفي السياق ذاته، تلقّى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، دعوة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، للمشاركة في القمة العربية الإسلامية المشتركة الاستثنائية التي ستُعقد في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
اقرأ أيضاً: الدور المهم الذي قامت به السعودية لوقف الحرب ودعم غزة
وجاءت هذه الدعوة خلال استقبال الرئيس عباس لسفير المملكة العربية السعودية غير المقيم لدى فلسطين، القنصل العام في القدس، نايف بن بندر السديري، في مقر إقامته بالعاصمة الأردنية عمان، وحضر اللقاء مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية، مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى الأردن، عطا الله خيري.
ورحب الرئيس عباس بالدعوة الكريمة للمشاركة في القمة، معبراً عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على جهود المملكة المتواصلة لوقف العدوان وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، وثمّن دعم المملكة لمساعي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مع إشادته بمبادرة المملكة لاستضافة هذه القمة الهامة.
وتهدف القمة إلى اتخاذ موقف حازم تجاه الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني والهجمات الإسرائيلية المستمرة على المقدسات في فلسطين، فيما تعكس القمة التضامن العربي والإسلامي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، والدفع نحو حل عادل للقضية الفلسطينية يضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
اقرأ أيضاً: بن فرحان: لن نتوانى عن وقف النار بغزة ولبنان
هذا وكانت قد دعت المملكة العربية السعودية قبل أيام، إلى تنظيم قمة عربية إسلامية مشتركة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بهدف مناقشة استمرار هجمات الكيان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، بالإضافة إلى متابعة التطورات الحالية في المنطقة.
وأشارت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها إلى أن هذه القمة ستكون بمثابة استكمال للقمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الرياض في 11 نوفمبر 2023، وأعادت الخارجية السعودية التأكيد على إدانتها واستنكارها لاستمرار الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك الاعتداءات والانتهاكات التي يعاني منها اللبنانيون.
وكانت قد ادانت القمة العربية الإسلامية في الرياض يوم 11 نوفمبر من العام الفائت 2023، «العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال في الضفة الغربية».
كما دعت القمة مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وملزمة «لوقف العدوان الإسرائيلي والحد من تجاوزات الاحتلال الذي ينتهك القوانين الدولية»، بالإضافة إلى إصدار قرار آخر لإدانة الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات في غزة، وفرض قيود على دخول المساعدات الإنسانية والمياه والغذاء والوقود، وكذلك قطع الكهرباء والاتصالات والإنترنت.
ووفقاً للبيان الختامي للقمة، فقد أكّد القادة على أن الكيان الإسرائيلي يتحمل مسؤولية استمرار تفاقم الصراع، فيما أصدرت القمة قرارًا ختاميًا يتضمن 31 بندًا لدعم الشعب الفلسطيني، والضغط لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وكسر الحصار المفروض عليه، وإدخال المساعدات الإنسانية، مع التأكيد على أهمية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية كمرجعية أساسية، كما شدّد البيان على رفض وصف الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها «دفاع عن النفس» أو تبريرها بأي شكل من الأشكال.