في عالمٍ يموج بالصراعات والتغيرات، يتجلى التحدي الأكبر بإيجاد توازنٍ مستدام بين الأمن والاستقرار، ومن هنا جاء اجتماع مجلس الوزراء السعودي الأخير ليتناول بعمق مستجدات الساحة الدولية، باحثاً عن سبل لتعزيز السلم الإقليمي والدولي عبر الحوار والتعاون المشترك.
إذ تقاطعت المبادرات والسياسات التي طرحها المجلس مع رؤى تسعى لتشكيل نظام عالمي أكثر عدلاً، تتفاعل فيه القضايا الإقليمية مع الطموحات العالمية.. فماذا جرى في الجلسة التي عقدت يوم أمس الثلاثاء 24 أيلول/سبتمبر 2024؟
اقرأ أيضاً: غزة تتصدر ملفات اجتماع وزاري سعودي
جدّد مجلس الوزراء السعودي تأكيد المملكة على التزامها بتعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، إلى جانب دعم الجهود الرامية إلى إيجاد حلول سياسية للأزمات في المنطقة والعالم.
وأكد المجلس على أهمية تعزيز التعاون المتعدد الأطراف لمواجهة التحديات العالمية، وذلك في إطار مناقشة التطورات الدولية.
وخلال ترؤسه الجلسة التي عُقدت في الرياض، أعرب خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، عن شكره وامتنانه لقادة الدول الشقيقة والصديقة على مشاعرهم الطيبة التي أظهروها للمملكة بمناسبة اليوم الوطني الـ 94، متمنياً لهم دوام الصحة والازدهار ولشعوبهم المزيد من التقدم.
وأشاد أعضاء مجلس الوزراء بمضامين الخطاب الملكي السنوي في افتتاح السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، الذي استعرض أولويات الدولة وأهدافها وإنجازاتها على المستوى الوطني، إلى جانب تسليط الضوء على المبادئ الثابتة للسياسة الخارجية التي تسعى لتحقيق السلام والازدهار على المستوى العالمي.
اقرأ أيضاً: دعم المملكة العربية السعودية لنشر قوة دولية في غزة: تأكيد على السلام والاستقرار
وعبّر المجلس عن شكره لخادم الحرمين الشريفين على توجيهه الكريم باعتماد النظام الأساسي لمؤسسة الملك سلمان غير الربحية، التي تهدف إلى تعزيز استدامة المجتمعات والاستثمار في الإنسان، استمراراً لنهجه الدائم في دعم العمل الخيري والإنساني.
كما رحب المجلس بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المتعلق بإنهاء الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية، مؤكداً ضرورة اتخاذ خطوات فعلية وجادة للتوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
فيما أشار المجلس إلى تطلع المملكة لأن يكون «ميثاق المستقبل»، الذي تم إقراره في قمة الأمم المتحدة، نقطة تحول في العمل متعدد الأطراف، وأن يسهم في تأسيس نظام دولي عادل يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويعزز الاقتصاد الرقمي ويساند الاقتصادات الناشئة في دورها لدعم النظام المالي العالمي.
واعتبر فوز المملكة برئاسة المبادرة العالمية للشعاب المرجانية دليلاً على مكانتها العالمية وجهودها الرائدة في حماية البيئة البحرية والتنوع البيولوجي.
ومن جانبه، أوضح وزير الإعلام، سلمان الدوسري، أن المجلس أشاد بما حققته المملكة من تقدم في مؤشري الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية والسياحة، ضمن مساعيها لتحقيق أهداف رؤية 2030.
هذا واستعرض المجلس الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، بما في ذلك نتائج الدراسات التي قام بها مجلس الشورى، وما جرى مناقشته في كل من مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، إضافة إلى قرارات لجنة الخبراء بمجلس الوزراء.
وأصدر عدة قرارات، من بينها الموافقة على بروتوكول معدل لإنشاء مجلس التنسيق بين السعودية وتركيا، وكذلك فوّض عددًا من الوزراء بالتباحث والتوقيع على مذكرات تفاهم مع فنزويلا وألبانيا وبنما وفرنسا في مجالات الثقافة والاستثمار وحماية البيئة.
ووافق المجلس على إنشاء عشر كليات أهلية جديدة، واعتمد الحساب الختامي لوكالة الفضاء السعودية لعام مالي سابق، بالإضافة إلى الموافقة على ترقيات وظيفية إلى المرتبتين الـ 14 والـ 15 ووظيفة «وزير مفوض».
وفي ختام الجلسة، اطّلع مجلس الوزراء على مجموعة من التقارير السنوية الصادرة عن عدد من الهيئات والجهات الحكومية، واتخذ القرارات اللازمة بشأنها.
يشار إلى أن «ميثاق المستقبل» هو اتفاق تبنته الدول الأعضاء في الأمم المتحدة خلال «قمة المستقبل» التي عُقدت في هذا الشهر من العام الجاري 2024، ويهدف إلى رسم رؤية جديدة لمستقبل البشرية تستجيب للتحديات العالمية الحالية، مثل الأزمات البيئية، الفجوة الرقمية، والصراعات الدولية.
ومن خلال هذا الميثاق، تسعى الدول إلى تعزيز التعاون متعدد الأطراف، تطوير سياسات أكثر عدلاً، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويشمل الميثاق الالتزامات بتسريع التحول نحو أنظمة طاقة مستدامة، زيادة إشراك الشباب في اتخاذ القرارات، وبناء شراكات أقوى مع المجتمع المدني والقطاع الخاص.
اقرأ أيضاً: مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية: مستقبل متقدم للمملكة!