في السنوات الأخيرة، ومع تسارع وتيرة الابتكارات التكنولوجية، تغيرت كيفية تعاملنا مع المعاملات المالية اليومية، من بين هذه الابتكارات، كانت خدمة الدفع الإلكتروني Google Pay، التي تعد أحد الحلول الرائدة التي غيرت طريقة إجراء المدفوعات، وعلى الرغم من أن العديد من الأشخاص قد سمعوا باسم خدمة غوغل باي، إلا أن فهم آليتها وطريقة عملها لا يزال يشكّل تحدياً للبعض.
تعد غوغل باي خدمة دفع رقمية متطورة، تتيح لمستخدميها إجراء المعاملات المالية بسهولة وأمان باستخدام هواتفهم الذكية، الساعات الذكية، أو الأجهزة اللوحية، وترتبط هذه الخدمة بحساب Google الخاص بالمستخدم، ما يتيح له استخدام بطاقات الائتمان الخاصة به لدفع ثمن المشتريات سواء في المتاجر أو عبر الإنترنت.
هذه الخدمة الرائعة، ستدخل السوق السُّعُودية بحلول عامنا الحالي 2025، في خطوة حيوية نحو تحقيق مستقبل خالٍ من النقد، فقد أبرمت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) شراكة مع غوغل تهدف إلى إطلاق هذه الخدمة في المملكة عبر نظام الدفع الوطني «مدى».
وتسعى هذه المبادرة إلى تطوير بيئة مالية مميزة تسهم في تسهيل المعاملات وتحسين تجرِبة المستخدمين في أنحاء المملكة كافة، تماشياً مع أهداف رؤية السُّعُودية 2030 ورؤاها الطموحة.
اقرأ أيضاً: صندوق النقد يشيد بالتحول غير المسبوق باقتصاد السعودية
كيف ستفيد خدمة «غوغل باي» المستفيدين؟
ستمنح خدمة «غوغل باي» المستخدمين في المملكة العربية السُّعُودية طريقة مبتكرة وآمنة لإجراء عمليات الشراء في المتاجر، التطبيقات، وعلى الويب، وسيتمكن المستخدم من إضافة بطاقاته وإدارتها بكل سهولة داخل محفظة Google Wallet، وكأنه يحمل جميع بطاقاته في جيبه!
وعندما يكون مستعداً للدفع، يمكنه التحقق من مدفوعاته بسلاسة، سواءً عبر إدخال رقم التعريف الشخصي، أو رمز المرور، أو حتى باستخدام القياسات الحيوية مثل مسح الوجه ثلاثي الأبعاد أو التعرف على بصمات الأصابع.
وفي هذا الصدد، يشير باحث الدكتوراه ومستشار التسويق عصام الدميني، إلى أن الإضافة التقنية المالية الجديدة تمثل خطوة مهمة نحو مستقبل رقمي واعد، مشدداً على أهمية معالجة المخاوف لضمان نجاحها، فقد طمأن المستخدمين بأن الخدمة موثوقة وآمنة، إذ تحافظ على بياناتهم الشخصية والمالية وتوفر حماية قوية ضد الاختراقات والهجمات السيبرانية.
واستعرض الدميني مزايا وفوائد الاتفاقية لتجربة التسوق، مؤكداً أنها تتيح تيسير المدفوعات الرقمية وتعزز تجرِبة التسوق، كما تسهم في تحفيز الاقتصاد من خلال زيادة التجارة الإلكترونية ودعم النمو المحلي، إضافة إلى أنها تعمل على تحسين الشمول المالي عن طريق توفير خدمات مالية متنوعة لفئات المجتمع المختلفة، ما يزيد من ثقة المواطنين بفضل حلول الدفع الموثوقة.
جدير بالذكر، أن خدمة Apple Pay المشابهة لخدمة غوغل باي، كانت قد أُطلقت في فبراير في السعودية 2019، كخيار مريح وآمن للدفع غير النقدي لمستخدمي iPhone وiPad وApple Watch وMac، بالتعاون المثمر مع البنوك المحلية ونظام الدفع الوطني «مدى»، وأصبحت آبل باي بسرعة خيار الدفع المفضل للعديد من السعوديين.
وفي ديسمبر الماضي كذلك، أعلن البنك المركزي السعودي عن إطلاق خدمة الدفع Samsung Pay عبر نظام المدفوعات الوطني، ما يؤكد جهود المملكة المستمرة في تعزيز الحلول الرقمية وتعزيز تجرِبة الدفع لمواطنيها.
وتعد المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في مجال الخِدْمَات الرقمية، إذ تمتلك بنية تحتية رقمية قوية ومتكاملة، التي وضعتها في المرتبة الثانية بين دول مجموعة العشرين في مؤشر الأمم المتحدة للبنية التحتية للاتصالات (TII) لعام 2024، يقيّم هذا المؤشر مدى تطور البنية التحتية الرقمية في الدول، ويعد عنصراً أساسياً في مؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية (EGDI).
اقرأ أيضاً: التجارة الإلكترونية في السعودية طفرات نمو وخيارات تحول!
ما هو نظام مدى؟
«مدى» هي شبكة المدفوعات الوطنية في المملكة، والتي تهدف إلى تعزيز نمو التجارة الإلكترونية من خلال ربط أجهزة الصراف الآلي ونقاط البيع داخل المملكة بمرونة وسرعة وأمان، ما يمنح حاملي بطاقاتها قبولاً واسعاً.
تُصدر بطاقات «مدى» عبر البنوك المحلية، لتمكّن حامليها من إجراء عمليات دفع سلسة لشراء المنتجات والخدمات، أو سحب النقود، أو الدفع عبر الإنترنت –مثل خدمة غوغل باي – كما تتوافق البطاقات مع شبكات متعددة، بما في ذلك شبكة المدفوعات الخليجية.
ويجمع نظام «مدى» بين أحدث تقنيات المدفوعات وخبرة عقود من الزمن، لتخلق عالماً جديداً من المدفوعات يعتمد على الابتكار والمرونة، وقد نجحت في تمكين قطاعات من التحول عن التعامل النقدي في العمليات اليومية، بواسطة الربط المباشر بين حامل البطاقة وحسابه البنكي.
اقرأ أيضاً: التجارة الإلكترونية في السعودية طفرات نمو وخيارات تحول!