بالتعاون مع جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، يطلق مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» النسخة الثانية من مؤتمر الفن الإسلامي، والذي سيُعقد من 25 إلى 30 نوفمبر الجاري، ليحتفي بالمهارات الحرفية المتميزة ويعزز الاهتمام المتجدد بالفنون الإسلامية التقليدية.
على مدى ستة أيام، سيقدم المؤتمر بمشاركة أكثر من 27 متحدثاً يمثلون 13 دولة، رؤية متكاملة تربط بين الماضي والحاضر، إذ سيستعرض مشهداً متنوعاً وموحداً للفنون الإسلامية من أنحاء العالم كافة، ولكن مع تركيز خاص على المملكة العربية السعودية.
تشمل فعاليات مؤتمر الفن الإسلامي لهذا العام محاضرات، مناقشات، ورش عمل، معارض، عروض أفلام، وعروض حية يقدمها حرفيون متمكنون، كما يوفر فرصة مهمة للتعرف على جوانب مختلفة من الحرف الإسلامية، بما في ذلك العلاقة بين الرعاة والحرفيين، والتقنيات التقليدية، وكيف يمكن أن تسهم الحرف في تحقيق تغيير اجتماعي إيجابي.
وتزامناً مع إطلاق المؤتمر، يفتتح مركز «إثراء» ثلاثة معارض كبرى، أبرزها معرض «في مديح الحرفي»، يسلط هذا المعرض المُرتقب الضوء على التاريخ الغني والتأثيرات المتطورة للفنون والحرف الإسلامية، ويقدم أكثر من 150 عملاً، العديد منها يُعرض لأول مرة، مثل التصميم الداخلي الخشبي من القرن الثامن عشر من دمشق وكسوة الكعبة من القرن العشرين.
يتضمن المعرض كذلك أكبر جدار حجري منحوت يدوياً، ومقتنيات نادرة من حرفيين من السعودية والمغرب والهند، وإسبانيا ومصر، وتركيا وأوزبكستان وماليزيا.
إلى جانب المعرض الرئيسي، يُقام معرض «حوار الحرف»، الذي يستعرض أعمال عشرة فنانين معاصرين استلهموا من الفنون التقليدية، مبرزاً العلاقة بين الحرف القديمة والفن المعاصر، أما المعرض الثالث، «امتداد»، فيحتفي بالتنوع الغني للأزياء السعودية من خلال تصاميم تجمع بين العناصر التقليدية والحديثة من أعمال مصممين سعوديين وعالميين.
اقرأ أيضاً: مهرجان البحر الأحمر السينمائي يطلق سلسلة الأفلام العائلية
وفي اليوم الثاني من المؤتمر، تتجلى الاستراتيجية السعودية الجديدة لإحياء صناعة الحرف اليدوية، إذ تتنوع المواضيع لتشمل آفاق هذه الصناعة في المملكة والعالم الإسلامي، إضافة إلى دور الفنانين الحرفيين في الجزيرة العربية.
يشارك في نقاش هذه المواضيع مجموعة من الخبراء الذين يساهمون بخبراتهم ورؤاهم، من بينهم الدكتور سليمان الحربش، الذي يقود هيئة التراث، والدكتورة سوزان اليحيي، الرئيس التنفيذي للمعهد الملكي للفنون التقليدية «ورث»، كما يشارك البروفيسور محمود إرول قليج، المدير العام لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، مع البروفيسور عبدالله القاضي، الذي يرأس شركة عبدالله القاضي للاستشارات التراثية والتاريخية.
تشارك أيضاً الدكتورة ليلى البسام، أستاذة الأزياء والمنسوجات في جامعة الأميرة نورة، والدكتورة ندى النافع، رئيسة جائزة اليونيسكو – الفوزان الدولية لتشجيع العلماء الشباب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
أما في اليوم الثالث من المؤتمر، سيتم استكشاف العلاقة الحيوية بين الحرف اليدوية والمدن والمجتمعات، وستتضمن الجلسات الحوارية مناقشات حول المعرفة والممارسات، إضافة إلى العلاقة بين المتحف والحرفي، من خلال اكتشاف سرديات جديدة عبر المجموعات.
وتشهد هذه الجلسات مشاركة مهمة من معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، المؤسس ورئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، وميشييل كريس، أمين مجلس إدارة مؤسسة الجبل الفيروزي في كابول، وغيرهم.
اقرأ أيضاً: «قرية الفاو» حكايات تاريخية منسية ترويها الصحراء
وفي إطار الاستعداد للمؤتمر، أوضح عبد الله الراشد، مدير مركز «إثراء»، أن مؤتمر الفن الإسلامي والمعرض المصاحب له: «في مديح الفنان الحرفي»، يعدان رحلة فريدة في عالم الحرف الإسلامية، مؤكداً أن الجمع بين هذين الحدثين يهدف إلى الاحتفاء بالتراث العميق للفنون الإسلامية، ودعم الحرفيين الذين يسهمون في الحفاظ على هذه التقاليد، وإلهام الأجيال الجديدة.
الراشد أشار أيضاً إلى أن المؤتمر يتماشى مع رسالة المركز في الحفاظ على التراث الثقافي ورعاية المواهب الإبداعية، وتعزيز التواصل الحضاري مع العالم من خلال التعاون مع مؤسسات ثقافية مرموقة، لافتاً إلى أنه يأتي بالتزامن مع إعلان وزارة الثقافة عن عام 2025 ليكون «عام الحرف اليدوية».
من جهته، أعرب الدكتور مشاري النعيم، الأمين العام لجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، عن أهمية المؤتمر والمعرض المصاحب له، إذ يعتبرهما محورين رئيسيين في استكشاف وتنمية الأفكار المبتكرة للحرف الإسلامية، وأكد أن التنوع في وجهات النظر من أنحاء العالم كافة، سيسهم في إلهام مناهج جديدة للتخطيط والتصميم، ويعزز الهوية النابضة بالحياة والعصرية للعمارة الإسلامية.
ختاماً، يأتي مؤتمر الفن الإسلامي تزامناً مع احتفال العالم العربي في 18 نوفمبر باليوم العالمي للفن الإسلامي، والذي يهدف إلى تعزيز الوعي بأشكال التعبير الفني الإسلامي القديمة والمعاصرة، ويمثل هذا اليوم فرصة لتقدير إسهامات الفن الإسلامي في الحضارة البشرية، ودوره كجسر بين الثقافات والشعوب.
اقرأ أيضاً: الرياض تستعد لاستضافة مهرجان اليابان 2024