ستشهد هيئة الأفلام السعودية مؤتمر النقد السينمائي الدولي في نسخته الثانية بين 6 و10 نوڤمبر الحالي، تحت عنوان” الصوت في السينما”، مركزاً في هذه النسخة من المؤتمر على إغناء مفهوم النقد السينمائي على المستوى الوطني والدولي عبر استعراض مفاهيمه وتقنياته.
ويشهد المؤتمر حضور عدداً من المختصين والمهتمين في مجال النقد السينمائي وتقنياته، إضافةً إلى خبراء في ثقافة الفيلم وأساسياته، ويهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات والثقافات بين الكوادر الوطنية والدولية، والتعرف على أبرز التطورات في مجال النقد السينمائي، والتطرق إلى جوانب الفيلم وطرق نقده بموضوعية بعيداً عن المجاملة أو المبالغة، وتعزيز المشاركات الوطنية والدولية في مجال النقد السينمائي بصفته محوراً أساسياً في مجال صناعة السينما.
ويركز مؤتمر النقد السينمائي الدولي في نسخته الحالية على مناقشة أبعاد النقد السينمائي في عمق مفهوم الصوت في السينما وتأثيره على المشاهد وتجربته في متابعة السينما، إضافةً إلى تناوله مجموعة من المحاور الإبداعية، والجلسات الحوارية التي تتناول قضايا نقدية هامة، وعروض تقديمية تتناول رؤى نقدية حديثة ومقاربات مبتكرة للنقد السينمائي، كما يضم ورش عمل تفاعلية لتوسيع المنظور إلى مجال الصوت في السينما وتطوير مهارات نقده وتحليله، إلى جانب عروض سينمائية مختارة تتبعها مناقشات في ركن النقاد”.
كما يتضمن المؤتمر أمسيات موسيقية، إضافةً إلى معرض فني يقدم أعمالاً بطريقة متعددة الوسائط، وركناً خاصاً بالأطفال والعائلة يتعرف من خلاله الطفل والعائلة على الجوانب الفنية للنقد السينمائي، وبرنامج تعليمي يكتشف فيه الكفل عناصر الصوت في الأفلام، مما يسهم في تعزيز ثقافة الفيلم بطريقة تفاعلية وتعليمية.
اقرأ أيضاً: منتدى الأفلام السعودي 2024
والجدير بالذكر أن المؤتمر في الرياض جاء تباعاً لسلسلة مؤتمرات أُقيمت مسبقاً تمهيداً له، المؤتمر الأول كان في حائل في 27 سبتمبر في قصر القشلة التاريخي؛ وقدم تجربة تجمع بين تراث المنطقة وفنون النقد السينمائي متناولاً عدة محاور، أبرزها نقد الأفلام الوثائقية وأعمال الرسوم المتحركة، وذلك من خلال ندوات وعروض حية واستضافت نخبة إلى جانب مجموعة من الفعاليات المصاحبة، إذ مثّل الملتقى منصة للتبادل الثقافي في المنطقة، واستهدف تحفيز الحركة النقدية والبحثية في قطاع السينما، وإثراء المعرفة السينمائية.
بينما تضمن الملتقى الذي أُقيم في الإحساء في 25 أكتوبر الماضي مجموعة من الندوات الحوارية والعروض التقديمية قدمها مجموعة من النقاد والمهتمين بمجال صناعة الأفلام، أبرزها: «فتش عن الناقد: تجارب وشهادات عن ممارسة النقد والبحث عن الصوت الخاص»، و»السينما دفاعًا عن الخيال»، و«النقد السينمائي في عصر مواقع التواصل الاجتماعي, إلى جانب مجموعة من الفعاليات المصاحبة، والأنشطة التدريبية، وأركان الأنشطة ثقافية، وأشار الناقد محمود مهدي، خلال حديثه في آخر جلسات الملتقى، إلى واقع السينما السعودية التي رأى أنها تعيش في «تطور صحي جداً». وأردف: كثافة الأعمال هذه تضعنا في حالة اطمئنان، لأنها تدلّ على أن هناك مشاهدات وحوارات وأفكار سينمائية، وانتعاشة، ونشاط متواصل»، وأضاف: «إن الحركة السينمائية السعودية جيدة وتستحق الاحترام».
يذكر أن المؤتمر وملتقياته ضمن جهود الهيئة لدعم وتعزيز الحراك السينمائي في المملكة والمنطقة، وصناعة منصات تجمع المبدعين والرواد بالهواة والمهتمين، وتطوير الثقافة السينمائية في المنطقة.
مؤتمر النقد السينمائي، هو مشروع يتضمن مؤتمراً رئيساً عاماً، وملتقيات مختصة، بمعايير دولية، يقام كل عام في عدة مدن بالمملكة العربية السعودية تنظمه هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، أطلقت النسخة الأولى منه في 6 – 7 من عام 2023، ويجمع مؤتمر النقد السينمائي المهتمين والمختصين وغير المختصين في مجال النقد السينمائي وثقافة الفيلم من النقاد والأكاديميين في الدراسات السينمائية، والفنانين وصناع الأفلام، والكتاب بمنصة تسهم في تبادل الآراء والخبرات، ودعم مشاركة السعودية محليا وإقليميًا ودولياً في الحوارات الدائرة حول شؤون النقد السينمائي ومستجداته ومفاهيمه وتطبيقاته.
يهدف مؤتمر النقد السينمائي إلى دعم جهود المنظومة الثقافية الوطنية في الارتقاء بمكانة السعودية الفكرية والفنية عالميا، وإتاحة الفرصة لمجتمع النقاد السينمائيين لعرض أفكارهم وآرائهم، وتوفير فرص للتعرف والتفاعل مع خبرات عالمية. كما يهدف إلى ترسيخ مفهوم النقد والتحليل السينمائي خاصة، والفني والثقافي والفكري عامة، مما يسهم في تقبل الجمهور لها في قطاع الأفلام الوطني، إضافة إلى إيجاد منصة سنوية تثري حقل النقد السينمائي وتساعد على تنميته بصورة واسعة ومستدامة، إذ يعمل بوصفه نقطة تواصل بين المختصين المحليين والدوليين في مجال النقد السينمائي.
اقرأ أيضاً: هيئة الأفلام تشارك في مهرجان بوسان السينمائي 2024