كالنار في الهشيم، راجَ الخبر المتعلق بتصريحات مزعومة لصحيفة «وول ستريت جورنال» حول تهديدات وجهتها السعودية لـ «أوبك+»، وتصّدر الخبر العناوين الأولى في صفحات الاقتصاد للصحف والمواقع العربية، رغم أن الأمانة العامة لـ «أوبك+» نفت ما جاء عبر الصحيفة، كاشفةً العديد من التفاصيل.
من موقعها، وحرصاً منها على نقل الحقائق بعيداً عن الزيف والتضليل، وفي إطار سعيها لتكون مصدركم الموثوق الأول لكل ما يخص السعودية، تصوّب «أرابيسك لندن – السعودية» لكم الأمر، وتضعكم أمام حقيقة ما جرى..
نفت الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك+» صحة ما جاء به مقال نُشر في صحيفة «وول ستريت جورنال» (WSJ) بتاريخ 2 تشرين الأول/أكتوبر 2024، والذي حمل عنوان: «مصادر: وزير البترول السعودي قال إن الأسعار قد تهبط إلى 50 دولاراً للبرميل إذا غش الآخرون»، وأعربت عن رفضها القاطع لما تضمنه المقال من ادّعاءات غير صحيحة ومضللة.
وفي بيانها المشار إليه، أوضحت الأمانة أن المقال يزعم حدوث مكالمة هاتفية لم تحدث قط، ويدّعي أن وزير الطاقة السعودي حذّر أعضاء «أوبك+» من انخفاض الأسعار في حال عدم الالتزام بتخفيضات الإنتاج.
وأشار مقال الصحيفة المبني بطريقة غير مهنية واستناداً إلى مصادر مجهولة، إلى تصريح منسوب لوزير الطاقة، يزعم أنه قال فيه: «على البعض أن يصمت ويلتزم بتعهداته تجاه أوبك+»، فيما أكّدت الأمانة أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة.
اقرأ أيضاً: النمو السعودي غير النفطي يكسر التوقعات بنسبة مفاجئة
وكشف بيان أمانة «أوبك+» أنه لم تجرِ أي مكالمة هاتفية أو اجتماع، سواء عبر الهاتف أو الفيديو، منذ اجتماع «أوبك+» الأخير في 5 أيلول/سبتمبر، وأن المصادر التي استند إليها المقال غير دقيقة، وشدّد على أن الاجتماعات تُدار دائماً بأعلى معايير المهنية والأخلاق.
هذا وخلص البيان إلى أن نشر هذا التقرير يثير قلقاً بالغاً، حيث يفتقر إلى المعايير الصحفية المهنية ويُظهر تجاهلاً واضحاً لوزراء دول «أوبك+».
وكانت قد نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، استناداً إلى تصريحات بعض المندوبين في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك+)، أن وزير الطاقة السعودي حذّر من احتمالية تراجع أسعار النفط إلى 50 دولاراً للبرميل في حال لم يلتزم أعضاء المنظمة بالحصص الإنتاجية المتفق عليها.
وبحسب زعم الصحيفة، فإن تصريحات الوزير فُسرت من قبل بعض المنتجين على أنها إشارة إلى استعداد السعودية للحفاظ على حصتها السوقية بحال لم تلتزم بقية الدول بالاتفاقات.
وادّعت «جورنال» أن الوزير السعودي خصّ العراق، الذي زاد إنتاجه بمقدار 400 ألف برميل يومياً في آب/أغسطس، وكذلك كازاخستان، التي من المتوقع أن يرتفع إنتاجها مع عودة حقل «تنغيز» إلى الإنتاج الكامل بحسب الصحيفة.
اقرأ أيضاً: أسباب انخفاض صادرات السعودية من النفط الخام
هذا وكانت «أوبك+» في حزيران/يونيو الماضي، قد وافقت على تخفيف التخفيضات الطوعية ابتداءً من تشرين الأول/أكتوبر، لكنها أجلت القرار إلى كانون الأول/ديسمبر بسبب انخفاض الأسعار، ومع تزايد الإنتاج المخطط له من الولايات المتحدة وغويانا والبرازيل، يتوقع أن يزيد الضغط على الأسعار العالمية للنفط.
ورغم الجهود المستمرة من «أوبك+» لتحقيق الاستقرار في السوق عبر تقليص الإنتاج، إلّا أن أسعار النفط تراجعت بنحو 16% خلال الربع الأخير، حيث انخفضت حصة «أوبك+» في السوق إلى 48% مقارنة بالسنوات السابقة.
وفي الاجتماع الوزاري الأخير للمنظمة، تمدد مستوى الإنتاج الحالي حتى نهاية 2025، مع استمرار تخفيضات إنتاجية طوعية من بعض الأعضاء بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً، وإجمالي تخفيضات تصل إلى 5.86 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام المقبل.
ووفقاً لتقرير «+Opec» لشهر أيلول/سبتمبر، يبلغ إنتاج المجموعة حالياً 26.6 مليون برميل يومياً، ومن المتوقع أن ترتفع الإمدادات بشكل طفيف بدءاً من كانون الأول/ديسمبر مع الإبقاء على بعض التخفيضات حتى عام 2025.
اقرأ أيضاً: تفاصيل ميزانية السعودية 2025