في العام 2018، أطلقت المملكة العربية السعودية برنامج “الجينوم” الطبي النوعي، والذي يسعى للحد من الأمراض الوراثية، عن طريق فك الشيفرة الوراثية للمواطنين، والتعرف على الجينات المسؤولة عن الأمراض الوراثية في المجتمع، حيث يسعى البرنامج لمواكبة التطور الطبي في العالم تماشياً مع رؤية 2030.
ويعد “الجينوم” أحد المشاريع الوطنية التي تحظى بدعم حكومي كبير، حيث يحصل على تمويله من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بهدف تطوير الطب الشخصي في المملكة، والسعي لاكتساب مكانة عالمية في مجال العلوم والأبحاث الوراثية والجينية.
وتعتمد فكرة مشاريع “الجينوم” على تحليل الجينات الوراثية لدى البشر بهدف تحديد قاعدة بيانات وراثية كاملة عن الأمراض التي من الممكن أن تنتقل في المجتمع.
أهداف البرنامج
يعمل برنامج “الجينوم” على جمع وتحليل 100 ألف عينة، باستخدام تقنيات الجينوم، لبناء قاعدة بيانات وراثية جينية للمجتمع السعودي، ومن ثم الاستفادة عن طريق العلماء والباحثين للحد من انتشار الأمراض الوراثية، عن طريق كشف المتغيرات الوراثية والجينية.
كما يعمل البرنامج على تطوير أدوات التشخيص والوقاية وتعزيز الصحة العامة، إضافةً إلى تدريب الكوادر الوطنية في هذا المجال.
ويقدم “الجينوم” السعودي خدمات الفحص الخاصّة بالأمراض الوراثية، والعلاج المناسب لأمراض عدة، مثل: الأمراض العصبية، وأمراض العين الوراثية، والسرطانات الوراثية، وأمراض التمثيل الغذائي، وأمراض المناعة الذاتية، وأمراض الكلى، ومرض تأخر القدرات العقلية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض العصبية العضلية.
نطاق العمل
ويسعى البرنامج إلى تطبيق خطط وقائية للكشف عن الأمراض المستقبلية، وتشخيص الحالات الوراثية النادرة والحد منها عن طريق الكشف المبكر، مثل: الفحص الطبي ما قبل الزواج، والفحص الوراثي للأجنّة قبل الغرس، وفحص الأجنّة، وفحص حديثي الولادة، وتحسين طرق العلاج بوضع الخطة العلاجية المناسبة، وإعطاء المريض الدواء المناسب.
ونجح البرنامج في فحص أكثر من 60 ألف عينة ضمن مختبراته، ووثق 7500 متغير مسبب لأمراض وراثية وجينية في المملكة، منها 3 آلاف متغير مسبب لنحو 1230 مرضاً وراثياً نادراً، عبر استخدام 25 حزمة جينية للتحاليل الوراثية.
إضافةً إلى ذلك، اجرى البرنامج 84 دراسة علمية، ونشر 134 ورقة علمية محكّمة في مجلّات عالمية.
كما شارك البرنامج في 110 محاضرات ومؤتمرات علمية، شارك فيها 600 باحث، وذلك وفق إحصائيات البرنامج حتى نوفمبر 2020.
فروع متعددة
يتبع لبرنامج “الجينوم” السعودي ثمانية مختبرات فرعية بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين، وتوجد 4 من هذه الفروع في الرياض ضمن مشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومدينة الملك فهد الطبية، ومشفى الحرس الوطني بالتعاون مع مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
كما يوجد مختبر في مشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في مدينة جدة، ومختبر في جامعة طيبة في المدينة المنورة، ومختبر جامعة حائل، ومختبر مستشفى الملك فهد التخصصي بالمنطقة الشرقية.
وتسعى السعودية من خلال “الجينوم” وغيره من البرامج الطبية النوعية إلى تنمية وتعزيز قدراتها في تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمواطنين، عبر امتلاك التكنولوجيا الطبية الحديثة، بما يتوافق مع النهضة التنموية التي تعيشها المملكة في مختلف المجالات.
اقرأ أيضاً: اعتماد مدينة الخبر كمدينة صحية بحسب منظمة الصحة العالمية