في زيارة رسمية إلى بغداد، أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لقاءً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وذلك ضمن سلسلة من الجهود الدبلوماسية المستمرة لتعزيز العلاقات الثنائية بين السعودية والعراق.
وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأن المباحثات السعودية العراقية ركزت على العلاقات الثنائية بين العراق والمملكة العربية السعودية، مع بحث سبل تطويرها في مختلف المجالات، خصوصاً في الجانبين السياسي والاقتصادي.
وأشار البيان إلى أهمية تعزيز الشراكات المثمرة بين البلدين وتفعيل المجلس التنسيقي العراقي – السعودي، لتحقيق المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة، مضيفاً أن اللقاء تناول أبرز التطورات في المنطقة، مع التركيز على تداعيات ما يجري في غزة.
كما أكد على ضرورة العمل المشترك وتنسيق الجهود العربية والدولية لإيقاف ما وصفه بكونه “عدواناً على غزة”، وحث المجتمع الدولي على القيام بدوره الكامل لمنع استمرار ما اعتبره “مأساة الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عشرة أشهر، مؤكداً على حق الشعب الفلسطيني التاريخي في الحياة على أرضه.
اقرأ أيضاً: فيصل بن فرحان يبحث مع بلينكن جهود وقف إطلاق النار في غزة
ومن جانبها، أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) بأن وزير الخارجية السعودي نقل تحيات الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مشدداً على تمنياتهما لحكومة وشعب العراق بالمزيد من التقدم والازدهار.
وأوضحت أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين العراق والسعودية، وبحث سبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، كما شمل النقاش العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
اقرأ أيضاً: السعودية ومصر تعززان علاقتهما الثنائية بمواجهة التحديات
تركزت المباحثات بين الجانبين على محاور رئيسة عدة، شملت التعاون الاقتصادي، الأمني، والسياسي الدبلوماسي، ومن الناحية الاقتصادية، ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، مع التركيز على المشاريع الاستثمارية المشتركة.
إذ تتطلع السعودية إلى زيادة استثماراتها في العراق، خاصةً في مجالات الطاقة والبنية التحتية، وقد أبدت بغداد اهتماماً كبيراً بجذب الاستثمارات السعودية، معتبرةً أن ذلك سيسهم في إعادة بناء الاقتصاد العراقي وتعزيز التنمية المستدامة.
وبطبيعة الحال، فإن ذلك يأتي هذا في إطار رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية مع الدول المجاورة وتنويع الاقتصاد السعودي.
وفي الجانب الأمني، أكد الجانبان على ضرورة تعزيز التعاون الأمني نظراً للتحديات الأمنية المشتركة التي تواجهها المنطقة، بما في ذلك تهديدات الإرهاب وعدم الاستقرار السياسي.
وشملت المحادثات مناقشة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى التعاون في تدريب القوات الأمنية.
كذلك، اتفق الطرفان على تعزيز التعاون في مجالات تبادل المعلومات الاستخباراتية وتدريب القوات الأمنية، بالإضافة إلى التعاون في مجال الأمن السيبراني.
أما في الجانب السياسي والدبلوماسي، فقد تناولت المباحثات الأوضاع السياسية في المنطقة وسبل تنسيق المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وأكدت على أهمية التعاون الدبلوماسي في دعم الاستقرار الإقليمي والعمل على حل النزاعات بالطرق السلمية.
وكانت جهود التهدئة الإقليمية من أبرز محاور النقاش بين البلدين، حيث يسعى الطرفان إلى العمل المشترك على تخفيف التوترات في المنطقة، وتحديداً ما يجري في اليمن وسوريا وغزة.
تجري هذه المباحثات السعودية العراقية في ظل تطورات إقليمية متسارعة، وتأتي في وقت حساس تشهده المنطقة، لكن من جهته يسعى العراق، الذي يشكل محوراً مهماً في الاستراتيجية الإقليمية للمملكة العربية السعودية، إلى تعزيز دوره كلاعب رئيسي في استقرار المنطقة.
وأيضاً، من جانبها، تسعى السعودية إلى تعزيز التعاون مع العراق كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تهدئة التوترات وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
يشار إلى أن زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى بغداد تؤكد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين السعودية والعراق، في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة.
ويبدو أن هذه الزيارة ستشكل نقطة تحول في مسار التعاون الثنائي، بما يخدم مصالح البلدين ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ومن الجدير بالذكر، أن هذه المباحثات، تأتي ما بعد الزيارة التي أجراها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى العاصمة السعودية الرياض في 18 آب/أغسطس الجاري، والتي هدفت إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتنسيق فيما يخص القضايا الإقليمية والدولية، وبالأخص الملفات الساخنة في المنطقة.
اقرأ أيضاً: السعودية وكوريا الجنوبية.. العلاقات التجارية والاقتصادية تنتقل نحو مرحلة استراتيجية جديدة