تُشتهر منطقة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، بكونها مركزاً تاريخياً ودينياً بارزاً، وتعد زيارة المتاحف فيها تجربة فريدة من نوعها، إذ تتيح لزائريها فرصة استكشاف تحف ومقتنيات تعكس تطور المدينة عبر العصور المختلفة، بدءاً من تاريخ مكة وصولاً إلى مواضيع تشمل الكون والتاريخ الإنساني، فما هي أبرز متاحف مكة المكرمة التي تقدم تجارب ثقافية غنية؟
متحف مكة
هو أحد المعالم السياحية والثقافية البارزة في مكة المكرمة، والتي تعكس ماضي وحاضر المدينة المقدسة، إذ يُقدّم للزوار تجربة فريدة من نوعها في استكشاف تاريخ مكة المكرمة.
كان المتحف يُعرف سابقاً باسم “قصر الزاهر”، وقد تحول إلى متحف غني بالمقتنيات التي تسلط الضوء على الإرث التاريخي والديني للمدينة، من صور وتحف ومعروضات تتعلق بتعاليم القرآن والسنة النبوية الشريفة.
يضم المتحف مجموعة متنوعة من القاعات، يُخصص كل منها لموضوع معين، ومن بين القاعات، هناك قاعة مخصصة لعرض آثار المملكة العربية السعودية، بينما تحتوي القاعة الأخرى على معلومات قيمة حول التاريخ الطبيعي والجيولوجي لمنطقة مكة المكرمة، إلى جانب ذلك، يخصص المتحف قاعة لاستعراض تاريخ مكة قبل الإسلام.
اقرأ أيضاً: المتحف الوطني السعودي: وجهة سياحية تهديك عبق التاريخ
متحف برج الساعة
يقع متحف برج الساعة في الطوابق العليا من برج الساعة الشهير- أحد الهياكل المميزة في مكة -، ويتيح المتحف للزوار والسياح تجربة استثنائية تجمع بين العلم والثقافة، إذ تمنحهم الفرصة لاستكشاف عوالم الكون والأجرام السماوية، فضلاً عن الاستمتاع بإطلالة رائعة على المسجد الحرام.
يحتوي المتحف على أربعة طوابق، في الطابق الأول، يمكن للزوار مشاهدة ساعة مكة الشهيرة، التي تُعد رمزاً للمدينة، بينما يُخصص الطابق الثاني لجولة تعليمية تفاعلية حول أدوات قياس الوقت القديمة، بما في ذلك الأنظمة التقليدية التي استخدمت لتحديد الوقت اعتماداً على حركة الشمس والقمر.
وفي الطابق الثالث، يواصل المتحف رحلته التعليمية، إذ يركز على التعريف بالشمس والقمر والأرض، ويتناول مواضيع مهمة مثل الخسوف والكسوف والنشاط الشمسي، أما الطابق الرابع، فهو مخصص لاستكشاف الفضاء والنجوم والمجرات من خلال تقديم معلومات شاملة حول الكون، والاستمتاع بشرفة مطلة على منظر خلاب للحرم المكي والمناطق المحيطة به.
متحف أم القرى
من المتاحف الشهيرة في مكة المكرمة، يقع داخل قصر الملك عبد العزيز في منطقة الزاهر، ويُقدم مجموعة مميزة من التحف الفنية والأثرية التي تعود إلى عصور إسلامية متنوعة.
من المعروضات البارزة في المتحف، توجد مجموعة من الأدوات والأواني المعدنية التي يعود تاريخها إلى أواخر العصر العثماني، والتي تعكس حرفية الصاغة في تلك الفترة، كما يضم المتحف نقوشاً إسلامية متنوعة، بما في ذلك شواهد القبور والرسوم الصخرية.
اقرأ أيضاً: السعودية: متحف قصر خزام في جدة شاهد على أهم الأحداث التاريخية
متحف التراث الإنساني
يعد متحف التراث الإنساني الواقع في منطقة العزيزية بمكة المكرمة، وجهة ثقافية غنية تعكس الأحداث التاريخية والتراث السعودي والإنساني، يضم المتحف عشرة قاعات، كل منها مخصص لموضوع محدد، ففي قاعة الأزياء القديمة، يمكن للزوار أن يتعرفوا على الملابس التقليدية التي ارتداها سكان المنطقة على مر العصور، أما قاعة أسلحة الحرب، فتُظهر تطور الوسائل القتالية عبر الزمن، مُسلطةً الضوء على تاريخ الصراعات التي شهدتها المملكة.
وفي قاعة أدوات الطهي والفخاريات، تُعرض أدوات المطبخ التقليدية التي استخدمتها الأسر السعودية، وتتضمن القاعات أيضاً قسماً مخصصاً لأدوات الري والسقاية، ويُلقي الضوء على أهمية الزراعة والموارد المائية في تاريخ المملكة، وقد صُمِّمت هذه القاعات بطريقة تفاعلية، حيث تعرض المقتنيات في أماكن مخصصة (فاترينات) أو تُعرض على الرفوف أو تُعلق على الحائط.
متحف كنوز العملات
يُعد متحف كنوز العملات متحفاً نادراً في مجال العملات، إذ يضم مجموعة هائلة من العملات الإسلامية والعربية والأجنبية، متتبعاً عهودها ومراحل سكّها عبر سبع قاعات متميزة.
تبدأ القاعات بعرض عملات المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز -رحمه الله-، ثم تنتقل إلى قاعة خاصة بدول الخليج العربي، كما يُخصص المتحف قاعة لاستعراض العملات من الدولة العثمانية، إضافة إلى قاعة أخرى تحتوي على عملات ونقود نادرة ومميزة من مختلف دول العالم، ويُبرز المتحف أيضاً العملات الإسلامية والعربية، وكذلك القاعات الخاصة بالعملات الأوروبية والآسيوية والأمريكية.
ختاماً، تعد متاحف مكة المكرمة وجهة مثالية للراغبين في خوض تجربة ثقافية غنية، تأخذهم إلى عمق الثقافة والتاريخ الغني للمنطقة.
اقرأ أيضاً: معرض سيرها بنسخته العربية في أكتوبر