أشار السفير الكندي في السعودية، جان لينتو، إلى أن عدة شركات كندية في قطاعات متنوعة تبدي رغبة متزايدة في إنشاء مقار إقليمية لها في السعودية، بعضها تعمل في مجالات البنية التحتية والتكنولوجيا.
كما أكد السفير الكندي استعداد بلاده للتعاون مع الرياض لنقل التكنولوجيا الصحية، إضافة إلى عقد شراكات بحث وتطوير وبرامج تبادل ومشاريع مشتركة ذات طبيعة تجارية، بما يتماشى مع برنامج التحول الصحي ضمن رؤية 2030، موضحاً أن مشاركة 15 شركة كندية في معرض الصحة العالمي في الرياض الذي عُقدت فعالياته خلال أكتوبر الفائت، عكس الفرص الهائلة المتاحة للشراكات في هذا القطاع الحيوي، بحسب ما نقلته وسائل إعلام سعودية.
وكشف السفير الكندي أن زيارته إلى عسير خلال يوليو الماضي، عزز تحرك حكومة بلاده والشركات الكندية للاستثمار فيها، حيث تعد رابع أكبر منطقة اقتصادية في السعودية ووجهة سياحية متنامية، وتتمتع بتراث وثقافة غنية.
وأشار إلى أنه أجرى مناقشات مع المسؤولين في عسير، حيث وجد تجاوباً وتفاعلاً، في المناقشات حول الفرص الاستثمارية في مجالات كالتعليم والضيافة والسياحة والبنية التحتية.
وقال السفير الكندي، إن ثلاث شركات صحية كندية منتجة لأدوية السكري والسرطان والمكملات الغذائية، أسست مقاراً لها في السعودية.
والشركات الثلاثة هي (Apotex)، أكبر شركة أدوية كندية للأدوية المكافئة المنتجة لعقاقير السرطان والسكري وارتفاع الكوليسترول وضغط العين والدم، والشركة الثانية فهي (Health Espress) الرقمية التي تركز على الرعاية الصحية والمكملات الغذائية، والثالثة (BioAro)، المتخصصة في علوم الجينات وفحص الحمض النووي.
وتسعى الرياض وتورنتو إلى رفع حجم التبادل التجاري البالغ 12 مليار ريال خلال 2023، في ظل توقعات بأن يشهد ارتفاعات قياسية خلال الأعوام المقبلة، حيث تعد السعودية أكبر شريك تجاري ثنائي لكندا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقاً للسفير لينتو، الذي أشار إلى وجود 150 شركة كندية تعمل في السعودية في قطاعات رئيسية.
اقرأ أيضاً: رؤساء الدول يتوافدون للمشاركة بالقمة العربية الإسلامية في الرياض
العلاقات السعودية – الكندية
منذ أواخر مايو 2023 عادت العلاقات الدبلوماسية السعودية – الكندية، التي تمّ تعليقها في عام 2018، بناءً على مباحثات بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهندي.
وفي خطوة لاحقة، أعلن اتحاد الغرف التجارية السعودية إعادة فتح مسار التعاون الاقتصادي واستئناف النشاطات والفعاليات التجارية بين قطاعي الأعمال في المملكة وكندا، كما وقّع مذكرة تفاهم لتأسيس مجلس الأعمال السعودي- الكندي وتفعيل أعماله.
وجاءت المذكرة لتشكل بداية جيدة لدعم العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، بما يحقق مصلحة قطاعي الأعمال والاستفادة من الفرص الهائلة المتاحة في الاقتصاديين السعودي والكندي.
وفي أكتوبر الماضي، استضافت مدينة تورنتو الكندية، لقاء الطاولة المستديرة الذي نظمه مجلس الأعمال السعودي – الكندي، بحضور وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، وسفيرة المملكة في كندا آمال المعلمي، ورئيس مجلس الأعمال محمد بن ناصر آل دليم، وعدد من المستثمرين.
وخلال لقاء الطاولة المستديرة، افتتح مجلس الأعمال السعودي الكندي أول مكتب له في العاصمة تورنتو، لدفع مسار التعاون الاقتصادي بين الدولتين، في ضوء المهام المرسومة له، وتشمل زيادة التعريف بالفرص الاستثمارية، وتشجيع الاستثمارات والشراكات بين مجتمعي الأعمال، وإزالة المعوقات والصعوبات التي تواجه المستثمرين.
ويوفر مجلس الأعمال السعودي- الكندي منصة لرجال الأعمال السعوديين والكنديين للتعريف بمشاريعهم ونشاطاتهم وإقامة شراكات تجارية، فضلاً عن فتح مجالات نوعية جديدة للتعاون الاقتصادي وتسهيل التفاعل المستمر بين قطاعي الأعمال في البلدين، وتبادل المعلومات حول الفرص والأسواق وتنظيم المعارض والمؤتمرات وزيارات الوفود التجارية.
الجدير بالذكر، أن علاقات اقتصادية قوية تربط البلدين، فالسعودية هي أكبر شريك تجاري لكندا في الشرق الأوسط.
وتظهر بيانات الهيئة العامة السعودية للإحصاء أن حجم التبادل التجاري بين السعودية وكندا خلال الفترة 2008 – 2018، بلغ نحو 134 مليار ريال (35.7 مليار دولار)، حيث استوردت السوق السعودية سلعاً كندية بقيمة تقدر بنحو 60 مليار ريال (16.2 مليار دولار).
وبلغت صادرات المملكة إلى كندا عام 2019 وفقاً للهيئة العامة السعودية للإحصاء 9,430 مليون ريال، وكانت أهم السلع الوطنية المصدرة إليها: منتجات معدنية، منتجات كيماوية غير عضوية، ألمنيوم ومصنوعاته، لدائن ومصنوعاتها، فواكه، في حين بلغت قيمة واردات المملكة من كندا نحو 9,586 مليون ريال، وكانت أهم السلع المستوردة منها: سيارات وأجزاؤها، آلات وأدوات آلية وأجزاؤها، منتجات الصيدلة، أجهزة ومعدات كهربائية وأجزاؤها، وأجهزة طبية وبصرية وتصويرية.
ووفقاً لبيانات رسمية فإن السعودية كانت أكبر سوق لمنتجات كندا في المنطقة في 2021 إذ بلغ إجمالي قيمة تلك الصادرات 1.65 مليار دولار، كما أنها واحدة من أكبر الدول المستوردة للمعدات العسكرية الكندية.
كما تعد السعودية، ثاني أكبر مورد للنفط الخام إلى كندا، وبلغ في عام 2021 نسبة 15% من الواردات الإجمالية لكندا.
وفي عام 2022، صدّرت كندا 959 مليون دولار إلى السعودية، وكانت المنتجات الرئيسة التي صدّرتها كندا هي الدبابات والمركبات المدرعة (545 مليون دولار)، والأدوية (58.4 مليون دولار)، ولحوم الأبقار (21.3 مليون دولار)، وصدّرت السعودية 2.5 مليار دولار إلى كندا، وكانت المنتجات الرئيسة هي النفط الخام (2.38 مليار دولار)، وطلاء الألمنيوم (57.7 مليون دولار)، وأنابيب الحديد (10.4 مليون دولار).
وبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وكندا 16 مليار ريال، محققاً نمواً بنسبة 8.3 % في عام 2022.
وبلغت صادرات كندا إلى السعودية 1.59 مليار دولار خلال عام 2023، وفقاً لقاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة الدولية (COMTRADE)، وصادرات السعودية إلى كندا 94.44 مليون دولار.
اقرأ أيضاً: السعودية تعتزم إطلاق مشروع جديد للذكاء الاصطناعي