يرتبط العلم الوطني عند الشعوب كافة بعدد من القيم والمعاني السامية، التي يلخصها الانتماء وحب الوطن، وحرصاً من المعنيين على هذه الرمزية السامية، ونقلها للأجيال تزامنت احتفالات العيد الوطني في 23 من سبتمبر بإعلان محظورات رفع العلم في اليوم الوطني.
ولاشك أنّ اليوم الوطني مناسبة يعبر من خلالها أفراد المجتمع السعودي عن عمق انتمائهم، ومدى إخلاصهم وتفانيهم في إعلاء شأن الأمة وعلمها، إذ تنشط الفعاليات المختلفة الرسمية وغير الرسمية في المشاركة بإحياء هذا اليوم العزيز عليهم، والذي تتصادف هذا العام الذكرى الـ 94 له، ومناسبة الاحتفال إعلان قيام المملكة العربية السعودية، بعد توحيد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أجزاء الدولة السعودية لتتخذ شكلها الحالي.
ومن رمزية العلم عبر التاريخ أنه يرفع في أرض المعركة معلناً عن الطرف المنتصر، وفي المقابل أي تنكيس للعلم خلال المعركة، هو اعتراف صريح بالهزيمة، لذا يحرص المقاتلون في جبهات القتال على رفع علم بلادهم وتثبيته في نقاط السيطرة بحالات التقدم العسكري.
ولأنّ للعلم رمزية كبيرة في حياة المواطن السعودي، حرصت وزارة الداخلية السعودية على إصدار عدد من الإرشادات والمحظورات، بينت فيها طريقة التعامل أثناء احتفالات اليوم الوطني، مع رفع العلم السعودي.
في البداية طلبت الوزارة من المواطنين الراغبين بالاحتفال ورفع العلم السعودي، الحرص على أن يكون العلم جديداً، بألوان واضحة، وألا يكون بأية حالة سيئة تحول دون ظهوره بالأنفة والعزة التي ترتبط به، وفي حال كانت حالة العلم عكس ما ذُكر، يتوجب على الجهة صاحبة العلم إتلافه وعدم استخدامه تحت أي ظرف.
كما لفتت الوزارة في تعليماتها إلى ضرورة تخزين العلم في مكان جيد، يمنع وقوع أي تلف أو ضرر على قماشه، أو حتى يتسبب في اتساخه، ومن محظورات رفع العلم التي ذكرتها وزارة الداخلية، ألا يستخدم العلم لأغراض الترويج التجاري، أو دعم علامة تجارية معينة تحت طائلة المسؤولية للجهة التي تقوم بمثل هذه الممارسات.
ومن المحظورات أيضاً عدم استخدام الحيوانات أو أجسادها لرفع العلم أثناء الاحتفالات، كما لا يحق للمحتفل لف العلم وتثبيته على ساريته، بل يجب أن يظل العلم بحالة وقوف وحراً في الحركة، وينبغي التعامل معه بكامل الاحترام، ومن المحظورات المشددة في هذا الإطار، أنه لا ينبغي استخدام العلم بوصفه قماشاً عادياً، للتغطية والربط والحمل، وأنّ من يلجأ لمثل هذه الممارسات سيكون في صدد ارتكاب مخالفة قانونية كبيرة.
ومما جاء في البيان الوزاري، تحريم أي كتابات على العلم، من عبارات وشعارات ورسومات، كما يمنع وضع أي إضافات للعلم منعاً باتاً، أو أية صورة أو ملحقات.
وحذرت وزارة الداخلية المواطنين، من استعمال العلم بأي طريقة قد تهينه، أو ربما تعرضه للتلف، فعلى سبيل المثال يجب ألا يلجأ المواطن إلى طباعة العلم على المنتجات التي يعلم أنه سيتخلص منها، أو أنها قابلة للتلف، ولفت بيان الداخلية أيضاً إلى ضرورة الحذر بشأن رفع العلم بصورة صحيحة، لا أن يكون مقلوباً تحت أي ظرف، وأنه ينبغي التأكد من اتجاه العلم قبل حمله.
ومن المحظورات أيضاً، عدم تنكيس العلم لأي سبب كان، وعدم وضعه على ما هو منخفض، كالأرض أو الماء أو الطاولة.
ولفتت الداخلية إلى أن العلم الخاص بخادم الحرمين الشرفين لا تنظبق عليه محظورات وضع الشعار، ومن الجائز رفعه، لكن فيما عدا ذلك لا يتوجب وضع أي إضافة أو شعار للعلم، ويتميز علم خادم الحرمين الشرفين، بوجود سيفين متقاطعين تعلوهما نخلة في الزاوية الدنيا المجاورة لسارية العلم.
اقرأ أيضاً: اليوم الوطني السعودي يتحول إلى مناسبة غامرة
ويتميز علم المملكة العربية السعودية، بحمله لعدد من القيم والدلالات، التي ترتبط بالتوحيد والقوة والعدل والنماء والرخاء، ويحظى بتقدير كبير على امتداد دول العالم الإسلامي، لأنه يرمز إلى الدولة التي تتولى شؤون الحرمين الشريفين، وعلى الصعيد الدولي تعتبر المملكة راعياً لقيم العدل والاحترام المتبادل ورعاية الجانب الإنساني.
وفي الختام لابد من الإشارة إلى تفاصيل العلم السعودي، فاللون الأخضر يرمز إلى الرخاء ويعبر عن خيرات المملكة، ويشير السيف إلى القوة وعلو المكانة المقترنة بالحكمة، أما الشهادتان فهي رسالة الإسلام والسلام لكل العالم، وتم إقرار الشكل الحالي للعلم في 11 مارس 1937، ومنذ ذلك الوقت يجسد هذا العلم هوية السعودية في المحافل الدولية وعلى أرض الوطن، كرمزٍ للعز والفخار، وقبلة للسلام والحكمة.
اقرأ أيضاً: