تشهد المملكة العربية السعودية تقدماً ملموساً في تبني التقنيات المتطورة وتطبيق استراتيجيات التخطيط الحضري الذكي، وهو ما أهّلها لترسيخ مكانتها على خارطة “المدن الذكية” العالمية للعام 2023.
الرياض: عاصمة الذكاء الحضري العربي
مدينة الرياض، قلب السعودية النابض، تفخر بتحقيقها للرتبة الـ30 على مؤشر المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD)، مما يؤكد طموحها واستراتيجياتها الحكيمة في تعزيز جودة الحياة.
تُعتبر الرياض نموذجًا يُحتذى به في تبني التقنيات الذكية والتخطيط الاستشرافي للمستقبل، حيث نجحت في الحفاظ على موقعها كثالث أذكى مدينة عربية، وذلك وفق تقرير المعهد لعام 2023.
مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة
لأول مرة، تنضم كل من مكة المكرمة كل من مكة المكرمة، وجدة، والمدينة المنورة إلى قائمة مؤشر الـIMD الشهير.
تميزت تلك المدن بتصنيفات تفوق التوقعات؛ حيث احتلت مكة المكرمة المرتبة 52 وجدة المرتبة 56، بينما حصلت المدينة المنورة على المرتبة 85 عالميًا.
هذا الإنجاز يعكس التزام السعودية بتطوير مدنها وفق أحدث المعايير العالمية في التخطيط الحضري الذكي.
استراتيجيات تطوير المدن الذكية السعودية
يعتمد مؤشر الـIMD بشكل أساسي على دراسة تجارب وإدراك السكان لقيمة التقنيات الذكية في حياتهم اليومية. يُقيم هذا المؤشر قدرة التكنولوجيا على تحسين نوعية حياة الناس ويبرز نهج التطوير الذي يركز على تحقيق أكبر فائدة للإنسان. تُظهر هذه التصنيفات نجاح السعودية في تحقيق توازن فعّال بين الأبعاد الاقتصادية والتقنية والبشرية.
مستقبل المدن السعودية
تعاون معهد البيانات والذكاء الاصطناعي وتأثير الرقمنة على التنمية الحضرية
التصاعد البارز في تصنيف المدن السعودية يُعزى إلى الجهود المشتركة بين مختلف الجهات الحكومية، بما في ذلك دور المنصة الوطنية للمدينة الذكية التي أسستها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا).
تشير هذه الجهود إلى نهج إستراتيجي متكامل يُعنى بتعزيز جودة الحياة وتمكين المجتمعات عبر إدخال أحدث الأنظمة التكنولوجية الذكية.
إن الطفرة التي تشهدها المدن السعودية في مجال التحول الرقمي والحضري تُعد دليلاً على الخطى الثابتة التي تمضي بها نحو مواكبة ركب المستقبل، وذلك بفضل رؤية المملكة 2030 واستراتيجيات التنمية المستدامة التي تجسّدها بتميز واقتدار.