تعتبر مدينة الملك عبدالله الطبية في مكة المكرمة، إحدى أبرز المؤسسات الصحية الرائدة في والمملكة العربية السعودية، حيث تجمع بين التخصصية الدقيقة والتقنيات الطبية المتقدمة، لتقديم رعاية صحية شاملة للمواطنين والمقيمين وزوار البيت الحرام من حجاج ومعتمرين.
تأسست هذه المدينة الطبية عام 2008 كجزء من رؤية المملكة الهادفة إلى تطوير البنية التحتية الصحية، وتضم أكثر من 1500 سرير، مما يجعلها واحدة من أكبر المدن الطبية في المنطقة الغربية وأكثرها تطوراً.
لماذا مدينة الملك عبدالله الطبية؟
منذ تأسيسها، حظيت مدينة الملك عبدالله الطبية بسمعة طيبة بفضل مراكزها التخصصية التي تغطي مجموعة واسعة من الاحتياجات الطبية، ويأتي مركز القلب في صدارة هذه المراكز، حيث يقدم خدمات تشخيصية وعلاجية متكاملة، بدءاً من قسطرة القلب ووصولاً إلى الجراحات المعقدة، مدعوماً بوحدات عناية مركزة مجهزة بأحدث التقنيات.
ولا يقل مركز الأورام أهميةً، إذ يعتبر الأول من نوعه في المنطقة الغربية، ويوفر برامج متخصصة تشمل العلاج الكيميائي والإشعاعي، مدعومةً بفريق طبي ذي خبرة عالمية، مما يجعله مرجعاً أساسياً لعلاج السرطان في المملكة.
ولا تقتصر تميزات مدينة الملك عبدالله الطبية على التخصصات الطبية التقليدية، بل تمتد إلى مراكز فريدة، مثل مركز العلوم العصبية، الذي نجح مؤخراً في إجراء عمليات جراحية دقيقة باستخدام تقنيات المنظار المتطورة.
فعلى سبيل المثال، تمكن الفريق الطبي بالمدينة من استئصال غضروف ضاغط على الأعصاب في الفقرات العنقية لمريضة عبر فتحة جلدية صغيرة لا تتجاوز السنتيمتر، مما قلل فترة التعافي وحافظ على سلامة الأنسجة المحيطة، ويؤكد هذا النجاح التزام المدينة بتوظيف الابتكارات الطبية لتحسين جودة الحياة.
إلى جانب الخدمات العلاجية، تحرص مدينة الملك عبدالله الطبية على تعزيز الجانب الوقائي عبر شراكات مجتمعية وبرامج توعوية، مثل التنسيق مع الصحة المدرسية لنشر الوعي الصحي بين الطلاب.
كما تضم المدينة إدارات متخصصة في التدريب الصحي والتعليم المستمر، مما يجعلها منصةً لبناء الكوادر الطبية المؤهلة.
اقرأ أيضاً: دراسة طبية سعودية الأعلى تأثيراً لعام2024
إنجازات المدينة الطبية
حصلت مدينة الملك عبدالله الطبية على اعتماد “سباهي” للمرة الثانية، واعتماد اللجنة الدولية المشتركة (JCI) للمرة الثالثة، إلى جانب فوزها بجائزة الملك عبدالعزيز للجودة (المستوى الذهبي)، مما يؤكد التزامها بمعايير الجودة العالمية.
وفي سياق التحول الرقمي، حققت المدينة الطبية إنجازاً نوعياً بحصولها على التصنيف المستوى السادس (HIMSS EMRAM Stage 6) لنظم الملف الصحي الإلكتروني، مما يجعلها رائدة في توظيف التكنولوجيا لتعزيز سلامة المرضى.
كما تم اعتمادها كمستشفى مرجعي للاستجابة للطوارئ النووية والإشعاعية، وهو ما يؤكد جاهزيتها لمواجهة التحديات غير التقليدية.
أما على صعيد الخدمات التشغيلية، فقد نجحت المدينة في تطوير نماذج رعاية مبتكرة، مثل نظام “التنويم بنفس يوم العمليات” لمرضى القلب، الذي ساهم في خفض مدة الإقامة ورفع الكفاءة التشغيلية، وهذا التوجه نحو التحسين المستمر جعل منها وجهةً للمرضى الذين كانوا يسافرون سابقاً للعلاج خارج المملكة، مما يخفف العبء المادي والمعنوي على الأسر.
اقرأ أيضاً: السعودية: ماذا تعرف عن شركة النهدي الطبية وخدماتها؟
نموذج ناجح
تمثل مدينة الملك عبدالله الطبية نموذجاً ناجحاً للتميز الصحي في المملكة، حيث تجمع بين البنية التحتية المتطورة والكوادر المؤهلة والرؤية الاستباقية، وبفضل موقعها الاستراتيجي بالقرب من المشاعر المقدسة، تعتب هذه المدينة شاهداً على التزام المملكة بتقديم رعاية صحية راقية تلبي احتياجات المجتمع المحلي وتستوعب الزوار من كل أنحاء العالم.