في أقصى الجنوب الغربي من المملكة، تقع مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية كمشروع استراتيجي طموح، يجد مكانه ضمن مشاريع أخرى تخدم رؤية السعودية في تنويع مصادر الاقتصاد وتعزيز التنمية الإقليمية. هذه المدينة، التي عُرفت سابقاً باسم «جازان الاقتصادية»، تحاول أن تكون أكبر من مجرد مجمّع صناعي، وأن تحجز لنفسها موقعاً في الرؤية الملكية التي أعلنت للمرة الأولى عام 2006، وذلك على لسان الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.
منذ ذلك الحين، تتولى «الهيئة الملكية للجبيل وينبع» مسؤولية الإشراف على تطوير المدينة، في مسعى لتحويلها إلى مركز صناعي متكامل يجذب الاستثمارات الكبرى ويخلق فرصاً نوعية للسعوديين في أحد أكثر المناطق وعداً بالنمو في المملكة.
يعتبر موقعها من المواقع الاستراتيجية لإطلالتها على شواطئ البحر الأحمر من جهة الغرب. توقع هذه المدينة العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم للنهوض بالاقتصاد السعودي كان آخرها مع شركة “شاندونج سيهيسهون للتغذية المحدودة Shandong Seahisun Agriculture & Husbandry Group Co. LTD”.
موقع مدينة جازان
تقع المدينة الاقتصادية على شاطئ البحر الأحمر على بعد 66 كم من مدينة جازان إلى الشمال، و20 كيلو من محافظة بيش غرباً.
مساحتها تقدر بـ 103 كم مربع ولها ساحل بطول 11,5 كم، حيث تقع بمحاذاة أهم طريق شحن على البحر الأحمر. ومما لا شك فيه أن قربها من المطار الدولي الجديد الواقع على بعد 66 كلم نحو الجنوب، هذا ما يزيد من سهولة الوصول إليها.
اقرأ أيضاً: القلب النابض إنجاز طبي على مستوى منطقة جازان
اتفاقية مدينة جازان مع الشركة الصينية
وفي إعلان للهيئة الملكية للجبيل وينبع، وقعت مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، مذكرة تفاهم مع شركة “شاندونغ سيهيسهون للتغذية المحدودة”، ضمن إطار تعزيز ودعم تطوير قطاع صناعات الأغذية في المدينة، وتسهيل استثمارات الشركة، هذا بدوره ما سينعكس إيجاباً على اقتصاد المدينة وبالتالي اقتصاد المملكة.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، سيتجاوز حجم استثمار الشركة 100 مليون ريال، مع إنشاء مصنع في منطقة البروتين الحيواني بجازان لصناعة اللحوم والدواجن، وبحجم تصدير يفوق الـ50 ألف طن بشكل سنوي.
وتم توقيع هذه المذكرة على هامش منتدى “الأعمال السعودي- الصيني” في مدينة بكين الصينية، عبر زيارة وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن الفضلي الرسمية إلى جمهورية الصين الشعبية، ضمن إطار تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في قطاعات عديدة كالبيئة والمياه والإنتاج الغذائي، إلى جانب مناقشة وبحث الفرص المتاحة لزيادة الصادرات بين البلدين، وتسويق المنتجات السعودية في الأسواق الصينية، مما سينعكس على اقتصاد المملكة وينعشه.
اقرأ أيضاً: اتفاقيات بـ 10 مليارات دولار بين السعودية وإيطاليا
اتفاقيات مشابهة وقعتها جازان
وقعت مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية العديد من الاتفاقيات المحلية بقيمة تجاوزت المليار ريال، من أجل تعزيز النمو الاقتصادي والتنموي في منطقة جازان.
بحسب وكالة الأنباء السعودية، شملت الاتفاقيات الاستثمارية، اتفاقيات صناعية مع كل من: شركة مصنع المملكة للإطارات: وذلك بتخصيص مساحة بإجمالي 625 ألف متر مربع وبحجم استثماري يبلغ 1,2 مليار ريال، شركة مصنع المصدر للمصاعد: بمساحة إجمالية تبلغ 1,71 ألف متر مربع وحجم استثماري بلغ 6,5 مليون ريال، شركة بلت ومجموعة آل هادي ورمز العروبة لإنتاج الخرسانة: بمساحة إجمالية 63,33 ألف متر مربع.
والهدف من هذه الاتفاقيات، توطين صناعة الإطارات، ودعم صناعة الأغذية عبر إنشاء مصانع متخصصة، إلى جانب تطوير الخدمات السياحية وتحسين المرافق العامة في المدينة.
إضافة لتوقيع سبع مذكرات تفاهم في عدد من المجالات الصناعية والبتروكيماوية، مع الخدمات اللوجستية، من أبرزها مذكرة التفاهم الثلاثية بإشراف الهيئة الملكية للجبيل وينبع مع شركة صلب ستيل وشركة أسمنت المنطقة الجنوبية، الهدف منها التعاون في تسويق مادة الـ SLAG واستخدامها كمادة أساسية في صناعة الأسمنت، ما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وإنتاج مواد صديقة للبيئة.
فهذه المدينة هي إحدى المنجزات التي تعتبر محور هام من محاور النمو والتطور ضمن المحركات المستقبلية لاقتصاد المملكة، لما تضم من مشروعات عملاقة، هدفها التنمية وتوفير الفرص الوظيفية النوعية التي تغطي حاجة السوق، والعمل على المزيد من الاستثمارات النوعية إلى منطقة جازان، مع تنمية القطاع الصناعي، وإيجاد قطاع قائم على التقنية والابتكار والثورة الصناعية الرابعة.
ختاماً، مدينة جازان البوابة الجنوبية للمملكة نحو العالم، بحكم موقعها الجغرافي يمر من خلالها 13% من حجم التجارة العالمية، وبناء عليه تم اختيار هذه المدينة لتحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030 بتحقيق التنوع الاقتصادي وخلق فرص العمل.
اقرأ أيضاً: تعرّف على الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية ودورها في توطين الصناعات الغذائية