حددت هيئة الصحة العامة (وقاية) معدل السكر التراكمي في مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري من 5.7% إلى 6.4%، وذلك تزامناً مع الأسبوع الخليجي للسكري خلال الفترة ما بين 8- 14 نوفمبر الجاري.
وأوضحت الهيئة أن معدل سكر الصيام خلال مرحلة ما قبل السكري يكون من 100 إلى 120، أما معدل السكر في الدم بعد الأكل بساعتين فيكون 140 مجم/ ديسيلتر – 199 مجم/ ديسيلتر، مؤكدة ضرورة عمل تحليل لمستوى السكر في الدم كل عام إلى عامين للأشخاص في سن 35 عاماً فأكثر، لأن المريض خلال مرحلة ما قبل السكري قد لا يعاني أو يلاحظ أي أعراض.
وأكدت هيئة الصحة العامة وأكدت الصحة السعودية أن الشخص لا يصاب بمرض السكري من النوع الثاني تلقائياً إذا كان مصابًا بمرحلة ما قبل السكري، إذ يمكن للعلاج المبكر أن يعيد مستويات السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي، وهو ما يحتم ضرورة الحفاظ على وزن صحي، تكون فيه كتلة الجسم بين 18.5- 24.9، وممارسة النشاط البدني يومياً لمدة 30 دقيقة خلال 5 أيام في الأسبوع، إضافة إلى الابتعاد عن التدخين.
وأشارت الهيئة إلى أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وتجنب السكريات والمشروبات المحلاة، يفيد في الوقاية من السكري من النوع الثاني، كما يحافظ على مستوى السكر الطبيعي في الجسم.
ونوهت الهيئة إلى أن معدل السكر في الدم في مرحلة ما قبل السكري؛ يكون أعلى من الطبيعي، ولكن ليس للدرجة التي تكفي للتشخيص بالسكري من النوع الثاني، وهو ما يزيد من احتمال الإصابة بالمرض.
اقرأ أيضاً: الصحة السعودية: من حقوق المرضى معرفة فريق علاجهم الطبي
وزارة الصحة السعودية عرفت مرض السكري بالحالة التي تصيب الأشخاص قبل إصابتهم بداء السكري من النوع الثاني، ويساعد اكتشافه وعلاجه المبكر على استعادة مستوى السكر الطبيعي، ومنع الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وتتعدد أنواع السكري بين السكري من النوع الأول الذي يعاني فيه المريض من نقص إفراز الأنسولين أو عدم إفرازه نهائياً بسبب تلف في خلايا بيتا في البنكرياس مما يجعل المريض بحاجة للحصول على أنسولين من مصدر خارجي مدى الحياة.
أما السكري من النوع الثاني فهو مقاومة الجسم لتأثير الانسولين، أو أن خلايا بيتا لا تنتج ما يكفي منه، في حين تعرف سكري الحمل بأنه تغير في نسبة السكر بالدم، تم تشخيصه لأول مرة أثناء الحمل، سواء استمر بعد الولادة أم لم يستمر.
وحددت وزارة الصحة السعودية العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بمرحلة ما قبل السكري، بأن يكون الشخص بعمر 45 عاماً أو أكبر، ويعاني من زيادة الوزن، ولا يمارس النشاط البدني، وأن يكون مصاباً بارتفاع ضغط الدم، أو تناول دواء لارتفاع ضغط الدم، أو بانخفاض في نسبة الكوليسترول “النافع”، أوب ارتفاع الدهون الثلاثيةـ، أو الإصابة بمرض السكري أثناء الحمل، أو بمتلازمة تكيس المبايض.
وفي جهودها المستمرة للتوعية بمرض السكري أطلقت الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء خلال سبتمبر الماضي المؤتمر الدولي الرابع حول مستجدات أمراض السكري والغدد الصماء، كمنصة علمية لتبادل المعرفة بين الخبراء والمتخصّصين والباحثين والأطباء المحليين والدوليين، والإضاءة على أحدث الأبحاث والابتكارات العلمية في مجال السكر والغدد الصماء، وفتح آفاق جديدة لعلاج هذه الأمراض والوقاية منها.
اقرأ أيضاً: الإقامة المميزة ل 2600 من الكفاءات الاستثنائية بالصحة
وتشير الإحصائيات إلى انتشار السكري في السعودية بنسبة 17.6% مع بداية 2024، مع توقعات بزيادة هذا العدد الي 18.20% بحلول عام 2026، إذ ارتفع معدل انتشار مرض السكري في المملكة العربية السعودية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، من 15.80% عام 2016 إلى 17.60% عام 2024.
كما نشرت بعض الدراسات المذكورة في وثيقة الاستراتيجية الوطنية لداء السكري نسباً عن الإصابة بمضاعفات داء السكري، وتشمل: الاعتلال العصبي بنسبة 82% من المصابين، واعتلال الشبكية 31%، واعتلال الكلية 32%، ومضاعفات القدم 3.30%، وقرح قدم داء السكري بنسبة 2.05%، وبتر الأطراف 1.06%، إضافة إلى الغرغرينا بنسبة 0.19% من المصابين.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية توفي 5.1 مليون شخص حول العالم عام 2019، و7.6 مليون عام 2021 بسبب مرض السكري، وتشير التقديرات إلى أن 537 مليون شخص مصاب بمرض السكري، وبحلول عام 2045، سيرتفع هذا العدد إلى حوالي 783 مليون على مستوى العالم.
ويعتبر داء السكري أحد الأسباب الرئيسية للعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى، وهوما يستوجب رفع مستوى الوعي حول تأثير داء السكري في المجتمع، وتشجيع التشخيص المبكر، ودعم المتضررين.
اقرأ أيضاً: ملتقى الصحة العالمي 2024 بالرياض: استثمر في الصحة