اكتشفت شركة أمريكية دواء جديد يؤخر أعراض مرض الزهايمر، عن طريق إصلاح الخلايا العصبية المسببة لمرض الزهايمر.
إذ يمكن إصلاح هذه الخلايا عن طريق بروتين يسمى كيبرا KIBRA, وهو بروتين يتشكل في نقاط الاشتباك العصبية، وأكدت أن معظم المصابين بمرض الزهايمر يفتقرون لهذا البروتين.
كما قاس فريق البحث مستويات بروتين “كيبرا” في السائل النخاعي لدى المرضى، واكتشفو أن زيادة مستوياته في السائل النخاعي يتزامن مع نقصه في الدماغ.
كما لوحظ الارتباط الوثيق بين زيادة مستويات بروتين “تاو” وزيادة مستويات بروتين “كيبرا” في السائل النخاعي، مما يؤكد إمكانية استخدام بروتين “كيبرا” كمؤشر حيوي للخلل العصبي والتدهور المعرفي لدى المرضى.
جاءت تسمية مرض الزهايمر نسبةً إلى مكتشفها ألويس ألزهايمر، الذي لاحظ في عام 1906 تغيرات في أنسجة مخ امرأة توفيت بأعراض، كان من بينها فقدان الذاكرة ومشاكل في اللغة، وانطوت أغلب الأبحاث الطبية في السنوات العشرة الماضية عن مرض الزهايمر على تأخير الأعراض وليس العلاج والشفاء التام.
يعد مرض الزهايمر من أكثر الأمراض شيوعاً لدى الناس بين 50 إلى 90 عاماً، إذ يمكن التنبؤ به في عمر 60 عاماً كما تشير الدراسات، والذي يبدأ نتيجة تشكل مادة لزجة تدعى بيتا أميلويد تستقر بين الخلايا العصبية للدماغ وبالتالي تمنعها من القيام بمهامها.
معظم الدراسات والأبحاث كانت عن طرق تأخير أعراض مرض الزهايمر ومنها طريقة لإزالة مادة أميلويد من الخلايا العصبية.
اقرأ أيضاً: الصحة السعودية: من حقوق المرضى معرفة فريق علاجهم الطبي
وفي دراسات سابقة، توصلت الأبحاث في المملكة المتحدة إلى عقارين لإبطاء أعراض مرض الزهايمر عن طريق إزالة المادة اللزجة أميلويد من خلايا الدماغ، إذ تشكل هذه المادة لويحات بين خلايا الدماغ التي تعد إحدى الدلائل الواضحة للإصابة بمرض الزهايمر.
ثم قامت شركة إيلي ليلي لأبحاث وتطوير علم الأعصاب باختراع دواء يدعى Donanemab تم تطبيقه على 1734 من مرضى الزهايمر في المراحل الأولى للمرض، تم إعطاءهم الدواء بشكل شهري، وتلخصت النتائج بتباطؤ أعراض المرض لدى 29% من المرضى عامةً، و35% لدى مجموعة من المرضى أعتقد الباحثون أنهم أكثر استجابة من غيرهم.
ومع ذلك كان هناك آثار جانبية لهذا الدواء، إذ تم اكتشاف تورم بسيط في الدماغ دون وجود أعراض لهذا التورم، مع نزيف دماغي بسيط، إلا أنه 6, 1% أصيبوا بتورم دماغي خطير، وتوفى اثنان مباشرة بعد تلقيهم العلاج، ثم تلاه وفاة متطوع آخر بعد هذه الحالة.
وفي عام 2020 قامت فرنسا بإنشاء قرية مخصصة لمرضى الزهايمر على خطى قرية الخرف في هولندا، لتساعد فيها المرضى على مواصلة حياتهم بطريقة طبيعية إلى حد ما، تحت إشراف الرعاية الطبية.
أعلن العلماء في عام 2019 أن فحوص الدم قد تحدد على نحو دقيق نوعاً ما الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض الزهايمر، عن طرق قياس مستويات الأميلويد في الدم، وبالتالي زيادته في الدم تعني نقصه في الدماغ.
اقرأ أيضاً: مرض الثلاسيميا علاج جيني مبتكر يفتح آفاقاً جديدة
وفي عام 2022 أظهرت دراسة شاركت فيها ثماني دول من بينها بريطانيا وأمريكا وفرنسا وأستراليا أن هناك 75 جيناً مسؤولاً عن الإصابة بمرض الزهايمر، وتم إدراج 42 منها لأول مرة ضمن قائمة مسببات المرض.
كما حذر الباحثون أنه أولى علامات مرض الزهايمر هو عدم القدرة على تحديد الطريق المناسب، إذ قاموا بتجربة على عدد من الأشخاص في عمر الأربعين عن طريق الواقع الافتراضي، ووضعوهم في طريق ليصلوا إلى أسطوانات تختفي بمجرد وصلوهم لها، ثم العودة إلى مكان البدء.
تم الكشف عن طريق هذه التجربة أن الأشخاص الذين لم يستطيعوا تحديد طريق العودة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر من غيرهم.
باختصار، معظم الأدوية التي يتم التوصل لها يمكن أن تفيد المصابين بمرض الزهايمر في مراحله الأولى، ويمكن أن تبطئ أعراضه وليس الشفاء منه.
اقرأ أيضاً: زراعة الأعضاء في السعودية.. الأمل الجديد للمرضى