تتجلّى قضية فلسطين في عمقها الإنساني كواحدة من أكثر القضايا إلحاحاً في العالم، إذ لا تزال تداعيات الاحتلال مستمرة بكل ما تحمل من آلام وجراح وتهجير منذ أكثر من 70 عاماً، وفي خضم الأحداث الدامية التي تعيشها المنطقة حاليّاً، بما فيها ما يجري في غزّة والجنوب اللبناني، تبرز مجدداً انتهاكات سلطات الكيان الإسرائيلي التي تهدد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بأرضه، فقد اتخذت قراراً بمصادرة الأرض التي تحتضن مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في القدس.
وفي إطار تفاعلها مع القرار الإسرائيلي، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً قوياً تعبر فيه عن إدانتها لقرار مصادرة الأرض وتحويلها إلى بؤرة استيطانية.
وأكدت الخارجية في بيان لها على رفض المملكة لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية الفاضحة للقوانين والقرارات الدولية، وللاستهدافات السياسية والعسكرية المنهجية لأجهزة الأمم المتحدة ومنظماتها الإغاثية، الأمر الذي يعرض حياة العاملين في تلك المؤسسات للخطر، كما أعربت عن دعمها للأونروا في مهمتها الإنسانية لخدمة اللاجئين الفلسطينيين.
اقرأ أيضاً: حل الدولتين محور لقاء سعودي إسباني بمدريد
وفي السياق ذاته، حذرت قطر من استمرار الحملة الإسرائيلية المستمرة ضد الوكالة، والتي تهدف إلى تفكيكها وحرمان اللاجئين من الخدمات الضرورية، إضافة إلى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة، الذي يكفله القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك القرارين 194 و237.
وأعادت قطر تأكيد دعمها الكامل لوكالة الأونروا في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، مشدّدة على موقفها الثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود العام 1967.
اقرأ أيضاً: لقاء سعودي قطري لتعزيز الأمن الإقليمي والتعاون المشترك
ومنذ بداية الصراع في غزة، لعبت المملكة العربية السعودية دوراً رئيسياً في دعم القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى مساهمتها في الجهود الدولية الرامية لوقف الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية هناك.
وعلى المستوى الدولي، اتخذت المملكة خطوات دبلوماسية بارزة لوقف القتال في غزة، ومن أبرز تلك الخطوات كان إعلان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عن «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» من نيويورك، هذا التحالف الذي جاء نتيجة لجهود المملكة في تعزيز الدعم الدولي لإقامة دولة فلسطينية.
ولم تقتصر المملكة العربية السعودية على تقديم الدعم من خلال المواقف السياسية فحسب، بل قدمت أيضاً دعماً مالياً ملموساً في مجالات متعددة، وأشاد السفير الفلسطيني لدى السعودية، باسم الآغا، بالدعم المالي الشهري الذي تقدمه المملكة، مشيراً إلى أنه يساهم في تحسين الظروف الإنسانية في غزة.
اقرأ أيضاً: دعم المملكة العربية السعودية لنشر قوة دولية في غزة: تأكيد على السلام والاستقرار
وأوضح السفير الآغا أن هذا الدعم المالي يُخصص لميزانية السلطة الفلسطينية، مما يساعد كلاً من غزة والضفة الغربية والقدس. وأكد أن أحد الجوانب البارزة لدعم السعودية هو تأييدها لوكالة “الأونروا”، التي توفر خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين.
هذا وكان الأمير محمد بن سلمان قد أكّد في وقت سابق أن السعودية لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مشدّداً على ضرورة تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضاً: غزة تتصدر ملفات اجتماع وزاري سعودي