الجمل عبر العصور، رحلة ينظمها 54 عملاً في معرض للجمل، يعكس فيها الجمل كموروث ثقافي وتراثي للمجتمع السعودي، وجسدت لوحات المعرض الجمل عبر العصور لترضي فضول المهتمين في الجمل والراغبين بالتعرف على تاريخه تزامناً مع عام الإبل في السعودية.
وكان قد أطلق مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء” بالتعاون مع شركة ليان الثقافية، معرض “الجمل عبر العصور”، الذي يتضمن 54 عملاً فنياً لـ 38 فناناً محلياً وعالمياً داخل متحف إثراء، ويستمر حتى1 نوفمبر 2024، وذلك في مقر المركز بالظهران.
وأكد القائمين على المعرض أن مركز الملك عبد العزيز تتابع جهود وزارة الثقافة في المساهمة في تعزيز الهوية الوطنية، ونشر المعرفة والوعي حول الجمل الذي يعد مخلوق أيقونة في الثقافة السعودية، كما أكد القائمين أن معرض الجمل جسد حركة الإبل في الصحراء ومعيشة الإنسان العربي القديم وتوافقه مع الإبل.
وأوضحت مديرة البرامج في “إثراء” نورة الزامل أن معرض “الجمل عبر العصور” يرتبط بعوالم الفن التشكيلي الذي له قدرة هائلة على استنطاق العديد من الرموز الثقافية النابضة، عبر منحوتات ولوحات فنية قادرة على محاكاة مراحل تاريخية متعددة تصل إلى وقتنا الحالي، مشيرة إلى أن المعرض يرتكز على جانب سرديات الأفراد والمجتمعات ذات المضامين الهادفة التي تشكل حالة فنية فريدة تصب في دعم الأعمال التاريخية.
بينت المدير التنفيذي لشركة ليان الثقافية غادة الطبيشي أن المعرض يقدم مجموعة فنية فريدة تضم أكثر من 50 عملا فنيا (نحت، رسم، تصوير فوتوغرافي وأفلام)، من جميع أنحاء العالم وعبر التاريخ لافتة إلى أن هذه الأعمال تظهر مدى استمرار صورة الجمل العربي في الحياة اليومية بطرق مختلفة، فهو رمز للسفر والصحراء الجافة والواحة الخصبة.
ويُعرض على هامش المعرض كتاب “الجمل عبر العصور”، العمل الموسوعي الثقافي الغني الذي يتيح فرصة للزوار لاستكشاف الجانب الأكاديمي به ويتضمن مقالات عدة دونها خبراء من المملكة وخارجها تستكشف الخلفية التاريخية للإبل ومكانته عند العرب والعلاقة العميقة بين الإبل والإنسان إضافة إلى صور لقطع أثرية من متاحف عالمية وهو كتاب من إصدار شركة ليان الثقافية ومكتبة الملك عبد العزيز العامة.
ويحتوي المعرض على مجموعة لوحات فنية لكل من الفنان التشكيلي عبد الرحمن السليمان عبد الرحمن العقيل، الدكتورة منى صلاح الدين المنجد وفهد النعيمه، إلى جانب مجموعة أخرى من كبار الفنانين في العالم ينتمي بعضهم إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وغيرهم من الفنانين المعاصرين، كما تعمل المنحوتات والقطع الفنية في على رسم الصورة الذهنية لعوالم الإبل بكافة ملامحه، ومنها قطعة للفنان يحيى البشري و فنانين آخرين فيما تتخذ الصور الفوتوغرافية طريقاً مختلفاً من حيث الشكل العام بالمضمون ذاته، ومنها أعمال فنية مصوّرة للأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود.
اقرأ أيضاً: احتفالات الدمام المميزة بمناسبة اليوم الوطني السعودي94
وقال أحد الزائرين الأجانب أنه يجد اللوحات مثيرة للاهتمام وخارجة عن المألوف مقارنة بمتاحف أوروبا وأمريكا، إضافةً إلى موقع المعرض الموجود في منطقة صناعية حيث يذهب الأشخاص للخروج عن بيئتهم المألوفة، بينما وأكد الزوار العرب والمخليين أن اللافت في المعرض مشاركة فنانين تشكيليين أجانب، واستوحوا لوحاتهم عن الإبل من الشعب السعودي.
بدا الارتباط التاريخي للشخصية المحلية في ثقافة ركوب الهجن واضحاً في لوحات المعرض سواء أعمال تشكيلية، أو الخط العربي، أو الصور الفوتوغرافية، إضافةً إلى الأزياء ومجموعة من القطع الأثرية والمنحوتات، جميعها تحاكي مجلدان انبثق عنهما هذا المعرض.
وكانت قد أعلنت وزارة الثقافة عن تسمية عام 2024 بعام الإبل الإبراز الموروث الثقافي للإبل وما تحمله من قيمة وطنية إضافة إلى دور الإبل المهم في تسهيل تنمية المملكة، حيث إنها كانت وسيلة التنقل الأساسية، لذلك قامت بالعديد من الفعاليات الخاصة بالجمل منها معرض الجمل عبر العصور وغيرها من الفعاليات التي ترتبط في صناعة الأزياء من الوبر والجلود، التي تمثل قيمة الإبل في منحها مختلف المنتجات.
فقد بلغ عدد الجمل في العالم 42 مليونا، 94% منها إبل عربية، وتمتلك المملكة خامس أكبر عدد من الجمل على مستوى العالم ويقدر بنحو مليونين وتبلغ الإمكانات الحالية لسوق جلود الجمل في المملكة قرابة 98.7 مليون دولار أمريكي سنوياً، واستناداً إلى أعداد الجمل الحالية في المملكة، يمكن إنتاج 2800 طن من شعر الجمل سنوياً، بقيمة مليوني دولار أمريكي، إضافةً إلى أن قيمة السوق العالمية للسلع الجلدية الفاخرة بلغت 75.8 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ويمكن أن تصل إلى 92.4 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028.
عدا عن سباقات الهجن التي تعد من الرياضات العربية المشهورة في شبه الجزيرة العربية عامةً والمملكة العربية السعودية خاصةً، لذلك تم إنشاء الاتحاد السعودي للهجن التي تعد الجهة الراعية لرياضة سباق الهجن في السعودية، يرأسه فهد بن جلوي بن عبد العزيز بن مساعد، وتشرف عليه وزارة الرياضة، وتأسس في عام 2018، بهدف الحفاظ على رياضة سباق الهجن كونها ضمن الموروث الشعبي في السعودية وتطويرها وتوفير بيئة مناسبة لممارستها.
كما خصصت السعودية سباقات وجوائز للفائزين ومن هذه السباقات كأس العلا للهجن، مهرجان ولي العهد، المعلق الذهبي، وكأس الاتحاد السعودي للهجن.
اقرأ أيضاَ: معرض الكتاب في الرياض يحتفل بعام الإبل