ينتظر عشاق الأدب والفكر، والقراءة والمعرفة، حدثاً مميزاً في قلب مدينة جدة، إذ يعود معرض جدة الدولي للكتاب بنسخته الجديدة الأسبوع المقبل، ليكون احتفاءً حقيقياً بالمعرفة والإبداع، ويحوّل المدينة إلى مركز نابض بالكتب والأفكار.
ستتزين أروقة معرض الكتاب في جدة بمئات العناوين المحلية والعالمية، متيحة لزواره فرصة استكشاف عوالم جديدة مليئة بالإلهام، مع الاستمتاع بعبق الكتب الجديدة، فمن الروايات الشيقة إلى الكتب التاريخية الغنية، يمكن للجميع العثور على ما يناسب شغفهم الأدبي.
ومع مشاركة أكثر من 400 دار نشر محلية وعربية وعالمية، ستصل الكتب لأكبر شريحة ممكنة من عشاق القراءة في جدة، وذلك من يوم الخميس 12 ديسمبر إلى الأحد 22 ديسمبر، تحت إشراف هيئة الأدب والنشر والترجمة، وبتنظيم مشترك مع وزارة الثقافة.
اقرأ أيضاً: الصالونات الثقافية إطلالات متجددة لإحياء أيام المملكة ولياليها
هذا العام مثل كل عام ولكن مع مميزات جديدة بالطبع، سيكون معرض جدة للكتاب بمثابة نافذة ثقافية مضيئة، تتجمع فيه المؤسسات والشركات المحلية والدولية مع عشاق القراءة، سيقدّم المعرض برنامجه الثقافي الغني الذي يتضمن مجموعة من الفعاليات المتنوعة، بما في ذلك المنصات الحوارية والمحاضرات التفاعلية وورش العمل، كما ستتاح للزوار فرصة حضور جلسات توقيع الكتب مع مؤلفين مهمين، والمشاركة في حلقات نقاشية مثيرة حول مواضيع أدبية وثقافية.
وضمن فعاليات المعرض، سيشهد المسرح الثقافي عروضاً يومية تمزج بين الأدب والفن والموسيقى، وستركز ورش العمل التعليمية على فن الكتابة والنشر، ليكون وجهة مناسبة لجميع الأعمار.
للطفل حصة كبيرة هنا كذلك، إذ ستتوفر مساحة سحرية تنبض بالإبداع والمرح، وتتنوع الأنشطة لتشمل ورش الحرف اليدوية وروايات القصص التفاعلية، ليستمتع الصغار بوقت مليء بالمتعة والاكتشاف بينما يتعرفون على سحر القراءة.
تتيح اللجنة المشرفة على المعرض زيارة مجانية للجميع، دون الحاجة إلى تذاكر أو حجز مسبق، لذا فالحضور ممكن للجميع.
اقرأ أيضاً: منصة تفاعلية تعتني بثقافة الطفل السعودي
جدير بالإشارة أن معرض جدة للكتاب هو حدث ثقافي سنوي يُقدّم مجموعة واسعة من الكتب تغطي موضوعات متنوعة، مثل الخيال العلمي، الواقع، قصص الأطفال، والمحتوى التعليمي، وتبرز أهميته في محو الأمية وتعزيز حب القراءة في المملكة العربية السعودية، ما يسهم في تحقيق النمو الثقافي وتشجيع الفكر النقدي والنقاش البناء.
وتسعى هيئة الأدب والنشر والترجمة – التي تأُسست عام 2020 – من خلال هذه المعارض إلى خلق بيئة إبداعية نابضة، حيث تقدم الدعم المادي والمعنوي للمبدعين، للتعبير عن أفكارهم بحرية وابتكار أعمال أدبية مميزة، كما تركز الهيئة على جذب الاستثمارات إلى قطاع الثقافة والأدب، من أجل تعزيز النمو الثقافي في المملكة.
اقرأ أيضاً: «فيد التاريخية» تاريخ عريق ومعلم سياحي حيوي
يذكر أنه منذ شهرين فقط، أُسدِل الستار على فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، الذي أُقيم في جامعة الملك سعود من 26 سبتمبر إلى 5 أكتوبر، تحت شعار “الرياض تقرأ”، مع مشاركة دولة قطر كضيف شرف، شهد المعرض حينها إقبالاً واسعاً، وجذب أكثر من مليون زائر من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
شهدت نسخة هذا العام من المعرض مشاركة أكثر من 2000 دار نشر ووكالة من أكثر من 30 دولة، حيث توزعت على 800 جناح وعرضت عشرات الآلاف من العناوين والإصدارات الجديدة، وحققت المبيعات أكثر من 28 مليون ريال.
وتضمن المعرض برنامجاً ثقافياً غنياً بأكثر من 200 فعالية تناسب جميع الأعمار، من ندوات وجلسات حوارية إلى محاضرات وأمسيات شعرية وورش عمل، قدمها أدباء ومفكرون من السعودية والعالم، وأسهمت بدورها في تعزيز صناعة النشر والاقتصاد الثقافي ودعم التبادل الثقافي.
كما احتفى المعرض بيوم الترجمة العالمي في 30 سبتمبر، وخُصصت فعاليات للاحتفاء بعام الإبل، كما شكلت منطقة الطفل محطة رائعة، مع 6 عروض مسرحية متنوعة، تشمل مسرح الدمى ورفيق الأحلام، إضافة إلى 48 تفعيلة ثقافية في 9 أركان، مثل ركن الطاهي الصغير وركن الفنون والتراث.
ختاماً، تعد معارض الكتاب في السعودية، سواء معرض الرياض أو معرض جدة للكتاب أو غيرها، منارة ثقافية تضيء دروب المعرفة والإبداع، فهي تجسد رؤية مستقبلية تهدف إلى تعزيز الثقافة وتبادل الأفكار، ومن خلال فعالياتها المميزة، تسهم هذه المعارض في بناء جسر بين الأجيال وتعزيز التواصل بين الثقافات، وتفتح آفاقاً جديدة للقراء لاكتشاف كنوز الأدب والفكر.
اقرأ أيضاً: «روبوت سعودي» يدهش زوّار معرض الرياض للكتاب 2024