وسط التوترات الإقليمية المتصاعدة في منطقة الخليج، تبرز إيران مرة أخرى بمناورات عسكرية تجمع دولاً متعددة في استعراض للقوة والوحدة، وفيما تتزايد المخاوف من مواجهة محتملة مع الكيان الإسرائيلي، تبرز هذه التدريبات، كجسر جديد لتعزيز التعاون بين القوى الإقليمية المتنوعة، إذ تسعى الدول المشاركة في المناورات الإيرانية الخليجية إلى تشكيل تحالفات دفاعية جديدة تعزز الأمن الجماعي وتحمي طرق الملاحة البحرية، لتصبح هذه المناورة خطوة مفصلية في إعادة تشكيل توازنات المنطقة.
وفي التفاصيل، بدأت إيران مناورات عسكرية في الخليج بمشاركة نحو 12 دولة، من بينها دول خليجية، ووفقاً للتلفزيون الرسمي الإيراني، انطلقت المناورات في خليج عمان بمشاركة سلطنة عمان وروسيا، بالإضافة إلى تسع دول أخرى كدول مراقبة، من بينها السعودية وقطر والهند وباكستان وتايلاند وبنغلادش.
أطلق اسم «ايمكس 2024» على المناورة الجديدة، وتهدف إلى تعزيز الأمن الجماعي في المنطقة، وتوسيع التعاون المتعدد الأطراف، إضافة إلى إظهار حسن النية والقدرات اللازمة لحماية السلام والصداقة والأمن البحري، ووفقاً للمصادر، سيتلقى المشاركون تكتيكات حول تبادل المعلومات وتنسيق حماية طرق الملاحة البحرية.
اقرا أيضاً: القمة الأوروبية الخليجية الأولى في بروكسل وأزمة الشرق الأوسط
تعدّ هذه المناورات الأولى التي تشارك فيها السعودية منذ الخلافات السابقة بين البلدين، وتأتي كامتداد لمناورات سابقة مع روسيا والصين التي تزايدت وتيرتها مؤخراً مع تصاعد الصراعات الإقليمية، وفي وقت تلقت فيه إيران ضمانات عربية تفي بعدم السماح لاستخدام القواعد الجوية ضدها.
إذ أكد وزير الخارجية الإيراني، الذي قام بجولة تشمل لبنان وسورية والسعودية ومصر وسلطنة عمان والأردن والعراق وتركيا، أن جميع الدول في المنطقة أعلنت عدم الموافقة على استخدام أراضيها أو أجوائها لشن هجمات على إيران.
هذا يشهد الإقليم حالياً توتراً كبيراً بظلّ الترقب لأي هجوم من قبل الكيان الإسرائيلي على إيران، فيما تسعى هذه المناورات لتعزيز التقارب بين دول المنطقة وعزل محاولات زجّها في الصراع ضد إيران.
وكانت قد رفضت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية لأي عملية عسكرية ضد إيران، مؤكدة التزامها بالحياد في النزاع القائم بين إيران والكيان الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً: هل تتصدر السعودية اقتصاد الخليج قريباً؟ نظرة للنمو الاقتصادي السعودي ومستقبل المنطقة
وجاء هذا الموقف بعد سلسلة من الاجتماعات التي عُقدت في الدوحة، حيث تناول وزراء من دول الخليج وإيران، خلال قمة الدول الآسيوية التي استضافتها قطر، قضايا تتعلق بتهدئة التوترات الإقليمية، وبحسب وكالة رويترز، فقد سعى قادة الخليج إلى طمأنة إيران بشأن موقفهم المحايد في الصراع، بهدف تجنب أي تصعيد إضافي، خاصة في ضوء التطورات الأخيرة.
وخلال الفعالية التي أُقيمت في الدوحة، شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن أي هجوم مباشر أو عمل إرهابي يستهدف إيران أو يتجاوز حدودها سيُقابل بردّ قوي من القوات المسلحة الإيرانية.
وفي سياقٍ متصل، أشار المعلق السعودي علي شهابي إلى أن «دول الخليج ترى أن استهداف إيران لمنشآتها النفطية أمرٌ مستبعد، لكن الإيرانيين يلمحون إلى إمكانية ذلك من خلال مصادر غير رسمية»، مضيفاً: «الرسالة التي تبعثها دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيران هي: نرجو التهدئة».
وبالتوازي، وجّه مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم المملكة العربية السعودية، الإمارات، البحرين، عُمان، قطر والكويت، رسالة موحدة إلى إيران، تحثها على خفض التوترات.
اقرأ ايضاً: اختتام الملتقى 23 لجمعية التاريخ والآثار بمجلس التعاون الخليجي