في عالم يتسارع نحو الطاقة النظيفة، يبرز فارس السليمان كقائد ملهم في قطاع الطاقة المتجددة بالمملكة العربية السعودية، ليس فقط كمؤسس مشارك لشركة هالة للطاقة، بل كمهندس لرؤية مستقبلية مستدامة، فهو يجمع بين الخبرة الأكاديمية المتعمقة في الاقتصاد، والتي تمنحه فهمًا شاملاً للتحديات والفرص، والرؤية العملية التي تمكنه من تحويل الطموحات البيئية إلى مشاريع ملموسة.
ومن خلال شركة هالة للطاقة، يقود السليمان جهودًا حثيثة لتطوير حلول مبتكرة في مجال الطاقة الشمسية، مساهمًا في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، كما يعمل على تعزيز الشراكات مع القطاعين العام والخاص، وتبني أحدث التقنيات لضمان تحقيق أهداف المملكة في مجال الطاقة المتجددة.
ولا يقتصر دور السليمان على تأسيس وإدارة شركة ناجحة، بل يتعداه إلى كونه نموذجًا للقائد الذي يساهم في صياغة مستقبل مستدام للمملكة، ويؤكد على أهمية الاستثمار في الطاقة المتجددة لتحقيق رؤية 2030.
من التعليم إلى الريادة
وُلد فارس السليمان في المملكة العربية السعودية، ونشأ في بيئة تقدّر الابتكار والعمل الجاد، وبدأ مسيرته المهنية معلمًا، لكن شغفه بالاقتصاد والتنمية دفعه لمواصلة دراساته العليا، وهو اليوم طالب دكتوراه في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، متخصصًا في السياسات الاقتصادية المتعلقة بالطاقة والاستدامة، وهذه الخلفية الأكاديمية مكنته من فهم التحديات الهيكلية لقطاع الطاقة، وتحويلها إلى فرص استثمارية.
واجه السليمان تحديات مبكرة، مثل تأسيس شركة في سوق يسوده الاعتماد التقليدي على النفط، لكنه حوّل هذه العقبات إلى دافع لتأسيس شركة “هالة للطاقة” في عام 2016، انطلاقًا من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، التي كانت حاضنة لأفكاره الريادية.
اقرأ أيضاً: سديم العيسى.. مسيرة مهنية بين التصميم الداخلي وريادة الأعمال في السعودية
قصة نجاح
تأسست شركة هالة للطاقة بهدف واضح وهو تسريع انتقال السعودية إلى الطاقة النظيفة عبر حلول مبتكرة تلبي احتياجات القطاعات التجارية والصناعية والزراعية.
وتخصصت الشركة في أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية الموزعة، مثل تركيب أنظمة على الأسطح وحلول طاقة هجينة تعمل بالديزل، مع تركيز خاص على الكفاءة والتكلفة التنافسية.
وما يميز هالة هو نموذجها القائم على الابتكار والشراكات الاستراتيجية، ففي ظل وجود منافسة عالمية، استطاعت الشركة أن تثبت جدارتها محليًا عبر مشاريع رائدة، مثل: مشروع الطاقة الشمسية لشركة بنده للتجزئة بقدرة 3 ميجاوات، أحد أكبر المشاريع في المنطقة الغربية، وأنظمة الطاقة الشمسية لشركة تمر اللوجستية في جدة، والتي تدعم التزامها بالاستدامة.
كيف غيّر السليمان قواعد اللعبة؟
كمدير تنفيذي، يتبع السليمان أسلوب قيادة يعتمد على التخطيط الاستراتيجي والاهتمام بالكوادر البشرية.
ففي عام 2023، نجح في تأمين تمويل بقيمة 28.5 مليون ريال سعودي لدعم توسعات الشركة، كما أطلق برنامج ملكية الموظفين (ESOP) لجذب المواهب وتعزيز ولاء الفريق.
وحققت شركة هالة تحت قيادته، نموًا ملحوظًا، مع خطط لإكمال 30 ميجاوات من مشاريع الطاقة الشمسية خلال ثلاث سنوات، وتوفير حلول بأسعار تنافسية تعادل تعرفة الشركة السعودية للكهرباء.
اقرأ أيضاً: مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية: مستقبل متقدم للمملكة!
من المشاريع إلى السياسات
لم تقتصر إسهامات فارس السليمان على الجانب التقني في شركة هالة للطاقة، بل امتدت إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الطاقة المتجددة، فمن خلال مشاركته في بودكاست (The TWENTY30)، ناقش السليمان دور القطاع الخاص في تحقيق مبادرة السعودية الخضراء، مؤكدًا أن تحول الطاقة ليس خيارًا، بل ضرورة لضمان مستقبل اقتصادي مستدام.
كما أن رؤيته تتجاوز حدود المشاريع الحالية، حيث يهدف إلى توسيع نطاق عمل هالة للطاقة إقليميًا، مع مواصلة دراساته العليا في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية لدمج الأبحاث الأكاديمية مع التطبيقات العملية، مما يجعله مساهمًا فاعلًا في صياغة السياسات الاقتصادية المرتبطة بالطاقة والاستدامة.”
وفي الختام، يظهر فارس السليمان، من خلال تأسيسه لشركة هالة للطاقة، مساهمة في قطاع الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية، وقد ركزت الشركة على خفض الانبعاثات الكربونية عبر مشاريعها.
وفي سياق التحولات الاقتصادية التي تشهدها المملكة، تعد جهود السليمان جزءًا من المساعي نحو تحقيق أهداف الاستدامة، وتشكل تجربة الشركة أحد الأمثلة على المشاريع التي تسعى لتطبيق مفاهيم الطاقة المتجددة.