في خطوة تعزز من حضور الثقافة السعودية على الساحة العالمية، وتفتح آفاقاً جديدة للتفاعل الفني والثقافي، انضم «مهرجان الرياض الدولي للجاز» إلى شبكة الجاز العالمية، ليكون ضمن أحد أبرز التجمعات العالمية لتبادل المواهب في مجال موسيقى الجاز.
وبهذا، سيتمكن مهرجان الرياض للجاز من الانضمام إلى شبكة تضم نخبة من المهرجانات والمؤسسات الثقافية المتخصصة في موسيقى الجاز حول العالم، هذه الشبكة تعمل على ربط صناع الموسيقى من محترفين وجماهير، وتساهم في تبادل الخبرات والمعارف في هذا الفن، من أجل تعزيز مجتمع الجاز وإثراء المشهد الثقافي العالمي لموسيقى الجاز.
وكل سنة، يجتمع شركاء الشبكة في مهرجان أمرسفورت العالمي لموسيقى الجاز، كي يتبادلوا الأفكار الجديدة والرؤى والتطورات في هذا الفن الذي نشأ في المجتمعات الأمريكية الإفريقية في نيو أورلينز في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وأيضاً من أجل خلق فرص للتعاون الدولي الهادف في هذا المجال.
وتعمل «شبكة الجاز العالمية» على ربط صُناع الموسيقى، من المحترفين أو المبتدئين، لتبادل الخبرات والمعارف، وتساهم هذه الشبكة في تعزيز المشهد الثقافي لموسيقى الجاز عالمياً، كما تساعد في بناء جسور التواصل بين الجماهير حول العالم، وعموماً فإن انضمام «مهرجان الرياض الدولي لموسيقى الجاز» إلى هذه الشبكة تعد خطوة استراتيجية تعكس التزام المملكة بتطوير الفنون والثقافة، وتوفير تجربة موسيقية غنية وممتعة للمجتمع المحلي ولضيوف المهرجان من أنحاء العالم المختلفة.
اقرأ أيضاً: النهاوند.. أول أكاديمية دولية للموسيقى في السعودية لدعم الموهوبين
لا بد من الإشارة إلى المهرجان الرياض الدولي للجاز هو حدث موسيقي عالمي تنظمه هيئة الموسيقى، وفيه يجتمع الممارسين البارزين وصنّاع موسيقى الجاز من أنحاء العالم كافة، كما يوفر مساحات إبداعية للمواهب السعودية لإبراز تنوع الألوان الموسيقية.
في السابع من فبراير 2024، انطلق هذا المهرجان على «مسرح ميادين الدرعية» في العاصمة السعودية الرياض، بتنسيق متميز من الهيئة التابعة لوزارة الثقافة، هذه النسخة الأولى من المهرجان استمرت لثلاثة أيام، بحضور تسعة فنانين محليين وعالميين متخصصين في فن الجاز، المعروف أيضاً بـ«الموسيقى الكلاسيكية الأمريكية».
أبهرت الفنانة السعودية الصاعدة نادين لنجاوي، المعروفة بـ«فلانة»، في أول ليلة من المهرجان الجمهور بأدائها الحي الذي تضمن لمحات من موسيقى Synth-pop. تلاها عرض مميز للفرقة الأسترالية «ذا كات إمباير»، التي تأسست عام 1999، وقدمت مقاربة موسيقية مبتكرة تجمع بين الجاز والفانك، واختتمت الليلة بأداء ساحر للفنانة البريطانية يولاندا براون.
الفنانة العالمية شاكا خان التي تمتد مسيرتها الفنية لأكثر من 50 عاماً، أشعلت أجواء الليلة الثانية بالحماس، وتلا أداءها حضور وأداء مميزين لفرقة كوكوروكو المكونة من ثمانية أعضاء، التي قدمت بدورها عزفاً على آلات تقليدية وعالمية لمجموعة متنوعة من الأغاني، وفي ختام الليلة، أدت الفرقة البحرينية «مجاز»، المعروفة بمزج الألحان البحرينية التقليدية بعناصر الجاز.
أما في الليلة الثالثة من المهرجان، فقد أمتع الفنان العالمي ماسيجو الجمهور بعزفه الرائع على الساكسفون، تلاه عرض لفرقة Hiatus Kaiyote، المرشحة لثلاث جوائز جرامي، وانتهت الليلة الثالثة والأخيرة بأداء ممتع لفرقة Garwasha السعودية، التي دمجت بين الجاز والألحان العربية، لتترك بصمة مميزة في قلوب الحاضرين.
اقرأ أيضاً: مهرجان «ايتس آند بيتس» يتألق في ڤيا رياض
هذا ويأتي تنظيم مهرجان الرياض الدولي للجاز كجزء من استراتيجية هيئة الموسيقى الهادفة إلى إثراء الساحة الموسيقية في السعودية، فهو يهدف إلى تسليط الضوء على تميز ثقافة موسيقى الجاز، وتنمية وإثراء المشهد الموسيقي في المملكة، كما يسعى لتعزيز التبادل الفني والثقافي بين الفنانين، وتقديم حدث موسيقي جذاب للمهتمين ومحبي هذا الفن، ما يساهم في نشر الذائقة الفنية بين أفراد المجتمع كلهم.
ومن الفعاليات الأخرى المميزة التي تُنظمها هيئة الموسيقى، جاء «مهرجان الغناء بالفصحى»، الذي أقيم منذ أيام قليلة في مركز الملك فهد الثقافي، للاحتفاء بأشهر قصائد الشعراء العرب بمشاركة عدد من الفنانين المميزين.
المهرجان الذي استمر لمدة يومين، قدم للجماهير فرصة الاستمتاع بجمال اللغة العربية الفصحى والألحان العربية الأصيلة، من خلال أداء راقٍ ومميز لأشهر النجوم العرب، الذين دمجوا بين بلاغة الألفاظ ورقة الألحان وروعة الأجواء.
ختاماً، إن الفعاليات المتنوعة التي تطلقها هيئة الموسيقى، سواء مهرجان الرياض الدولي للجاز أم مهرجان الغناء بالفصحى أم غيرهم، ليست فعاليات فحسب، بل هي تعكس التزام هيئة الموسيقى بصناعة مهرجانات تعزز عمق اللغة العربية، مع الحرص على تقديم تجارب موسيقية ترتقي بمستوى الفنون في السعودية والعالم أجمع.
اقرأ أيضاً: مهرجان نور الرياض يضيء العاصمة بألوان ساحرة