سبعة أيام ستكون كافية حتى ترد للمسرح الخليجي اعتباره وألقه، مع عودة مهرجان المسرح الخليجي وبالنسبة للعروض فهي ستة وتجسد دول مجلس التعاون الخليجي، من البحرين إلى الكويت وسلطنة عُمان وقطر، إضافة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي استضافت الدورة الأخيرة للمهرجان في العام 2014 قبل عشرة أعوام، ليتوقف بعدها المهرجان.
يمتد المهرجان في الفترة مابين 10 و17 سبتمبر 2024 ويتخذ من الرياض مقراً لفعالياته، وتعتبر دورة المهرجان الحالية هي الرابعة عشر، واللافت في المهرجان أنّ السعودية تستضيفه للمرة الأولى، وكان المهرجان قد جاء للحياة في العام 1988، وتم تنظيم الدورة الأولى في الكويت، تحت شعار “الجمهور والمسرح نحو مسرح أفضل”، وبعد ذلك أصبح الفنان الخليجي ينطر إلى المهرجان على أنه المكان الذي يمكن أن تنطلق منه مسيرته الفنية، سواءً كان ممثلاً أو كاتباً أو مخرجاً، ليصبح المهرجان أيقونة فريدة في عالم الفن الخليجي، على مدار 13 دورة سابقة.
بالإضافة للمسرحيات الستة المدرجة على قائمة المهرجان يتضمن أيضاً عدداً من ورش العمل الفنية، والتي تحمل عناوين مختلفة، فهناك ورشة عمل تحمل عنوان، الإدارة الثقافية في الفرق المسرحية، وستكون بإدارة الكاتبة المسرحية السورية جمانة الياسري، ومن الورش الضخمة التي يضمها المهرجان ورشة تتحدث عن البنية الأساسية للمسرح في دول مجلس التعاون وتنقسم على يومي عمل، الأول يتناول القيم الفكرية والفنية للمسرح، بحضور شبير العجمي وحبيب الغلوم ومرزوق بشير وعبد الكريم جواد، في حين يتبنى اليوم التالي العناصر التنظيمية تحت عنوان البنية الهيكلية والإدارات والمرافق الرسمية للمسرح.
وبالعودة إلى دورات المهرجان السابقة يمكن ذكر عدد من الأسماء المؤسسة للمهرجان، والتي رحلت عن عالمنا، مثل الكاتب والناقد البحريني إبراهيم غلوم الذي توفي العام الماضي، والممثل والمخرج البحريني عبد الله السعداوي الذي رحل عن عالمنا هذا العام، والكاتب والفنان القطري موسى زينل الذي توفي يوم السبت الماضي.
وبالنسبة للمسرحيات الست المشاركة فهي تحمل عناويناً شيقة، فعن المسرح السعودي يشارك عرض يحمل عنوان بحر، من تأليف الكاتب الراحل عبد الرحمن المريخي وإخراج سلطان النوه، وتتناول المسرحية مشكلة الصراع الطبقي داخل مجتمع الصيادين بالسعودية من خلال قصة حب.
أمّا الإمارات فتشارك بعرض مسرحي غنائي استعراضي يحمل عنوان أشوفك، وهو من تأليف الكاتب الإماراتي إسماعيل عبد الله وإخراج حسن رجب الحمادي، واستمدت المسرحية قصتها من التراث المحلي في الإمارات.
وحملت المسرحية المشاركة عن مملكة البحرين عنوان عند الضفّة الأُخرى، وهي من تأليف حسين العصفور وإخراج طاهر محسن، وتشارك سلطنة عُمان بالعرض المسرحي الروع للمخرج طاهر الحراصي، وحمل العرض الممثل لدولة قطر اسم الخيمة هو من تأليف عبد الرحمن المناعي وإخراج ناصر عبد الرضا، وتشارك دولة الكويت بعرض اسمه غصة عبور من تأليف تغريد الداود وإخراج محمد الأنصاري.
وجرى افتتاح المهرجان يوم الثلاثاء 10 سبتمبر 2024 على خشبة مسرح جامعة الأميرة نورة، وتضمن حفل الافتتاح عدداً من العروض الفنية والكلمات والتكريمات، ومن بين الفنانين المكرمين، الممثل المسرحي الإماراتي أحمد الجسمي، والممثل المسرحي الكويتي محمد جابر، والفنان المسرحي القطري صالح المناعي، والفنان فهد الحارثي من السعودية، ويشارك في النسخة الحالية من المهرجان 400 من الفنانين المسرحين والعاملين في القطاع.
والجدير بالذكر أنّ القائمين على تنظيم المهرجان لدورة هذا العام اتخذوا خطوة داعمة للمسرح والمشتغلين فيه، برفع قيمة الجوائز النقدية بنسبة (100%) عن الدورات السابقة من المهرجان، وأقل جائزة سيتلقاها المتنافسون 10 آلاف ريال سعودي، وجاء هذا القرار كنوع من التحفيز والدعم للمشاركين، وسيشهد المهرجان إلى جانب المسرحيات وورش العمل عدداً من الفعاليات الفنية والثقافية.
وفي الختام لابدّ من الإشارة إلى أن المملكة تولي اهتماماً خاصاً بالمسرح، وأنشأت في العام 2019 هيئة المسرح والفنون الأدائية للنهوض بالقطاع، عن طريق توفير التأهيل اللازم والجهات المانحة للشهادات إضافة لتشجيع التمويل والاستثمار في القطاع، وتضم الهيئة عدداً من الحواضن والمسابقات التي تعنى بالموهوبين على اختلاف فئاتهم العمرية، وتعمل أيضاً على دعم الموضوعات التراثية التي تعكس تاريخ وحضارة السعودية، وكل هذا ينصب في إطار رؤية المملكة 2030 برفع جودة الحياة وتحقيق الاستدامة في مختلف القطاعات لإنجاز التكامل المطلوب والوصول إلى مستهدفات الرؤية.
اقرأ أيضاً: مسرح عبادي الجوهر: أيقونة جديدة تعكس الاهتمام بالثقافة والفن والفنانين في الممكلة العربية السعودية