يستمر مهرجان زيتون الجوف الدولي بإبهار زواره من خلال نسخته الثامنة عشرة والتي تستمر لمدة عشرة أيام، ويتخذ من مركز الأمير عبد الإله الحضاري بمدينة سكاكا مقراً له، مستقطباً عشرات الآلاف من الزوار والسياح والمشاركين، وهو من تنظيم أمانة منطقة الجوف وتحت إشراف مباشر من أمير المنطقة فيصل بن نواف بن عبد العزيز.
ويشارك في نسخة هذا العام سبعة دول وهي سوريا وفلسطين والأردن ومصر من العالم العربي، إلى جانب كل من تركيا وإسبانيا وإيطاليا، ويتوزع المهرجان على عشر مناطق متنوعة أولها مطبخ الزيتون الذي يمنح الزوار فرصة استكشاف الأطباق المحلية والدولية المحضرة بالاعتماد على الزيتون وزيت الزيتون في أجواء غامرة من التفاعل والمتعة والتذوق، ومن المناطق الأخرى هناك المسرح ومسرح أوليفا بارك ومنطقة أوليفا ونتر، ومنطقة مخصصة للصناعات التحويلية، وأخرى للأسر المنتجة، بالإضافة إلى منطقة أوليفا سكوير وسامري الجوف وأوليفا بارك ومعرض الزيتون.
اقرأ أيضاً: مهرجان شتاء درب زبيدة يناديك!
ويمنح المهرجان الفرصة للمشاركين والحضور على حد سواء لأخذ جولة على عادات وتقاليد المملكة، وما يترافق معها من فنون شعبية، عبر مجموعة من العروض الفنية تتخللها العرضة السعودية، والعروض الغنائية الحافلة بتراث المنطقة والتي تحمل الزوار إلى بعد آخر من الأصالة والتراث.
كما يجد زوار المهرجان أنفسهم أمام استعراض واسع لمنتجات الزيتون واستخداماته، ولكنهم سيرون في المهرجان أيضاً أركاناً تستعرض الحرف اليدوية والتراثية السعودية، مثل حياكة السدو، ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد فهناك أيضاً أركان يقدم من خلالها الفنانون التشكيليون السعوديون إنتاجاتهم الفنية، إلى جانب أماسي الشعر العربي العذب التي تمنح الزوار فرصة للاستمتاع بأصالة الثقافة السعودية.
اقرأ أيضاً: التراث السعودي يزين ميلان الإيطالية
وفي سياق متصل، بلغ عدد المشاركين في النسخة الحالية من مهرجان زيتون الجوف الدولي حوالي 45 مزارعاً وخمس شركات زراعية، مع مشاركة مميزة لمختبر أمانة الجوف، عبر فحص حوالي 40 ألف طناً من الزيت وسبعة أطنان من الزيتون، للتأكد من سلامتها ومنحها ملصق “مجاز” حتى تشارك في المهرجان.
واستطاع مختبر أمانة الجوف أن يفحص حوالي 2100 عينة من إنتاج المزارعين، للتأكد من سلامتها لناحية الحموضة والتزنخ والمعادن، قبل إعطائها سماحية العرض في الصالة.
ومن الجدير بالذكر أنّ المملكة تنتج سنوياً حوالي 20 ألف طن من زيت الزيتون، والتي تغطي حوالي (80%) من حاجتها السنوية للاستهلاك، وبحسب الرئيس التنفيذي للمهرجان السيد عمر بن عبد العزيز الحموان، فإن مهرجان زيتون الجوف الدولي اكتسب أهميته على مدار الأعوام السابقة بوصفه أيقونة الجوف، التي أثبتت تفردها في إنتاج الزيتون ليس فقط على مستوى المملكة، بل العالم أيضاً، وأن المهرجان استطاع أن يجذب على مدار سنوات خلت الكثير من الخبراء والمهتمين بالصناعة.
اقرأ أيضاً: شوكولاتة البدو ما هي طريقة التحضير؟
وفي ذات السياق يشكل مهرجان زيتون الجوف الدولي فرصة للباحثين عن العمل، من أبناء وبنات منطقة الجوف، وتكمن أهميته في اكتساب خبرة لن يحصلوا عليها في مكان آخر، نظراً لتنوع الخبرات والزوار وأن فرصة العمل المؤقت لا تحول دون اكتسابهم للخبرة، كما أنّ المهرجان يمنح مزراعي الزيتون والشركات المنتجة، فرصة عرض وبيع منتجاتهم، وتكوين علاقات فاعلة مع الجهات المهتمة والراغبة بالاستثمار.
من جانب آخر يعتبر مهرجان زيتون الجوف الدولي فرصة هامة لدعم اقتصاد منطقة الجوف، والنهوض بالمجتمع المحلي بما يدعم التنمية المستدامة، ويرخي بظلاله الإيجابية على منتجي زيت الزيتون والعاملين في الصناعات التحويلية المرتبطة، مثل مصانع منتجات العناية الشخصية والتجميل وحتى الفحم.
أيضاً يمنح المهرجان الأسر المنتجة الفرصة لتقديم منتجاتها، عبر تخصيص أماكن لها، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللازم لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة والصغيرة، حتى يطرحوا أنفسهم على نطاق واسع، ويكونوا قادرين على الانتقال بأعمالهم نحو مستوى أكثر اتساعاً وتطوراً.
اقرأ أيضاً: مهرجان بين ثقافتين يوثق العلاقة بين السعودية والعراق
وفي الختام تجدر الإشارة إلى أن مهرجان زيتون الجوف الدولي يقدم لزواره أمسيات من الرقص والشعر والغناء، إلى جانب التسوق، ففيه جناح مخصص للفن السامري، الذي تمتزج فيه القصائد مع النغم الشجي، ويستقطب الشباب وكبار السن على حد سواء، وفي هذه الفنون ما هو ساحر ليمنحها جواز السفر للانتقال من جيل إلى آخر.